(تنفرد بوابة الهدف، بنشر كتاب المفكر غازي الصوراني، المعنون: موجز الفلسفة والفلاسفة عبر العصور، الصادر عن دار الكلمة للنشر والتوزيع، في يونيو/ حزيران 2020، على حلقات متتابعة.. قراءة مثمرة ومفيدة نتمناها لكم).
الباب الرابع
الفلسفة الأوروبية في العصور الوسطى
الفصل العاشر
أبرز فلاسفة القرن التاسع عشر
يوجين كارل دوهرينغ (1833 - 1921):
فيلسوف واقتصادي ألماني كان أستاذاً للميكانيكا، عمل بجامعة برلين (1862 - 1874) "كان تلفيقياً في الفلسفة، وحاول ان يجمع بين الوضعية والمادية الميتافيزيقية والمثالية الصريحة، كما عَبَّر في الاقتصاد السياسي وعلم الاجتماع عن أيديولوجية البورجوازية الصغيرة.
عارض ماركس وانجلز خلال الفترة التي كان فيها الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني – الذي شكل من حزبين كانا من قبل مستقلين (أتباع لاسال وأتباع ايزناخ) – يجمع صفوفه.
وقد وَجَدتَ آراء دهرينغ المختلطة – في الفلسفة والاقتصاد السياسي والاشتراكية – تأييداً بين بعض الديمقراطيين الاشتراكيين، وقد أدرك أنجلز خطر كتابات دوهرينغ فهاجم هذه الكتابات في كتابه الشهير "الرد على دهرينغ".
وقد هبط دهرينغ بعد ذلك إلى اللاسامية والعنصرية بمؤلفاته الرئيسية: "دروس الفلسفة" (1875) – "دروس الاقتصاد الوطني والسياسي" (1876)([1]).
إرنست ماخ (1838 – 1916):
عالم طبيعي (فيزيائي) وفيلسوف نمساوي مثالي ذاتي، وأحد مؤسسي الفلسفة التجريبية النقدية، وضع نظريته على النقيض من المادية الفلسفية، فالمفاهيم عند "ماخ" هي بمثابة رموز تشير إلى "مُرَكّبات الأحاسيس" (أي الأشياء)، وقد كشف وفَنَّدَ كتاب لينين "المادية والتجريبية النقدية"([2]) فلسفة "ماخ" المثالية الذاتية"([3]).
في اسهاماته الفلسفية، كان لماخ تأثيراً كبيراً على الوضعية المنطقية من خلال نقده لإسحاق نيوتن، وفي اواخر القرن التاسع عشر بدأت وضعية كونت – ميل- سبنسر تتوارى تدريجيا عن المسرح، ليحل مكانها شكل جديد من الوضعية، عميق الاتجاه المثالي – الذاتي واللاأدري عند أسلافه، وكان ارنست ماخ وريتشارد أفيناريوس أبرز ممثلي هذا الشكل الجديد، الذي عرف بمذهب النقد التجريبي.
يحاول ماخ، كسائر الوضعيين، "تنظيف" الفكر العلمي من "الميتافيزيقا"، بـ"مشكلاتها الوهمية"، ويدعي لنفسه الوقوف على أرضية التجربة، وأن وجهة نظره التجريبية "تستثني، تماما، كافة القضايا الميتافيزيقية.."، ويعلن أنه ليس فيلسوفا، "فليس هناك ما يدعي بفلسفة ماخ"، وأن ما جاء به ليس الا "ميتودولوجيا وبسيكولوجيا علمية للمعرفة".
بإرجاع الفلسفة إلى "بسيكولوجيا المعرفة" يؤكد ماخ، بالاتفاق مع كانط، أن المعرفة لا تَنْفَذْ إلى ماهية الاشياء، وأنها تقتصر على ظواهرها فقط، لكن ماخ، بخلاف كانط، ينفي وجود "الاشياء في ذاتها" وجود الواقع الموضوعي. ان ماخ يفترق عن كانط يميناً، باتجاه مثالية بيركلي وهيوم الذاتية، التي ترجع العالم الخارجي إلى أحاسيس الذات، ولاثبات هذا الرأي يعمد ماخ إلى استخدام نظرية داروين في التطور، حيث يؤكد أن العلم لا يعكس سوى الوظيفة البيولوجية في التكيف لدى الكائن الحي، ولا يمس الواقع الموضوعي مطلقا.
من هذه المقدمات ينطلق ماخ لتطوير "النظرية البيولوجية – الاقتصادية في المعرفة"، وطبقا لهذه النظرية فان المبدأ الأساسي للمعرفة العلمية هو مبدأ "اقتصاد الفكر"، أو "اقتصاد الأفكار وتوافقها وانتظامها"، بهدف التوجه البيولوجي في مادة التجربة"([4]).
