(تنفرد بوابة الهدف، بنشر كتاب المفكر غازي الصوراني، المعنون: موجز الفلسفة والفلاسفة عبر العصور، الصادر عن دار الكلمة للنشر والتوزيع، في يونيو/ حزيران 2020، على حلقات متتابعة.. قراءة مثمرة ومفيدة نتمناها لكم).
الباب الرابع
الفصل الحادي عشر
الفلسفة في القرن العشرين
أبرز فلاسفة القرن العشرين
أنطونيو جرامشي (1891 – 1937):
سياسي وفيلسوف إيطالي، ولد في آليس (سردينيا) ثم انتقل –مع أسرته- إلى تورينو، وأتم فيها دراسته الجامعية (فلسفة وتاريخ وفيلولوجيا)، وانتمى في عام 1913 إلى الحزب الاشتراكي، وغدا بسرعة من قادة الجناح اليساري للحزب؛ وبعد اضطرابات 1917 برز كمفكر وقائد شيوعي، وفي يناير عام 1921 أصبح جرامشي سكرتيراً عاماً للحزب الشيوعي الايطالي، ومن ثم أصبح هذا الفيلسوف الماركسي –كما يقول سيار الجميل- "مرجعاً مثقفاً وعضوياً لكل الحركة اليسارية الايطالية، حيث جمع الثقافة بالسياسة، وجمع القيادة بالنضال، وهذا ما لم يُتَح إلا للندرة من المثقفين".
انتخب نائباً عن مدينة تورينو (1924-1926)، وفي عام 1926 قام الفاشيون باعتقال القائد الشيوعي المفكر جرامشي بأمر خاص من موسوليني وظل مسجوناً حتى عام 1937.
واجه جرامشي الأسْر بشجاعة ورباطة جأش، كما تشهد على ذلك رسائل السجن (صدرت بعد وفاته، في عام 1947)، واستغرق في تأمل عقلي عميق، نَمَّ عن فكر موسوعي، حول عدد من المواضيع الاجتماعية والتاريخية والفلسفية والأدبية، وسجل ملاحظاته بصددها في اثنين وثلاثين كراساً.
وقع جرامشي فريسة مرض خطير من جراء إقامته الطويلة في السجن، فارتفعت صرخات الاستنكار في عدد من عواصم العالم، الأمر الذي حدا بالحكومة الفاشية إلى "إطلاق سراحه" أول نيسان عام 1937، ولا سيما أنها كانت واثقة من دنو أجله؛ ونقل إلى أحد مستشفيات روما، حيث وافته المنية يوم 27 نيسان من نفس العام بعد خروجه من السجن بأيام قليلة.
يقول المفكر الراحل محمود أمين العالم "قد يكون من تحصيل الحاصل القول : بأن الأساس الفلسفي لفكر جرامشي هو الفلسفة الماركسية، أي المادية الجدلية والمادية التاريخية،إلا أن هذا القول لا يحدد وحده خصوصية الأساس الفلسفي لفكر جرامشي، أو خصوصية هذا الفكر نفسه، ذلك إن جرامشي ليس بصاحب مذهب أو نسق فلسفي يحمل إجابات معينة في المجالات الفلسفية المتخصصة كالانتولوجيا والابستومولوجيا والاكسيولوجيا شأن الفلاسفة التقليديين والمحترفين عامة للفلسفة، وما ابعده هو نفسه عن هذا المفهوم التقليدي الاحترافي للفلسفة، إنه صاحب رؤية نظرية مستنده بغير شك إلى الفلسفة الماركسية، وتتضمن مساهمات في الإجابة على بعض مشكلات هذه المجالات الفلسفية المتخصصة، إلا أنه صاحب رؤية خاصة لمفهوم الفلسفة ذاتها ومداها ودلالتها، وهي رؤية تختلف اختلافاً جذرياً عن المفهوم التقليدي للفلسفة، وهي أيضاً رؤية مستمدة بغير شك من منهجيته الجدلية، وماركسيته بوجه عام، إلا أننا نستطيع القول بأن الفلسفة الهيجلية وهي جذر فلسفي أساسي للماركسية كما نعرف – كانت ذات تأثير كبير مباشر على فكر جرامشي رغم اختلافه المنهجي معها"([1]).
