قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية مسؤول فرعها في قطاع غزّة جميل مزهر، اليوم الثلاثاء، إنّ "شعبنا يعيش اليوم لحظات دقيقة وحساسة من تاريخ قضيتنا وشعبنا، في ظل العدوان الصهيوني الشامل على شعبنا، ومحاولة إحكام الطوق على شعبنا عبر إدخال المزيد من الأنظمة الرجعية العربية في بيت الطاعة للعدو الأمريكي والصهيوني من خلال تسريع وتيرة التطبيع".
ودعا مزهر خلال اللقاء الوطني الذي عُقد ب غزة وحمل عنوان "تطورات المشهد الفلسطيني"، إلى "ضرورة التمسك بالوحدة باعتبارها خياراً استراتيجياً لا بديل عنه وبتنفيذ مخرجات اجتماع الأمناء العامين، طريقاً للمصالحة ووثيقة الوفاق الوطنية مرجعية وطنية لإدارة الصراع مع العدو الصهيوني".
وأضاف مزهر أنّ "حالة الاستلاب والاختطاف الممنهجة لمؤسساتنا الوطنية لا زالت تجري على قدمٍ وساق، كان آخرها الانقلاب الجديد على قرارات الاجماع الوطني عبر الإعلان عن العودة إلى الاتفاقيات مع الكيان الصهيوني والتنسيق الأمني، ما شَكلّ ضربة كبيرة لجهود المصالحة الوطنية ولحالة الاجماع الرافضة للتسوية والمفاوضات مع الكيان".
وأكَّد على أنّ "حالة الانقسام وتأثيراتها الكارثية تستمر على أبناء شعبنا وخصوصاً في قطاع غزة الذي يئن منذ سنوات طويلة تحت العدوان والحصار والانقسام"، مُشددًا على أنّ "اللحظات الخطيرة والحرجة تتطلب منا جميعاً العمل بكل الطاقات للتصدي للعدوان الصهيوني ومخططات التصفية والتطبيع ومواجهة نهج التسوية المدمر الذي ما زال يراهن على الغوص أكثر في اتفاقيات أوسلو، ومفاوضات التسوية".
وتابع مزهر: "أولى أولوياتنا اليوم هو المباشرة فوراً بإعادة بناء المؤسسة الفلسطينية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ديمقراطية تضمن شمولية وعدالة التمثيل الفلسطيني في كل مكان، وهو ما يتطلب اجراء انتخابات شاملة ومتزامنة تعيد بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس تشاركية".
كما دعا "لضرورة البدء فوراً بعقد اجتماع عاجل للأمناء العامين بالقاهرة من أجل استكمال الحوار الوطني، لإنهاء الانقسام والاتفاق على استراتيجية وطنية ناظمة للعلاقات الفلسطينية الفلسطينية، ولطبيعة مواجهتنا مع العدو الصهيوني، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية الشاملة وفق ما تم الاتفاق عليه في اجتماع الأمناء العامين في رام الله – بيروت، وصولاً لإطلاق انتفاضة شعبية وعصيان مدني يرفع من كلفة الاحتلال".
وشدّد على أنّ "المخاطر التي تتعرض لها قضيتنا الوطنية تتطلب العمل عبر جبهة وطنية عريضة ذات أبعاد شعبية لمواجهة الضم والعدوان الصهيوني والتنسيق الأمني ومشاريع التصفية، وبناء الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة الوطنية بعيداً عن نهج الهيمنة والتفرد والإقصاء".
ولفت إلى أنّ "التحديات السياسية الراهنة تتزامن مع أزمة خطيرة على الصعيدين الصحي والاقتصادي تسبب بها الانتشار الواسع والخطير لجائحة كورونا وآثارها المرعبة على الأوضاع المعيشية لشعبنا وخصوصاً الفقراء والمهمشين الذين يعملون بقوت يومهم".
وطالب مزهر بضرورة "تضافر الجهود الوطنية والشعبية من أجل مواجهة جائحة كورونا ووقف انتشارها الكبير وهذا يستوجب وضع خطة وطنية شاملة لإدارة الأزمة ووقف مفاعيلها السلبية على شعبنا".
وفي ختام كلمته، أكَّد مزهر على أنّ "التحديات الخطيرة بحاجة إلى تضافر وطني وشعبي حقيقي، لهزيمة نهج التسوية التفريطي وإزالته وكل أدواته وافرازاته من المشهد الفلسطيني، وصولاً لمهمة انهاء الانقسام وإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة، كخطوة ضرورية لبناء المؤسسات الوطنية القادرة على قيادة شعبنا، ومعالجة كافة الإشكاليات السياسية والمعيشية الاقتصادية".