إن المفاهيم، والقوانين، والتفسيرات العلمية عامة، تخلو – عند ماخ- من أي مضمون موضوعي، لاصلة لها بالظواهر، التي عنها تتحدث، إلا كصلة الرموز الاختزالية بالمفاهيم التي عليها تدل: انها نتاج للعقل، وجدت لا لتعكس الواقع، وانما لتلبية حاجة الذات العارفة، وهنا يؤكد ماخ أن "لا سبب ولا نتيجة في الطبيعة"، لان "السبب والنتيجة مجرد نتاج لفكرنا".
كذلك الامر بالنسبة لقوانين الطبيعة، فهي تولد من حاجتنا النفسية، ولا تعبر عن أية روابط موضوعية بين الاشياء؛ انها نتاج للروح الانسانية، لامعنى لها الا بالنسبة للإنسان.
يرى ماخ أن أشياء العالم الواقعي ليست هي مايثير الاحاسيس فينا، بل، على العكس، فان "مركبات الاحاسيس (مركبات العناصر) هي التي تشكل الاجسام"، وهذه الاخيرة – أي الاجسام ليست سوى "رموز منطقية" لهذه المركبات الذرة، والجزيء، والكتلة، وغيرها – ليست، أبداً، حقائق موضوعية، بل مجرد رموز للوصف المقتصد للاحاسيس، وهكذا فان "ما ندعوه مادة، ليس إلا رابطة قانونية معينة للعناصر (للاحاسيس)"، ولتجنب الانزلاق إلى مستنقع الانفرادية، ولاضفاء نوع من الموضوعية على آرائه، يعلن ماخ، في مؤلفاته المتأخرة، أن هذه العناصر (الاحاسيس) ليست فيزيائية ولا نفسية، لاذاتية ولا موضوعية – انها "حيادية"([5]).
من وراء هذا الطرح لحيادية "العناصر" "يأمل ماخ بالتخلص من "ميتافيزيقية" المادية والمثالية على السواء، لكنه، باعلانه الاحاسيس عناصر حيادية للعالم، يسير في طريق "الميتافيزيقا" المثالية، لانه يفترض ماهيات ميتافيزيقية جديدة، لا يمكن الكشف عنها بالتجربة، وتشكل، مع ذلك، أساس هذه التجربة.
إن البشر يتعاملون، في تجربتهم العلمية واليومية، مع أشياء وعمليات موضوعية، من جهة، ومع أحاسيس الذات المتعرفة، التي لا تنفصم عن نشاط الحواس والجملة العصبية من جهة ثانية، لكن ماخ، الذي يجد نفسه مضطرا للاعتراف، بقوله أن الاشياء كلها مجرد مركبات أحاسيس، وقد انتقده لينين بقسوة في كتابه "المادية والتجريبية النقدية"، حيث بَيَّنَ أن إرجاع جميع الاشياء إلى مركبات الاحاسيس هو احياء لفلسفة بيركلي المثالية الذاتية الرجعية، الأمر الذي سيقود حتما إلى القول بأن العالم كله ليس إلا تصوراتي الخاصة، أي إلى الانفرادية (الأناوحدية).
كما "بين لينين أن النظرة الماخية لم تؤد إلى التخلص من "احادية الجانب" لدى كل من المادية المثالية، كما كان يزعم أصحابها لانفسهم، وإنما قادت إلى الخلط والتخبط بين وجهات نظر فلسفية متعارضة، فاذا كانت "العناصر" احاسيسا –كما يقول لينين- فان ماخ لا يملك الحق في التسليم بوجود "العناصر" خارج أعصاب الذات ووعيها، واذا كان يسلم بوجود موضوعات فيزيائية، مستقلة عن الاعصاب والاحاسيس، فانه، بذلك، يهجر مواقع المثالية، لينتقل، خلسة، إلى مواقع المادية""([6]).
لكن "ماخ لا يتراجع عن موضوعته المثالية – الذاتية الاساسية في ان العالم مركب من الاحاسيس، وهكذا يتخلى ماخ، الذي لم يفلح في حل هذا التناقض، عن كل محاولة في صياغة رؤية فكرية متكاملة، ليجمع في مذهبه، بشكل آلي، النظرة البركلية المثالية – الذاتية إلى العالم الخارجي، والتسليم ببعض الموضوعات المادية لعلوم الطبيعة، ومع ذلك بقيت فلسفة ماخ تمارس تأثيرها على عدد من علماء الطبيعة، تأثيراً تعزز في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي بظهور مذهب النقد التجريبي، مذهب ريتشارد أفيناريوس، الذي جاء قريباً للغاية من الماخية، مع أنه ظهر بشكل مستقل عنها"([7])، وقد أثَّرت فلسفة ماخ في تشكيل الوضعيه الجديدة، وكذلك في التحريف الماخي للماركسية.
من مؤلفاته الرئيسية([8]):
"تحليل العناصر والروابط في المادية والنفسي" (1886) – "الادراك والخطأ" (1905).