يعد المفكر الشيوعي انطونيو غرامشي"أحد أبرز المجددين في الفكر الاشتراكي العلمي "الماركسي" الحديث، وتتركز أهم أفكار جرامشي –كما يقول سامي خشبه- "في نقده الجذري لفكرة ماركس عن دور القوى الاقتصادية كمحرك وحيد للتاريخ ونقده للمادية التاريخية كما شرحها ماركس وفسرها لينين ، ويعتقد جرامشي أن الأفكار من ناحية – كقوة مجردة- والتصرفات الانسانية التلقائية – الفردية أو الجماعية من ناحية أخرى، تؤثر في سير التاريخ وحركته – تقدماً وتراجعاً بقوة لا تقل عن تاثير قوى الإنتاج وأدواته وعلاقاته (أي عن تاثير العوامل الاقتصادية)، وأدى به هذا الاهتمام بدور وتاثير الفكر والثقافة والجهد الانساني، إلى ابتكار فكرة "الهيمنة" حيث تستطيع الطبقة المسيطرة اجتماعياً أن تفرض ثقافتها وفكرها على المجتمع كله، كما أكد جرامشي على دور المثقفين في صنع ثقافة الأمة الواحدة، ووصف جرامشي المثقف من هذا النوع بانه: "المثقف العضوى" أي الذي يكون مكوناً "عضوياً" من البنية الثقافية لمجتمعه"([2]).
وفي هذا السياق، فقد رفض جرامشي فكرة انفراد الحزب الشيوعي برسم سياسات المجتمع، وأكد على ضرورة مساهمة "الناس" فرادى وجماعات في رسمها: "وإلا تحول الشيوعيون إلى موظفى إدارة تهمهم ماكينة المجتمع لا البشر الذين تتكون منهم المجتمعات"، ولذلك يعتقد الكثيرون –كما يضيف سامي خشبة- أن أفكار جرامشي– لا أفكار لينين- هي التي تسود الآن في أوساط الاشتراكيين الأوروبيين الجدد، وخاصة فيما يتعلق بانفتاح الفكر الاشتراكي على فلسفات كانت تعتبر مضادة له في الأساس".
لقد كان جرامشي "ماركسياً مخلصاً، لكنه رفض عبادة ماركس كمعصوم من الخطأ، فماركس من وجهة نظره، كما قال في العام 1918 "ليس مسيحياً خلّف وراءه سلسلة من الحكايات ذات المغزى الأخلاقي، التي تحمل ملزمات صريحة وقواعد غير قابلة للتغيير على الإطلاق، خارجة عن مقولات الزمن والفضاء، ذلك إن الملزم الصريح والوحيد، والقاعدة الفريدة هي شعاراً "يا عمّال العالم اتحدوا"، وما عدا ذلك تفاصيل قابلة للاجتهاد والنقاش العلمي، وعلى هذا الأساس، قام جرامشي بالتنظير "للتحالف بين البروليتاريا والفلاحين، بين العمال الصناعيين والزراعيين، ومن يقوم بتوطيد مثل هذا التحالف هم الطليعة المثقفة. وفي أفق هذه النظرة لطبيعة وكيفية التحالف أسس غرامشي لمفهوم (الكتلة التاريخية) حيث يشكّل المثقفون "الاسمنت العضوي الذي يربط البنية الاجتماعية بالبنية الفوقية ويتيح تكوين كتلة تاريخية "([3]).
