Menu

شملت جميع المناطق الفلسطينية

أكثر من 200 ألف حالة اعتقال واستشهاد 42 أسيرًا فلسطينيًا خلال انتفاضة الحجارة

غزة _ بوابة الهدف

قال المختص بشؤون الأسرى والمحررين، عبد الناصر فروانة، مساء اليوم الأربعاء، أنّ انتفاضة الحجارة عام 1987، تميّزت بالشمولية والطابع الشعبي، والتعاضد الاجتماعي والتكافل الأسري ووحدة الصف الوطني الفلسطيني والقيادة الوطنيّة الموحّدة والحاضنة الاجتماعيّة والشعبيّة لها.

وأضاف فروانة في بيانٍ له بذكرى الانتفاضة الـ33، أنّه "فضلاً عن أن سلاحها البسيط والمتمثّل في القلم والحجر والمقلاع، وفي بعض الأحيان البلطة والسكين والمولوتوف، كان في متناول الجميع، صغارًا وشبانًا، رجالاً وشيوخًا، فتيات ونساء، الأمر الذي ساهم في اتساعها وأدى إلى تصاعدها وديمومتها وشكلّت عبئًا على الاحتلال وأعوانه".

وأوضح فروانة الذي عايش انتفاضة الحجارة، وعاصر مراحلها المختلفة، كمقاومٍ، ومعتقل لأربع مرات، من بينها مرتين إداريًا، أنّ "سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهجت الاعتقالات الواسعة سياسة ومنهجًا في محاولة يائسة للقضاء على الانتفاضة الشعبية وروح المقاومة ولردع الشعب الفلسطيني"، مُؤكدًا أنّه "بالرغم من اتساع الاعتقالات وارتفاع أرقامها، وزيادة أعداد المعتقلين داخل السجون، وما لحق جراء ذلك بالمجتمع الفلسطيني على المستويين (الجمعي والفردي) من أضرار وأذى، إلّا أنّ تلك الاعتقالات وما صاحبها لم تُثنِ الفلسطينيين عن مواصلة مقاومتهم المشروعة للاحتلال، ولم تؤثر على مسيرة الانتفاضة وديمومتها، أو على حجم المشاركة فيها، كما ولم تفلح في اخماد جذوتها".

وكشف فروانة أنه يُقدر عدد حالات الاحتلال خلال انتفاضة الحجارة 1987 بأكثر من (200) ألف حالة اعتقال، وأن تلك الاعتقالات طالت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني وشملت جميع المناطق الفلسطينية، وأن الكثير من الفلسطينيين مرّوا بتجربة الاعتقال لأكثر من مرة، والعديد من السجون والمعتقلات افتتحت خلالها لاستيعاب المعتقلين الجدد ولعل أبرزها معتقل النقب الصحراوي الذي أفتتح بتاريخ 17 آذار/ مارس عام 1988.

ولفت إلى أنّ (42) معتقلاً فلسطينيًا استشهدوا داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي، خلال انتفاضة الحجارة، جراء التعذيب القاسي والاهمال الطبي وإطلاق الرصاص، أمثال خضر الترزي، وابراهيم الراعي، ومصطفى العكاوي، وخالد الشيخ علي، وأسعد الشوا، وبسام السمودي، وعطية الزعانين، وجمال أبو شرخ، ومحمد الريفي، وعمر القاسم، وحسين عبيدات، وسمير سلامة. وغيرهم.

ودعا فروانة "كافة الفصائل الفلسطينية إلى العمل من أجل توثيق مراحل الانتفاضة الشعبية الكبرى عام 1987 بكل صورها وأشكالها، والاستفادة من دروسها واستخلاص العبر منها، باعتبارها مفخرة فلسطينية ومحطة هامة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، والتي ستبقى محفورة في سجل التاريخ الفلسطيني المقاوم، وراسخة في ذاكرة كل فلسطيني عايشها أو تابعها وقرأ عنها".

وكان يوم أمس الثلاثاء ذكرى اندلاع انتفاضة الحجارة، وذلك في الثامن من ديسمبر عام 1987م، حيث انتفض الشعب الفلسطيني، في كافة مدن وقرى ومخيمات القطاع والضفة و القدس  المحتلة، معلنًا مرحلة جديدة في مواجهة الاحتلال التي سرعان ما هيأت الظروف لميلاد فصائل المقاومة.