تشارلز بيرس (1839 – 1914):
مؤسس الفلسفة الذرائعيّة (البراجماتية)، التي تتلخص فكرتها الأساسية في " أنّ العقل لا يُدِرك غايته، إلاّ إذا قاد صاحبه إلى العمل الناجح؛ فالفكرة الصحيحة هي الفكرة الناجحة المفيدة، والمعيار الوحيد للحقيقة هو فعاليتها ونجاحها"، والبراجماتيّة في المعرفة هي القول بأنّ القانون العلمي (أو القاعدة العلميّة) لا يكون إلاّ عند التطبيق في ظروف عمليّة بصورة ناجحة ونافعة، وهو مضمون ما سمّي بـ: " "قانون بيرس": قيمة فكرة ما تكمن في نتائجها العمليّة" (روزنتال ويودين، 1987، ص 98)"([9]).
في هذا السياق أشير إلى أن البرجماتية أو الذرائعية "البراغماتيّة أو الذرائعيّة كما جاء تعريفها في قاموس المعجم الوسيط هي اسم مشتق من اللفظ اليوناني: - براغما: - ومعناه العمل، وهي مذهب فلسفي - سياسي يعتبر نجاح العمل المعيار الوحيد للحقيقة، وقد ترسّختْ البراغماتيّة في أمريكا ابتداء من أواخر القرن التاسع عشر، وهي لا تهتمّ إلاّ بالتجربة وبالنتائج العمليّة للفكر غير مكترثة بالمبادئ والمقولات وأنساق الفلسفة التقليديّة"([10]).
ظهرت البراغماتية (المذهب الذرائعي) في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث لقيت انتشاراً، لم تصادفه هنا فلسفة من قبل، تبلورت الخطوط العريضة لهذه الفلسفة في السبعينيات من القرن التاسع عشر في مؤلفات تشارلز بيرس، وتطورت على يدي وليم جيمس (1842 – 1910)، ويعتبر جون ديوي (1859 – 1952) الزعيم الروحي للبراغماتية المعاصرة في أمريكا([11]).
تبلورت براغماتية "بيرس" في نظريتين اثنتين، هما نظرية الشك – الاعتقاد، ونظرية القيمة، كما ينفي "بيرس" ان يكون وعي الإنسان انعكاساً للواقع الموضوعي، ويؤكد على أن وظيفة الفكر الاساسية: تخليص الإنسان من الشكوك، وتزويده بعقيدة راسخة، أما العقيدة، عنده، فهي الإستعداد الواعي، أو العادة، في ان يتصرف الانسان، في ظروف معينة، على هذا النحو أو ذاك.
يرى تشارلز بيرس "أن الفلسفة يجب ألا تهتم بـ"قضايا الفلاسفة"، وإنما ينبغي أن تعني بـ"القضايا الانسانية"، أو، بعبارة أدق، بأهداف الانسان، وبالوسائل الكفيلة بتحقيقها، إن على الفلسفة أن تتحول إلى أداة تخدم الإنسان في حياته العملية.
إن جوهر البراغماتية يتلخص بالعبارات التالية: الإنسان مكره على العيش في عالم لا عقلاني، يتعذر فهمه، وإن محاولاتنا لإدراك الحقيقة الموضوعية ستبوء حتماً بالفشل؛ ولذا يجب النظر إلى مختلف النظريات العلمية، وإلى الأفكار الاجتماعية والقيم الاخلاقية، نظرة "أداتية" Insturmental، أي من وجهة نظر منفعتها في تحقيق أهدافنا، إن ما ينفع الانسان، ما يعود عليه بالنجاح، هو الصحيح، هو اليقين"([12]).
يحاول بيرس التوفيق بين التسليم بالحقيقة الموضوعية، التي تعترف بها كافة العلوم، وبين نظريته الذاتية في الشك – الاعتقاد، كما أن ريبية الفهم البراغماتي لقيمة المعرفة ووظائفها تدفع ببيرس إلى نفي الوجود الموضوعي لمادة (موضوع) المعرفة.
ان محتوى وقيمة أفكارنا ومفاهيمنا تقتصر، في نظر بيرس، على تلك النتائج العملية، التي نتوخاها منها، هذا المبدأ، الذي أطلق عليه اسم "مبدأ بيرس"، أصبح انجيلاً للمدرسة البراغماتية كلها، وخير تعبير عن جوهرها المثالي الذاتي.
وهكذا فإن "وجود الشيء يعني ان له نتائج عملية، ان موضوعات بيرس الثلاث التالية تشكل الاساس النظري للتيار البراغماتي بأسره([13]):
1) التفكير هو الوصول إلى الارتياح النفسي الذاتي.
2) الحقيقة هي ما يقودنا إلى الهدف.
3) المطابقة بين الأشياء وبين مجمل النتائج الحسية، أو "العملية"، الناجمة عنها.
" في تعريفه لفلسفة البراجماتزم، يقول المؤرخ الأمريكي ول ديورانت "ان البراجماتزم لها جذورها في "كانط" "العقل العملي" وفي تمجيد "شوبنهور" للإرادة، وفي نظرية "دارون" بان البقاء للاصلح وفي المذهب النفعي الذي يقيس الاشياء بمنافعها واستخدامها، وفي تقليد الفلسفة الانجليزية التجريبية الاستقرائية، واخيراً في اراء الحياة الامريكية""([14]).