استحدث غرامشي مفاهيم لم تكن مطروقة في حقل الفكر الماركسي، مثل مفهوم الهيمنة الثقافية التي تعني أن الطبقة البرجوازية تهيمن على المجتمع لا بامتلاكها وسائل الإنتاج وإدارتها والتحكم بمؤسسات الدولة وحسب، وإنما من طريق فرض تصوراتها وأفكارها على المجتمع أيضاً، إلى الحد الذي تستدرج معه الطبقة العاملة لِتَبنّي تِلْكُم التصورات والأفكار، والتي تغدو كما لو أنها تصورات وأفكار المجتمع برمته، كما اجترح مصطلحي/ مفهومي (المثقف التقليدي والمثقف العضوي ) والأول هو من ينفصل عن هموم المجتمع، أو هو من يعيد الترويج لأفكار قديمة، المرة تلو المرة، مثل المعلمين ورجال الدين، فيما الثاني هو من يرتبط عضوياً بطبقة اجتماعية، أو مؤسسة ويعبّر عن ماهيتها ومصالحها وآمالها، ويصوغ وعيها"([4]).
"وإذا كان أفراد المجتمع جميعاً مثقفين ( أي أن لهم أفكارهم وآراءهم ومنظومة قيمهم وتقاليدهم ) فإن قلة من هؤلاء يمارسون وظيفة المثقف في المجتمع، وهؤلاء هم المفكرون والمبدعون في شتى مجالات الثقافة والفلسفة والاقتصاد والعلوم والفنون والمعارف والآداب، ويستطيعون التأثير عبر أفكارهم على الناس، وهذا ما قاد غرامشي إلى بلورة تصور جديد عن الحزب الثوري الذي يكون أعضاؤه مجموعة ناشطة من المثقفين العضويين المُعَبّرين والمرتبطين بقوة بقضايا المجتمع، لاسيما البروليتاريا والفلاحين"، كما "ميّز غرامشي بين المجتمع السياسي والمجتمع المدني، فالمجتمع السياسي بنظره يضم الحكومة والقوات المسلحة والشرطة والمؤسسات التشريعية والقضائية، فيما المجتمع المدني يُمثَّل بالاقتصاد وأفراد المجتمع، ومؤسساته المستقلة عن الحكومة"([5]).
الكتلة التاريخية: يقول المفكر الماركسي الراحل محمود أمين العالم- " مفهوم الكتلة التاريخية تتداخل فيه مختلف عناصر فكر جرامشي حول الثقافة والايديولوجية والمثقفين والهيمنة، ولعل أبرز ما يعنيه مفهوم الكتلة التاريخية عنده هو: استبعاد النزعة الاقتصادية (الاقتصادوية)، وإبراز أهمية الأفكار في الفعل التاريخي، وأهمية التحالف الواسع بين مختلف القوى الاجتماعية المنطلقة للتغيير الجذري، فضلاً عن الربط بين القيادة السياسية والقيادة الثقافية والاخلاقية، ولهذا تتميز الكتلة التاريخية لقوى التقدم والاشتراكية بالديمقراطية أساساً كما يرى جرامشي، أي بالترابط والتداخل بين القيادات والقواعد، بين البنية التحتية والبنية الفوقية إلى درجة استيعاب المجتمع المدني شيئاً فشيئاً للمجتمع السياسي، وهذه الكتلة التاريخية تسعى لتحقيق هدفها التاريخي بخوض ما يسميه جرامشي بحرب المواقع، أي الامتداد في أجهزة المجتمع المدني، والنظام السياسي تحقيقاً للهيمنة، وإلغاء للإنقسام السياسي بين الحكام والمحكومين، ولتكوين السلطة الثورية الجديدة([6]).
"لقد حارب غرامشي على جبهة واحدة مع لوكاتش: ضد تحريفية "الأممية الثانية" وضد تعبيرها النظري، المذهب السوسيولوجي، لكن مداخلته تتواكب بقدرة على التحليل العيني للموقف العيني،وعلى حين أن لوكاتش (1921) يضع كل ثقته في المفهوم الأساسي عن التشيؤ ليباشر إعادة تقييم للجدل الماركسي، مما يحتم عليه أن يخوض النقاش الفلسفي على الصعيد الذي تفرضه الفلسفة الكلاسيكية، يبدأ غرامشي لا بإعادة تأول المعنى الأخير للماركسية، بل بإعادة الإمساك بنواتها المنهجية في العلم التاريخي"([7]).
لقد "رفض جرامشي القوانين الجامدة أو الحتمية التي تدعي التحكم بمسيرة التاريخ تحكماً صارماً، فالتاريخ في نظر جرامشي تطور تراكمي حر وليس “أشكال تم هندستها مسبقًا"([8]).
