Menu

أفنى عمره لتحرير فلسطين وبناء أردن قوي

لقاء استذكاري للراحل والقيادي في حركة القوميين العرب و الجبهة الشعبية عزمي الخواجا

عليان عليان

خاص_بوابة الهدف - عمان

نظم منتدى الفكر الديمقراطي الأردني ، في الثالث عشر من شهر كانون ثاني الجاري لقاءً استذكارياً للمناضل والقائد الوطني القومي الكبير ، الأمين السابق لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني عزمي الخواجا ، الذي انتقل إلى العلا بتاريخ 31-12-2020 بعد أن أمضى سنين عمره مناضلاً صلباً في حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأميناً عاماً لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني.

و ألقى رئيس المنتدى عبد الله حموده (أبو رائد) كلمة في بداية اللقاء -الذي حضره عدد من رفاقه ومن رموز الحركة الوطنية الأردنية ، تضمنت سيرة القائد عزمي الخواجا (أبو عصام ) النضالية ملقياً الضوء على دوره القيادي البارز والكفاحي في حركة القوميين العرب في منطقة رام الله .

وأشار إلى أنه عندما تأسس إقليم فلسطين في حركة القومين العرب عام 1964، كان أبو عصام عضواً في مؤتمر الإقليم ، الذي اتخذ قراراً للبدء في التحضير للكفاح المسلح في فلسطين بالتنسيق مع الرئيس جمال عبد الناصر ، مبينا أنه رافقه في النضال في إطار الحركة ورأى فيها أنموذجا يحتذى به في الصلابة الوطنية والالتزام القومي المبدئي، منوهاً بصفات الإيثار والتضحية والهدوء الذي تميزت به شخصيته في أحلك الظروف ، وبتحويل بيته إلى مقر للمناضلين والمطاردين مغلباً دوماً العام الوطني والقومي على الخاص الشخصي والعائلي.

كما أشار عبد الله حمودة إلى مهام عزمي الخواجا النضالية العديدة ، ومن ضمنها التواصل الكفاحي مع الضفة المحتلة ومع قطاع غزة، وتحديداً مع عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية محمد الأسود " ب "جيفارا غزة " الذي كان يتولى قيادة العمل الفدائي في القطاع مشيراً إلى أن استخبارات العدو الصهيوني ، عثرت على رسائل موجهة من عزمي الخواجا لجيفارا غزة بعد استشهاده.

كما توقف عند دوره القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد هزيمة 1967 مشيراً إلى أنه تولى مهمة الاعلام في الجبهة ، قبل أن تنتقل للقائد والأديب الكبير غسان كنفاني وبين دوره في قيادة منظمة الجبهة الشعبية في الأردن ، وصموده في المعتقلات ، منوهاً بأنه سبق وأن أمضى (14) شهراً في العزل الانفرادي، دون أن يفت الاعتقال في إرادته الوطنية.

 من جانبه ، الدكتور سعيد ذياب – الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني- ألقى الضوء على أبرز صفاته الكفاحية ، منوهاً بسمة الهدوء الذي تميز بها في مواجهة التحديات، وأنه بالإضافة إلى كونه رفيقاً وقائداً لمنظمة الجبهة والحزب ، كان أيضاً بمثابة الوالد لمعظم الرفاق يتحسس همومهم ومشاكلهم .

وأشار د. ذياب إلى أن الرفيق الراحل لم يعزل أسرته وأبنائه عن مجمل العمل الوطني ، وكان كل أعضاء أسرته أعضاء في الحزب ، يمارسون دورهم النضالي مقتدين بتجربة والدهم ، منوهاً أن بيته كان مفتوحاً للرفاق في الحزب والجبهة في مختلف ظروف العمل السري والعلني.

وتوقف د. ذياب أمام سمة التواضع ، التي تحلى بها الرفيق عزمي الخواجا ( أبو عصام ) مشيراً إلى أنه قبل عودته إلى الوطن مارس أبو عصام دوره النضالي كعضو في المكتب السياسي بقيادة أمين عام جديد دون أن يشعر الرفاق بالفرق، بين دوره كأمينٍ عام للحزب و بين دوره كعضو في المكتب السياسي تحت قيادة أمين عام جديد ، يمارس المهمات المطلوبة منه بكل همة ونشاط.

 أشار الدكتور ذياب إلى أن الراحل الكبير ، لعب دوراً مركزياً في بلورة برنامج الحزب الذي يربط بشكل جدلي بين المهمتين الأردنية والفلسطينية، والذي يعتبر إنجاز المهمة الوطنية الديمقراطية الأردنية محطة أساسية لإنجاز الحقوق الوطنية المشروعة للعب الفلسطيني.