"نشر بيرس طوال حياته عددا من المقالات، تمّ تجميعها إثر وفاته، ونشرها في 8 مجلّدات تحت عنوان "مجموعة أبحاث تشارلز س. بيرس". ومن هذه المقالات، نذكر أوّل محاولة فلسفيّة مهمّة له أرسى من خلالها دعائم الذرائعيّة، وهي "كيف نجعل أفكارنا واضحة" (1878)، وكذلك "دراسات في المنطق" (1883)، و"الهندسة المعماريّة للنظريّات" (1890)، و"ما الذرائعيّة؟" (1905)، و"نشأة الذرائعيّة" (1905)..
توفي بيرس في التاسع عشر من أبريل سنة 1914 "([15]).
وليم جيمس (1842 – 1910):
يعتبر أيضاً من آباء الفلسفة البرجماتية، ولد وليم جيمس في نيويورك، وبعد ان امضى بضع سنوات في المدارس الامريكية الخاصة أُرسِلَ مع أخيه هنري الذي يكبره بسنة واحدة إلى المدارس الخاصة في فرنسا، وهنالك وقع على بعض الكتب في علم النفس، وأخذ في مطالعتها.
بدأ محاضراته الجامعية أولاً في التشريح وعلم وظائف الاعضاء ثم في علم النفس وأخيراً في الفلسفة، ولعل اعظم مؤلفاته هو أولها صدوراً "أصول علم النفس" الذي نشره في عام (1890) وهو مزيج من التشريح، والفلسفة والتحليل.
تلقف جيمس أفكار بيرس البراغماتية، وطورها، واستخدمها، بصورة أساسية، للدفاع عن الايمان الديني، مما يصبغ براغماتيته بألوان دينية صارخة، فقد "انطلق جيمس من موضوعة بيرس، القائلة بأن الفكر ليس إلا وسيلة تؤدي إلى الاعتقاد، ليطرح نظرية "إرادة الاعتقاد"، وإن من غير المجدي، في رأي جيمس، الاعتماد على العقل والعلم في حل المسائل العقائدية الهامة، كقضية الايمان بالله، مثلاً، مثل هذه المسائل لا يمكن حلها إلا بالاعتماد على الشعور والارادة فقط.
يقول جيمس : "إن لنا الحق الكامل في أن نغامر بالايمان بأية فرضية كانت.." شريطة ان تأتي لنا بنتائج مرضية، فللإيمان بوجود الله تكفي رغبتنا في ان يكون، إن هذا الإيمان يجلب للإنسان الراحة والطمأنينة، ولذا فانه يلقى تبريراً كاملاً عند البراغماتيين"([16]).
لقد استخدم جيمس الفهم البرغماتي للحقيقة في محاولة للدفاع عن الدين والمعتقدات الدينية، إنه ينسب إلى الأفكار الدينية قيمة عظيمة، كونها تدخل الطمأنينه والراحه إلى نفوس معتنقيها، "وهي يقينية، بالقدر الذي تخدم فيه هذا الهدف"، وقد وَسَّعَ جيمس دائرة أفكاره البراغماتية بحيث تشمل العلاقات الاجتماعية أيضاً، إن الحياة الاجتماعية، عنده، ليست إلا تياراً من التجربة، في إطار من الفهم المثالي الذاتي، وهكذا لا يخضع الانسان، في تصرفاته، لأية ضرورة موضوعية، إنه حر في اعتماد هذا السلوك أو ذاك، في تبني هذه المثل الاخلاقية أو تلك، في اعتناق هذه المعتقدات أو غيرها، إن الوصية الأخلاقية الوحيدة، التي تنبع من الآراء البراغماتية، هي: "اعمل ما يثاب عليه"، ما يعطي نقودا، ويمضي جيمس بآرائه الفردية والإرادية عن الاخلاق ليصل بها إلى مذهب التحسن، فهو يؤمن بامكانية الاصلاح التدريجي للعالم، وللأفراد كل على حدة"([17]).
لقد أعطى جيمس الأساس النظري للفلسفة البرجماتية، وللأسطورة الأمريكية عن تكافؤ الفرص في إطار الشعار الديماغوجي الوهمي: بامكان كل أمريكي أن يصبح مليونيرا!"، حين يقول بان النجاح في الحياة رهن بسعي الفرد وإرادته، إن كل إنسان يصنع سعادته بنفسه، يستطيع بلوغها اذا أحسن استخدام الإمكانيات المتوفرة لديه([18]).
إن طريقة جيمس في التفكير طريقة امريكية، ذلك إن شهوة الامتلاك والحركة الامريكية تبدو واضحة تماماً في أسلوبه وتفكيره، وقد اطلق "هونيكر" على فلسفة جيمس اسم الفلسفة المادية النفعية، والواقع ان فيها شيئاً من هذا الاتجاه المادي.