جرامشي والهيمنة الثقافية([9]):
إن تحليل جرامشي للمثقفين ولوظيفتهم في المجتمع قاده إلى نتيجة مهمة: وهي ضرورة الهيمنة الثقافية من أجل نجاح أية سلطة، وهو هنا يربط قدرة اية طبقة اجتماعية على السيطرة على الحكم بقدرتها على تكوين هيمنة ثقافية خاصة بها “إن تفوق مجموعة اجتماعية معينة يظهر بطريقتين اثنتين، كسيطرة وكقيادة فكرية ووجدانية، لذلك ينبغي على الحزب الثوري أن يسعي –كما يقول جرامشي- "لتشكيل هيمنته الثقافية باعتباره مُعَبِّراً عن طبقة, ليس فقط أثناء وجوده على رأس السلطة السياسية, ولكن في أثناء العملية الثورية ككل, فالهيمنة الثقافية على المجتمع يجب ان تسبق الاستيلاء على السلطة, وذلك لضمان الحفاظ على القيادة وضمان السلطة، وهنا يميز جرامشي بين مفهومين رئيسيين, مفهوم السيادة والذي يعني التحكم علي مستوي ادوات القمع الجسدي والسيطرة الفعلية على السلطة السياسية, ومفهوم الهيمنة الذي يعني التحكم على مستوى الادوات الايدولوجية والفكرية([10]).
في هذا السياق، نشير إلى أن مشروع الهيمنة الثقافية، يسبق الاستيلاء على السلطة السياسية, وهذا يعني أن من مهام المثقف العضوي الرئيسية هو اختراق أجهزة الدولة الايدولوجية للهيمنة حتي في ظل سلطة برجوازية، ولكون جرامشي يدرك أن هذا الاسلوب سيعتمد علي الصراع والتناحر في داخل اجهزة الدولة نفسها, لهذا يندرج هذا الهدف (اختراق أجهزة الدولة) تحت مسمي حرب المواقع.
يقول الكاتب البريطاني التقدمي "ستيفين جونز" في كتابه عن الفيلسوف أنطونيو جرامشي "ان غرامشي لا يمكن فهمه حتى اليوم إن لم ندرك ما يحيط العالم من ظروف مادية تاريخية .. ومن هنا ندرك قيمة نظريته عن المثقف العضوي ودوره في تغيير المجتمع، وغرامشي نفسه لا يمكننا فهمه وفهم أفكاره ودفاتر كتبها في سجنه الا ضمن سياقه التاريخي، والظروف التي عاشها، وان ذلك يدعونا لموضعة أي مفكر أو مثقف"([11]).
ويضيف ستيفين جونز قائلاً "إن نظرية الهيمنة لدى غرامشي لا تنفصل عن مفهومه للدولة الرأسمالية التي يقول عنها، بأنها تقود المجتمع عن طريق القوة وعن طريق التراضي في ذات الوقت". اما الدولة في رأيه فليست هي الحكومة، إنها المجتمع السياسي، حكومة وبوليس وجيش ومنظومة قانونية، ومجتمع مدني يضم الافراد ومجالاتهم الاقتصادية. الأول يسير بطريق القوة والثاني يسيّر بالتراضي، وهو يرى بأن الرأسمالية الجديدة عَرَفَت كيف تلبي بعض الاصلاحات متجاوبة مع مطاليب النقابات والعمال خوفاً من أن تأكلها الثورة الشاملة ضدها، فحافظت على مكانتها في قيادة المجتمع من دون ان تخسر شيئاً، انها ذكية جدا اذ التفت على اطروحة كارل ماركس التي تنبأت بانهيارها من خلال الثورة الشيوعية الشاملة عندما تصل البروليتاريا إلى حد الجوع، وهذا ما لم تجعله يحصل"([12]).