والقى رئيس ملتقى القوى القومية واليسارية الأستاذ فهمي الكتوت، كلمةً تحدث فيها عن تجربته مع أبو عصام في تسعينات القرن الماضي منوهاً، بدوره البارز من أجل وحدة اليسار والخطوات التي قطعها بهذا الشأن مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي بقيادة عيسى مدانات وحزب الشعب الديمقراطي الأردني (حشد)، وملقياً الضوء على دوره البارز في إطار الحركة الوطنية الأردنية، والسعي لبلورة ميثاق وطني جامع لجميع القوى والفعاليات والشخصيات الوطنية الأردنية.

من جانبه الأستاذ نضال مضية- نائب الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني- توقف أمام سيرة الرفيق أبو عصام بوصفه واحداً من جيل عمالقة العمل الوطني والقومي ، الذين تقدموا الصفوف في قيادة النضال الوطني ، دون أن يتسلل اليأس والإحباط إلى نفوسهم ، مشيراً إلى أنهم ظلوا مؤمنين بالحتميات التاريخية الموصلة إلى تحقيق الأهداف الوطنية والقومية ، وإلى تحرير فلسطين والتخلص من الكيان الصهيوني العنصري الاستيطاني، وإنجاز الوحدة والاشتراكية، وأن أبو عصام وصل إلى درجة اليقين ،بحتمية الانتصار على معسكر الأعداء وتحقيق المهمات الوطنية والديمقراطية ،غير آبه بالصعاب التي تعترض مسيرة العمل الكفاحي في مختلف المراحل .

واستعرض المناضل صبحي التميمي – الذي تسلم قيادة الجناح النضالي لحركة القوميين العرب ضد العدو الصهيوني في منتصف ستينات القرن الماضي – دور الحركة وشعاراتها التعبوية إلى جانب كل من الحزب الشيوعي وحزب البعث العربي الاشتراكي في قيادة نضال الشعب ضد المشاريع الاستعمارية ، منوهاً بالدور النضالي الكبير للراحل عزمي الخواجا في تلك المرحلة.

كما استعرضت المناضلة رسمية عودة الدور الكفاحي الكبير للقائد عزمي الخواجا ، وصفاته الكفاحية مؤكدة على أن الوفاء للراحل الكبير يكون بتمثل هذه الصفات ، وبالسير على نهجه لإنجاز المهمات التي أمضى حياته في مختلف المواقع التنظيمية لإنجازها . وتوقفت المناضلة وداد القمري عن علاقتها الكفاحية بالمناضل الكبير عزمي الخواجا في حركة القوميين العرب في منطقتي رام الله و القدس ، التي امتدت حتى وقوع الضفة الغربية تحت الاحتلال عام 1967 منوهة بدوره المثابر في التواصل الكفاحي، مع الرفاق في الحركة إبان الاحتلال والتحضير للعمل الفدائي ، كما استعرضت دور أبو عصام في النهوض بالحزب من موقعه كأمين عام سابق لمنظمة الجبهة ولحزب الوحدة الشعبية.

وتحدث نجله "عزمي الخواجا" منوها بصفات جده من زاويتين ، (الزاوية الأولى) أنه كان يضع خطة لعمله اليومي بالبعدين الوطني والاجتماعي ، ويعمل على تنفيذ الخطة بكل جدارة مشيراً إلى أنه كان يولي أفراد الأسرة كل محبة وحنان ،رغم الأعباء الهائلة التي كان يضطلع بها، (والزاوية الأخرى) أنه كان يمضي جزءاً من وقته بالتأمل والتفكير والتخطيط لما يجب عمله .

وفي ختام اللقاء تحدث الدكتور عصام الخواجا - ابن الراحل الكبير نائب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية - مشيراً إلى أنه من الصعب عليه أن يتحدث عن دور والده النضالي وأنه يسعى لإنجاز سيرة توثيقية مقترنة بالشهادات ،عن تجربة والده في مختلف المراحل الكفاحية.

وقال أنه يستذكر محطتين رئيسيتين لوالده ، ( الأولى ) بعد احتلال الضفة الغربية عام 1967 كانت الأسرة مقيمةً في عمان ، حين أصر والده في ذروة مأساة الاحتلال ، وحصول نزوح من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية ، أصر أن ينتقل مع الأسرة إلى الضفة الغربية وإلى بلدة بيتونيا ضارباً المثل الأعلى في الانتماء للوطن و( المحطة الثانية ) تمثلت في تجربته الاعتقالية وكيف تمكن من السيطرة على الزمن إبان الحبس الانفرادي على مدى ما يزيد عن 14 شهراً ، عبر تقسيم اليوم إلى فترات ، يخضع فيها كل فترة لمهمة استذكارية يتفاعل معها بشكل دقيق ،حيث لم تفت فترة الحبس الانفرادي في إرادته . 

91c7b308-fc82-4e1f-977d-c1059b55b2f3.jpg
41e011a1-3def-4c17-af1a-123b68c0d747.jpg
e373a288-4d5d-40e5-b4c2-421d4793e6d8.jpg
be918f59-5b5e-497a-9d2e-f45cb578ec70.jpg