ان فحص الحقيقة الذي جاء به جيمس ليس جديداً طبعاً، وقد اعترف جيمس بهذا بأمانة وصراحة بقوله، "إن فلسفة البراجماتزم اسم جديد لوسائل فكرية قديمة، فان كان هذا الاختبار الجديد للحقيقة يعني بان الحقيقة هي ما قامت التجربة والاختبار على صدقها فهو مقبول، اما إذا كانت تعني بأن المصلحة والمنفعة الشخصية هي المقياس والاختبار لصدق الحقيقة فهو امر مردود، لان المنفعة الشخصية ليست سوى منفعة شخصية"([19]).
ووجد "وليم جيمس" ما يبتغي في عام 1878 –كما يقول ديورانت- وذلك "في مقال مشهور للفيلسوف الامريكي تشارلز بيرس بعنوان "كيف نوضح افكارنا" قال فيه، لكي نجد معنى للفكرة ينبغي ان نفحص النتائج العملية الناجمة عن هذه الفكرة، اذ بدون هذا فان النزاع حول معنى الفكرة لا ينتهي ولا يؤدي إلى فائدة، وهكذا أحّبَّ "جيمس" أن يسير في طريقه وفق أفكار "بيرس"، وراح يفحص الميتافيزيقا القديمة على هذا الاساس وتوصل إلى تعريف جديد للحقيقة، فالحقيقة هي القيمة الفورية للفكر، فعوضاً عن ان نتساءل عن مصدر الفكرة ومن اين جاءت أو استمدت أو ما هي مقدماتها، فان البراجماتزم تفحص نتائجها، وهي تبتعد عن كنه الشيء ومصدره، وتتجه إلى نتيجة الشيء وثمرته وعقباه.
فعوضاً عن ان نتساءل عن ما هو الشيء ونضيع انفسنا ونضل في البحث عن كنهه مواهيته أو حقيقته أو نتساءل عن اصله، فان البراجماتزم تتساءل عن نتائج الشيء وبذلك تحول وجه الفكر إلى العمل والمستقبل، فالناس يقبلون الفلسفات أو ينبذونها وفقاً لحاجاتهم وطباعهم لا وفقاً للحقيقة الموضوعية، وهم لا يتساءلون هل هذا المنطقي ؟ بل يتساءلون عن مدى ما تتناسب الفلسفة مع حياتهم ومصالحهم، "ومع ذلك فهو –كما يضيف ديورانت- لا يعتقد بفلسفة تقوم على التفكير والتأمل في الموت، ولا قيمة للأمور في نظره الا اذا ارشدتنا ودفعتنا إلى تحسين أوضاع حياتنا واعمالنا على هذه الأرض"([20]).
لقد "شغل وليم جيمس حياته وكرس نفسه لمثل هذه الامور، وكان عاملاً نشيطاً في مئات الجهود التي تستهدف تحسين الحياة الانسانية، في إطار النظام الرأسمالي، وكان يعتقد أن في كل فرد طاقات وامكانيات كامنة تولدها الظروف المناسبة، وكان يدعو إلى استخدام هذه الطاقات لكامنة، ويبدي جزعاً كبيراً من تبديد طاقات الناس في الحرب، ويدعو إلى ايجاد مخرج افضل لدوافع القتال والحرب والسيادة بتوجيه الحرب على الطبيعة.
أخيراً، "يُعَرِّف وليم جيمس الفلسفة بطريقته البسيطة بقوله "انها التفكير الوحيد بالاشياء في افضل طريقة شاملة مدركة وتحقق الفائدة" وهكذا كانت كل مؤلفاته التي نشرها بعد عام 1900 في ميدان الفلسفة، تكريساً للبراجماتيه، فبدأ في كتابه "ارادة الايمان" عام 1897، واعقبه بكتاب "انواع من التجربة الدينية" عام 1902، ثم انتقل إلى كتبه الشهيرة في "البراجماتزم" عام 1907 و"الكون المتعدد" عام 1909، معنى الحقيقة " عام 1909، وبعد وفاته بعام واحد نشر له كتاب "بعض مسائل الفلسفة " عام 1911.
ريتشارد أفيناريوس (1843 - 1896):
فيلسوف سويسري من أتباع المدرسة المثالية الذاتية، ومن أوائل الذين دعوا إلى النقد التجريبي، وكان استاذاً بجامعة زيوريخ، هو مؤسس النزعة النقدية التجريبية، ولد في براغ .
أهم مؤلفاته كتابه "نقد التجربة المحضة" في مجلدين، وفيه وضع أساس النزعة النقدية التجريبية، التي "تقوم على أساس أن مهمة الفلسفة هي أن تصنع تصوراً طبيعياً للعالم قائماً على التجربة المحض، ومن أجل تحقيق ذلك لا بد من الاقتصار على ما يعطيه الإدراك الحسي المحض مع استبعاد كل العناصر الميافيزيقية التي أدخلها الإنسان ـ بإسقاطٍ باطن ـ في التجربة إبان فعل المعرفة، وإلغاء التمييز بين ما هو فيزيائي وما هو نفسي، والاستغناء عن التفسيرات المادية والمثالية على حد سواء"([21]).