أخيراً يرى جرامشي أن الحزب الثوري هو وحده القادر على تكوين طبقة جديدة من المثقفين العضويين المرتبطين بهموم الناس وقضايا العمال والفلاحين. ان هؤلاء المثقفون العضويون يمكنهم أن يشكلوا هيمنة بديلة عن الهيمنة الرأسمالية، ومن هنا نستطيع القول ان غرامشي هو الوحيد الذي اعتقد بأهمية المثقفين ودورهم في التغيير، اذ كان يؤمن بأنهم قادرون على صنع المعجزات اذا ما التزموا بقضية العمال والجماهير الفقيرة الأساسية التزاما عضوياً وحيوياً، ويكمل غرامشي قائلاً: "إن البورجوازية تخشاهم وتعرف أن نفوذهم كبير ولذلك تحاول أن تشتريهم بأي شكل"([13]).
رودولف كارناب (1891 - 1970):
فيلسوف المعرفة والعلم، وعالم المنطق الوضعي وأحد أبرز فلاسفة الوضعية المنطقية، ألماني الأصل والتعليم، هاجر إلى الولايات المتحدة وتجنس بالجنسية الأمريكية عام 1934، قام بتدريس الفلسفة في جامعات فيينا وبراغ، وعاش منذ عام 1936 في الولايات المتحدة، أستاذاً للفلسفة في جامعة كاليفورنيا.
نشر كتابه "المؤسس" الأول عام 1928: "البنية المنطقية للعالم" الذي حقق فيه الهدف الرئيسي للنزعة الوضعية المنطقية وهو تأكيد أن جميع تصورات المعرفة العلمية عن العالم يجب أن تكون مستخلصة من "التجربة" الحسية وأن تؤكدها التجربة، وبالتالي رفض الميتافيزيقا بوصفها اجابات لا معنى لها على أسئلة مفتعلة"([14]).
وينكر كارناب دور الفلسفة كعلم كلي، ويَرُدها إلى "تحليل منطقي للغة" العلم يقوم على المنطق الرياضي. ويذهب إلى ان المعرفة النظرية التي يقوم عليها هذا التحليل تمثل مزيجاً من التجريبية المثالية والتعاهدية في تفسير المنطق والرياضيات.
والمفهوم الفلسفي للوضعية الجديدة – في مؤلفات كارناب- متداخل مع دراسات نظرية المنطق والتحليل القائم على المنطق ومنهج البحث العملي.
مؤلفاته الرئيسية هي: "منطق النحو اللغوي" (1934) "مقدمة إلى نظرية المدلولات اللفظية" (42 – 1947)، "المعنى والضرورة" (1947) و"مقدمة في المنطق الرمزي" (1954)([15]).
ماكس هوركهايمر (1895 - 1973):
فيلسوف وعالم اجتماع الماني، ترأس مع أدورنو المدرسة التي تعرف بمدرسة فرانكفورت([16]) التي كانت نقطة انطلاقها تأسيس "معهد البحوث الاجتماعية" في تلك المدينة عام 1924، وكان في رأس برنامج هذا المعهد، النقد الجذري للوضعية ولعلمي النفس والاجتماع السائدين عصرئذ انطلاقاً من فرضية تقول إن ثمة تضامناً بين العلم الجامعي وبين الحاجات الايديولوجية للطبقات السائدة في البلدان الرأسمالية المتقدمة.
صب هوركهايمر، المنظّر الأول لفلسفة النقد، اهتمامه الأساسي على الجانب المعرفي لهذه الفلسفة من منطلق أن العقلانية كإيديولوجيا تستند إلى يقين معرفي محدد يجب التصدي له واكتشاف تهافته وتسلطه وهو ما دعاه إلى اقتراح مهام أربع أساسية لهذه الفلسفة هي:
-
- الكشف في كل نظرية عن المصلحة الاجتماعية التي ولدتها عن طريق استخدام التحليل الناقد من أجل النفاذ إلى اعماقها في العلاقات الاجتماعية التي تضمنها.
- تأسيس فهم جدلي للذات الإنسانية لا يتوقف عند وصف الصيرورة التاريخية للحاضر فحسب، بل يقوم أيضا على إدراك قوتها الحقيقية المتحولة وتأثيرها في الصراعات الواقعية لعصرنا الراهن.