"وجَّهَ أفيناريوس النقد إلى النظرية المادية في المعرفة، التي وصفها بأنها اسقاط للداخل أي أنها تدمج العالم الخارجي في النفس"([22]).
يرى أفيناريوس أن المعرفة لا يمكن أن توجد خارج اطار التجربة، وأن الموضوع والذات موجودان معا في التجربة، كـ"حَدْ مضاد"و"حَد المركزي" لـ"التوافق المبدئي"، وهذا يعني أن لا وجود لواقع موضوعي بدون وعي الذات.
وقد "بَيَّنَ لينين أن نظرية "التوافق المبدئي" ستنهار نهائيا، حالما نطرح السؤال التالي: هل وُجِدَتْ الطبيعة قبل الانسان؟ إن العلوم الطبيعية تثبت، بما لا يرقى إليه الشك، أن الارض كانت موجودة، حتى قبل أن يوجد عليها انسان، أو حياة عضوية، عندما لم يكن هناك بعد أي "حد مركزي"، ولا أي "توافق" بين "الانا" والبيئة.
لا يتحدث أفيناريوس عن الذات العارفة ووعيها، بل عن "الجملة العصبية المركزية"، التي ترتبط بعلاقة ميكانيكية متبادلة مع الوسط الخارجي، كما يؤكد أن جميع وقائع التجربة يجب ان تُصَوَّرْ وتُوصَف كما نشعر بها، أو كما يشعر بها الناس المحيطون بنا.
لعبت فلسفة النقد التجريبي دوراً هاماً في خلق ذلك المناخ الفكري، الذي بدأ يتسرب إلى علوم الطبيعة في اواخر القرن التاسع عشر، ففي اوساط العلماء أنفسهم – رياضيين وفيزيائيين – ظهرت محاولات لتفسير القضايا الميتودلوجية للعلم المعاصر بروح المثالية الذاتية والنسبية"([23]).
أوضح لينين في كتابه "المادية والتجريبية النقدية" أن آراء افيناريوس لا أساس لها، كما أنها لا تتفق مع وقائع العلم الطبيعي.. أهم أعمال افيناريوس كتاب "نقد التجربة الخالصة" (1890).
انطونيو لابريولا ( 1843 – 1904):
فيلسوف ماركسي ايطالي بارز، بدأ نشاطه في ظروف تعاظم نمو حركة التحرر الوطني في إيطاليا، كان "لابريولا"، في البداية، من أنصار الاتجاه الديمقراطي – البرجوازي، لكن اطلاعه على الفكر الاشتراكي والحركة الاشتراكية قاده، في التسعينيات، إلى مواقع الماركسية، وأدخل "لابريولا" تغييرات على المذهب الهيغلي في فلسفة التاريخ، فالبروليتاريا وحدها بدت في نظره قادرة على حل المشكلات الكبرى، التي لابد أن تنطرح على الحياة الايطالية؛ وأكب على دراسة ماركس وانجلز في العمق، بعد أن اعتنق الاشتراكية في قرارة نفسه"([24]).
اعتقد لابريولا "أن المذهب المادي قمين بأن يجيب عن جميع الأسئلة، وهذا المذهب هو الذي وجهه نحو النشاط العملي، وبعد انسحابه من حلبة النضال السياسي، كرس نفسه لنشر مذهبه، المادية التاريخية، من خلال إلقاء الدروس والمحاضرات وكتابة المقالات، ولا سيما من خلال محاولات في التصور المادي للتاريخ، والجزء الأول من هذا المؤلف هو الذي صنع شهرة "لابريولا" كمفكر ماركسي، والحال أن موقفه كان نقدياً لا وثوقياً، إذ رفض مذهب "العوامل" المهيمن في إيطاليا، وأعاد النظر كلياً في نظريات ماركس التي طبقها على تفسير التاريخ في المقام الأول، وبفضل نشاطه التعليمي، الذي كان يعتبره ضرباً من الواجب المدني، مارس تأثيراً عظيماً على الثقافة الايطالية"([25]).
"عمل "لابريولا" محاضراً في تاريخ الاشتراكية بجامعة روما، حيث أعلن، بصراحة، تبنيه للمادية التاريخية، وفي 21 شباط عام 1891 كتب إلى انجلز يقول: "أشعر الآن، أكثر من أي وقت مضى، بأنني أعيش بينكم، هنا، في الجامعة، حيث أتيحت لي، في نهاية المطاف، حرية الكلام، أعمل، منذ شهور عديدة، على تطوير النظرية المادية في التاريخ".
وفي عام 1893 قَدِمَ إلى زوريخ، بوصفه مندوبا في مجلس الأممية الثانية، حيث تَعَرَّف شخصياً إلى انجلس، وقام عام 1895، بنشر الجزء الأول من "دراسات في الفهم المادي للتاريخ"، ثم أعقبه بالجزأين الثاني والثالث، أما الجزء الاخير من هذا المؤلف – "من عصر إلى آخر" فلم ير النور إلا في عام 1925.
إلى جانب القضايا العملية، المتعلقة بنشر المادية التاريخية، يتطرق "لابريولا"، في رسائله إلى عدد من المسائل النظرية: نظرية المعرفة، والأخلاق، وظهور المسيحية وتطورها، إلخ.. وقد طور "لابريولا" آراءه خلال النضال ضد فلسفات نيتشه، وهارتمان، وكروشه، والداروينية الاجتماعية والمالتوسية، وضد تحريفية برنشتين.
كان "لابريولا" من أفضل ممثلي الماركسية عصر الأممية الثانية، فقد درس مسألة أصل النظرية الاجتماعية – التاريخية، التي وضعها ماركس وانجلس، بهذا الصدد نراه لا يلفت الانتباه إلى الثوراث ما بين الماركسية والأفكار التقدمية السالفة، بقدر ما يعني بالكشف عن الظروف التاريخية والاجتماعية، التي كانت وراء ظهور الماركسية، وكذلك بالأشياء الجديدة، التي جاء بها ماركس وانجلس، بالمقارنة مع علم التاريخ والاجتماع السالفين"([26]).
أكد لابريولا أيضاً على الأهمية التاريخية لـ"البيان الشيوعي"، الذي اعتبره مؤشراً لولادة عصر جديد، كذلك يشير لابريولا إلى أن نظرية الشيوعية العلمية تنبع من الفهم المادي للتاريخ، كما دافع عن الموضوعة الماركسية، القائلة بأن التقدم الاجتماعي يتحدد، في نهاية المطاف، بتطور الإنتاج، وعلى هذا الطريق يدحض لابريولا الداروينية الاجتماعية، و"المادية الاقتصادية"، و"نظرية العوامل" Factors، ويبرهن على خطل أولئك، الذين يرجعون التاريخ إلى الصراع من أجل البقاء، وفي مجال دحضه لـ"المادية الاقتصادية"، يلفت لابريولا الانتباه إلى الطابع المعقد للحياة الاجتماعية وظواهرها، فمن المتعذر، كما يقول، استخلاص الظواهر الايديولوجية استخلاصا مباشراً، أوتوماتيكياً، من الظروف الاقتصادية للحياة، يقول: "ليس الأساس الاقتصادي، المحدد لكل ما عداه، مجرد آلة، تصدر عنها، على شكل نتائج مباشرة، أوتوماتيكياً وآلياً، المؤسسات والقوانين والعادات والأفكار والمشاعر ومختلف أشكال الايديولوجيا، لكن على الرغم من أية ملاحظات، فقد ارتبط اسم لابريولا ودوره بصورة رئيسية في انتشار الأفكار الماركسية الثورية في إيطاليا، وقد لقي نشاط لابريولا الدعائي عالي التقدير من قبل مؤسسي الحزب الشيوعي الايطالي انطونيو جرامشي و الميروتولياتي"([27]).
قالوا عنه([28]):
- "إن أعمال لابريولا تحتل مكانتها المميزة في المكتبات إلى جانب كتب ماركس وانجلز الكلاسيكية". (جورج سوريل).
- "إن لابريولا، الذي يرفض الداروينية السياسية والاجتماعية، لا يبدي تساهلاً نقدياً أكبر تجاه "الهواة اللطفاء" الذين يسعون إلى ربط التصور المادي للتاريخ بنظرية عامة في التطور تتحول لدى العديدين منهم، وفق ملاحظة لا بريولا القاسية وإنما السديدة، إلى محض استعارة ميتافيزيقية". (جورج بليخانوف).
([1]) م. روزنتال و ب. يودين - الموسوعة الفلسفية – دار الطليعة – بيروت – ط1 اكتوبر 1974 – ص 205
([2]) الفلسفة التجريبية النقدية : تذهب هذه الفلسفة إلى أن التجربة الحسية هي المصدر الوحيد، وتؤكد أن كل معرفة تقوم على أساس التجربة ويتم بلوغها عن طريق التجربة. والتجريبية المثالية (بركلي وهيوم وماخ وافيناربوس وبوغدانوف، والتجريبية المنطقية الحديثة، إلخ) تُقْصِرْ التجربة على المجموع الكلي للإحساسات أو الأفكار، مُنْكِرةً ان التجربة تقوم على أساس من العالم الموضوعي، أما التجريبيون الماديون (فرانسيس بيكون وهوبز ولوك والماديون الفرنسيون في القرن الثامن عشر) فيعتقدون أن العالم الخارجي الموجود موضوعياً هو أصل التجربة الحسية.. التجريبية لا تستنبط الطابع العام والضروري للمعرفة من العقل وانما من التجربة، وقد توصل بعض التجريبيين (مثل هوبز وهيوم) – تحت تأثير المذهب العقلي- إلى نتيجة تقول بان التجربة لا يمكن أن تعطي المعرفة أي معنى ضروري وعام، وأوجه النقص في التجريبية هي: المبالغة الميتافيزيقية في دور التجربة، والتقليل من أهمية دور التجريدات والنظريات العلمية في المعرفة، وانكار الدور الايجابي والاستقلال النسبي للفكر، وقد تغلبت الفلسفة الماركسية على هذه النواقص بدراسة مشكلات نظرية المعرفة، من وجهة نظر جدل الممارسة. (م. روزنتال و ب. يودين - الموسوعة الفلسفية –دار الطليعة – بيروت – ط1 اكتوبر 1974 – ص 110)
([3]) م. روزنتال و ب. يودين – مرجع سبق ذكره - الموسوعة الفلسفية – ص428
([4])جماعه من الاساتذه السوفيات - مرجع سبق ذكره - موجز تاريخ الفلسفة – ص 729
([5]) المرجع نفسه - ص 730
([6]) المرجع نفسه – ص 731
([7]) المرجع نفسه - ص 732
([8])م. روزنتال و ب. يودين -الموسوعة الفلسفية –دار الطليعة – بيروت – ط1 اكتوبر 1974 – ص 427
([9]) موقع ويكيبيديا – الانترنت .