- والمهمة الثالثة لنظرية النقد عند هوركهايمر هي أن تظل هذه النظرية على وعي بكونها لا تمثل مذهبا خارج التطور الاجتماعي التاريخي.
- أما المهمة الأخيرة فتكمن في التصدي لمختلف الأشكال اللاعقلانية التي حاولت المصالح الطبقية السائدة أن تُلبِسها للعقل، وأن تؤسس اليقين بها على اعتبار أنها هي التي تجسده، في حين أن هذه الأشكال من العقلانية المزيفة ليست سوى أدوات لاستخدام العقل في تدعيم النظم الاجتماعية القائمة.
لقد فهم هوركهايمر مع سائر فلاسفة فرانكفورت الماركسية –كما يقول الراحل جورج طرابيشي- "على أنها العلم النقدي للمجتمع، وأن مهمة الفلسفة بالتالي متابعة العملية النقدية والتحري عن أشكال الاستلاب الجديدة، وقد أخذت مساهمته الخاصة شكل تحليل نقدي للعقل.
فقد كتب بالاشتراك مع أدورنو "جدل العقل المستنير" (1947)، كما كتب "أفول العقل" و"نقد العقل الأداتي" (1967)، فلئن يكن العقل قد صاغ في الماضي مُثُلْ العدالة والحرية والديموقراطية، فإن هذه المُثُل حل بها الفساد في ظل هيمنة البورجوازية التي تأدت إلى تحلل حقيقي للعقل، ومن هنا كانت الحاجة إلى نظرية نقدية جدلية تستطيع أن تتعقل استلاب العقل بالذات"([17]).
أضخم كتاب لهوركهايمر يحمل على وجه التحديد هذا العنوان: "النظرية النقدية" (1968) وصدر في مجلدين ويعتبر –كما يقول سامي خشبة- "الجامع لأهم كتاباته، التي كانت تحمل الفكر الرائد لمدرسة فرانكفورت في نقدها لعلم المعرفة والعلوم الانسانية الحديثة وللحضارة الصناعية الغربية المعاصرة، وهي أيضاً الكتابات التي تبلورت فيها فكرة "النظرية النقدية" الفلسفية الاجتماعية، كما يقوم فكره على القول بان الحضارة الحديثة حضارة مريضة، وأن علاجها يجب أن يعتمد على تحول جذرى على كل من المستوى الفكرى (النظرى) والعملي التطبيقي، ولا يمكن علاجها بشكل جزئي، كما أكد هوركهايمر في كتابه المذكور على "خطأ تفسير التاريخ من خلال العوامل المادية وحدها وبضرورة الاهتمام بالفكر الانساني الواعي، ويضيف أيضاً إن "الفكر النظري" يعد إحدى وظائف الحياة الاجتماعية، ولكنه مستقل نسبياً عنها؛ ووظيفة "النظرية النقدية" اظهار الأصول الاجتماعية للمعرفة بهدف تحقيق "تحرير الانسان" من قبضة الأفكار السابقة القطعية والجزئية والجامدة ومن سيطرة التكنولوجيا المتضخمة التي تستند إلى العلوم التجريبية وحدها دون اعتبار للقيم الانسانية"([18]).
ومن كل كتبه لم يترجم إلى اللغة العربية سوى مؤلف واحد هو: بدايات فلسفة التاريخ البرجوازية، ترجمة محمد علي اليوسفي، دار التنوير، بيروت،1981م.
هربرت ماركيوزه (1898 - 1979):
"فيلسوف ألماني أمريكي، ومفكر وعالم الاجتماع السياسي، معروف بتنظيره لليسار الراديكالي وحركات اليسار الجديد ونقده الحاد للأنظمة القائمة، ولد في برلين لعائلة يهودية، خدم في الجيش الألماني خلال الحرب العالمية الأولى ودرس في جامعتها وحصل على الدكتوراه من جامعة فرايبورغ عام 1922 وعمل بعدها لغاية عام 1928في بيع الكتب ثم انضم إلى مساعدة "مارتن هايدجر" في دراساته، وكان منتسباً لمعهد الدراسات الاجتماعية في فرانكفورت .
عمل خلال الحرب العالمية الثانية في أجهزة الاستخبارات الحربية الأمريكية (مكتب المعلومات الحربية ومكتب الخدمات الاستراتيجية) حيث عمل في الدعاية المضادة للنازية وتفكيك النازية، وخلال الخمسينات درّس الفلسفة والسياسة بشكل متتابع في جامعات كولومبيا وهارفارد وبرانديس وفي جامعتي كاليفورنيا"([19]).
"على صعيد الفلسفة "تمكن ماركيوزه من ادماج الفلسفة النفسية – المستوحاة من مدرسة التحليل النفسي عند سجموند فرويد – في بنية فكرية واحدة مع تفسيره الهيجلي للماركسية؛ ورأى ضرورة تحرير الفرد (اللاوعي) من أنواع الكبت الاجتماعي والجنسي بواسطة العقل الواعي بقدر ضرورة تحرير الجماهير – بالثورة الاجتماعية- من السيطرة البيروقراطية ومن الاستغلال الاقتصادي؛ وقد عبر عن هذا الموقف في كتابه المشهور الكبير الثاني: "الجنس (ايروس) والحضارة"، وفي عام 1958 أكد عداءه للتفسير اللينيني / الستاليني الضيق للماركسية وللدولة – النظام السياسي- الذي اقامته البلشفية في الاتحاد السوفيتي، وذلك في كتابه : "الماركسية السوفيتية" حيث أدان ذلك النظام من وجهة نظر نقدية كشفت عن حقيقة المجتمع باعتباره مجتمعاً وقع في قبضة فئة بيروقراطية فاسدة وجامدة، شيدت مجتمعاً "صناعياً يقوم على التكنوقراط والعمال الاجراء" لدى الدولة التي تملكها تلك البيروقراطية"([20]).
هربر ماركيوزه هو أحد الرواد الأوائل المؤسسين لمدرسة فرانكفورت، وبقي فيما بعد عضواً فيها مع ماكس هوركهايمر وثيودور أدورنو، وكان يمثل الجناح اليساري فيها، حيث كان لموقفه هذا تأثيراً فكرياً وسياسياً هاماً على القيادات الطلابية التي قادت الاحتجاجات الطلابية التي عمت جامعات أميركا وأوروبا عموماً، وفرنسا بشكل خاص، خلال أواخر عقد الستينات.
ركز ماركيوزه في كتاباته على نقد الرأسمالية عموماً و"المجتمع الصناعي" خصوصاً، وطالب بتجديد الأطروحات الماركسية وخاصة دور البروليتاريا في الثورة الاشتراكية حيث أعلن –في كتابه "الإنسان ذو البعد الواحد"- أن "المجتمع الصناعي" الرأسمالي مجتمعاً "ذا بعد واحد"، بمعنى أن كل الطبقات المنتجة إليه، تعي "وجودها" المتشابه، مبدئياً، من حيث الكيفية، ولذا فإن أية طبقة منها –بما في ذلك البروليتاريا- لا يمكن أن تكون ثورية، وأشار إلى أن العامل البروليتاري في أوروبا أصبح في وضع مادي ومعيشي قادر على أن يوفر مستوى اجتماعي مُرِيح، بحيث أصبح بامكان هذا البروليتاري شراء سيارة ومستلزمات المنزل من الأدوات الكهربائية الحديثة كما هو الحال لدى الرأسمالي، مما أفقده الحس الثوري الاشتراكي وجعل من البروليتاري أقرب إلى الاعتدال وعدم الميل إلى الثورة، وبناءً على ذلك توصل هربرت ماركيوزه إلى أن القوى الثورية القادرة على تهديد الأنظمة الرأسمالية القائمة ومن ثم القيام بالثورة هي الطلاب والزنوج والاقليات وأصحاب المهن الرثة (البروليتاريا الرثة) وليس طبقة العمال أو البروليتاريا، وكان قد دعا في كتابه: "العقل والثورة" (1941م)، إلى نظرية اجتماعية جدلية مناقضة للعلم الاجتماعي الوضعي كما عند "أوجست كونت".