([10]) د. خديجة زنتيلي – حوار مع فاطمة الفلاحي (بؤرة ضوء) – الحوار المتمدن – 10/11/2017
([11]) "مع ان البراغماتية لاقت انتشاراً ملحوظاً في عدد كبير من البلدان، إلا أنها لم تلعب ذلك الدور الكبير، الذي لعبته في الولايات المتحدة، حيث تغلغت إلى مختلف ميادين الحياة الثقافية والروحية، وسيطرت على نظام التعليم لعشرات السنين" (مرجع سبق ذكره – موجز تاريخ الفلسفة – جماعة من الأساتذة السوفيات –ص 954).
" تنقسم أمريكا فكرياً إلى أمريكتين، إحداهما أوروبية والأخرى أمريكية. ان امريكا الأوروبية تشمل الولايات الشرقية، حيث ينظر الرعيل القديم باحترام إلى الفئات الارستقراطية الخارجية، ويلتفت المهاجرون الجدد بحنين واشتياق إلى ثقافة أوطانهم التي جاؤوا منها.
أما أمريكا الأخرى ذات الطابع الأمريكي فتشمل الشعب الذي تأصلت جذوره في التربة الامريكية لا الأوروبية، فهو أميركي قلباً وقالباً وحساً، وفكراً، اخلاقاً ومثلاً، وهو الشعب الذي لا تتأثر روحه برقة العائلات التي تزين "بوسطن" و"نيويورك" و"فيلادلفيا" ولا بعاطفة الأوروبيين الجنوبيين أو الشرقيين المتقلبة.
انهم رجال ونساء طبعوا على الخشونة الجسدية والاستقامة العقلية، وبساطة الحياة بحكم البيئة البسيطة التي عاشوا فيها، والمهمات التي قاموا بها، هذه هي أمريكا التي انجبت "لنكلن" "وثورو" و"يتمان" و"توين". انها امريكا الحصان ورجال العمل، وهي امريكا التي اثرت على "وليم جيمس" الذي غدا مبيناً وناطقاً لفلسفتها، وهي امريكا التي انجبت الفيلسوف الامريكي "جون ديوي" "(ول ديورانت– قصة الفلسفة – ترجمة: د.فتح الله محمد المشعشع - مكتبة المعارف – بيروت – الطبعة الخامسة 1985م - ص600).
([12])جماعة من الأساتذة السوفيات – موجز تاريخ الفلسفة – تعريب: توفيق ابراهيم سلوم –دار الفارابي – طبعة ثالثة (1979 م) – ص 954
([13]) المرجع نفسه - ص 955+956
([14]) ول ديورانت– قصة الفلسفة – ترجمة: د.فتح الله محمد المشعشع - مكتبة المعارف – بيروت – الطبعة الخامسة 1985م - ص623
([15]) موقع ويكيبيديا – الانترنت .
([16])جماعة من الأساتذة السوفيات – مرجع سبق ذكره - موجز تاريخ الفلسفة – ص 956
([17]) المرجع نفسه - ص 957
([18]) المرجع نفسه - ص 958
([19]) ول ديورانت– قصة الفلسفة – ترجمة: د.فتح الله محمد المشعشع - مكتبة المعارف – بيروت – الطبعة الخامسة 1985م - ص623
([20])المرجع نفسه - ص622
([21]) موسوعة الفلسفة: الجزء الأول -الدكتور عبد الرحمن بدوي - المؤسسة العربية للدراسات والنشر - الطبعة الأولى 1984 - صفحة 209 وما بعدها.
([22]) الموسوعة الفلسفية – مرجع سبق ذكره – ص42
([23]) جماعة من الأساتذة السوفيات – مرجع سبق ذكره – موجز تاريخ الفلسفة – ص 733-734
([24]) المرجع نفسه - ص 693
([25]) جورج طرابيشي – مرجع سبق ذكره – معجم الفلاسفة – ص 565
([26])جماعة من الأساتذة السوفيت – مرجع سبق ذكره - موجز تاريخ الفلسفة –ص 694
([27]) المرجع نفسه - ص 695
([28]) جورج طرابيشي – مرجع سبق ذكره – معجم الفلاسفة – ص 565