عُرِفَ ماركيوزه بعدائه الشديد للهيمنة التقنية، وكان يعتبر العقل المنغلق سببا في استلاب الإنسان، وتحويله إلى آلة انتاجية ليس إلا. ومن ثم، "فقد بلور فلسفة تشاؤمية بسبب اغتراب الإنسان في المجتمع الصناعي الحديث الذي تَغْلُب عليه التقنية، ويضيع فيه الإنسان باعتباره ذاتاً وكينونة ووجودا، وهي نفس النزعة التشاؤمية الموجودة عند ماكس فيبر، ويرجع هذا التشاؤم إلى شعور فئة معينة من المجتمع، أي: الشريحة العليا المثقفة من الطبقة الوسطى، أوالصفوة المثقفة بالإحباط وخيبة الأمل، لذا " عُرف ماركيوزه بعدائه الشديد للهيمنة التكنولوجية وللمجتمعات الصناعية المعاصرة، ورغم فلسفته التشاؤمية فقد آمن -كما يقول د. كمال بومنير- بإمكانية ظهور قوى ثورية جديدة ستظهر في المستقبل داخل المجتمع الحديث يقودها المهمشين والمنبوذين والطلبة، وسيتم التحرر الاجتماعي عن طريق الإشباع الجنسي كما يبين ذلك في كتابه “الحب والحضارة” "([21]).
في هذا الجانب يؤكد د. كمال بومنير على أن "موضوع العقلانية التكنولوجية، قد أخذ مكانة أساسية في فلسفة هربرت ماركيوزه، فعندما نتحدث عن هذا الفيلسوف نستحضر آلياً موضوع العقلانية التكنولوجية التي تمخضت عن عقلانية “فلسفة الأنوار”، والتي حادت عن غاياتها الانسانية لتأخذ طابعاً مزدوجاً للسيطرة، فمن السيطرة على الطبيعة تحولت فلسفة الانوار ــ اضافة الى ذلك ــ الى السيطرة على الانسان نفسه، وعلى الرغم من ذلك -كما يضيف بومنير- نجد أن ماركيوزه يعتبر العقلانية التكنولوجية ـــ فضلا عن كونها أداة للسيطرة ــ وسيلة لتحرر الانسان وانعتاقه من السيطرة والمراقبة، حيث يعتبر ماركيوزه أن الطبقة العمالية (البروليتاريا) التي عول عليها ماركس في احداث التغيير والانعتاق من البرجوازية والرأسمالية، لم تعد قادرة على ذلك اليوم في ظل اندماجها كليا في المجتمع الصناعي المتقدم، فقد فقدت هذه القوى دورها التاريخي واصبحت عاجزة عن القيام بالثورة، وفي هذا السياق يرى ماركيوزه أن ثمة قوى جديدة للتحرر يمكن أن تبرز الى الوجود وتعمل على تحرير الانسان من قيود السيطرة، وهذه القوى التحررية الجدية التي يعنيها ماركيوزه هي القوى التي لم تندمج ولم تستوعب في المؤسسات القائمة في المجتمعات الصناعية، وهي قوى بقيت على هامش المجتمع، بل بقيت ترفض دوما عملية الاندماج وتعارضه لأنها ترفض السيطرة، وتتجلى هذه القوى حسب ماركيوزه في فئتين اجتماعيتين وهما: فئة المهمشين والمنبوذين والعاطلين عن العمل في المجتمع، وفئة الطلاب والشباب المتمرد على مجتمع الوفرة الرافض للروح الاستهلاكية السائدة فيه"([22]).
ولذلك يقترح ماركيوزه في معالجته لموضوع التقنية ضرورة الانتقال من المستوى الأنطولوجي (الوجودي) كما عبر عنه هيدغر إلى مستوى التحليل الاجتماعي والاقتصادي والتاريخي المتعلق بالموجود الانسان مستثمرا في ذلك النظرية الماركسية، آخذين بالاعتبار – كما يستطرد د. كمال بومنير – أن ماركيوزه اعتقد أن تطور وسائل الانتاج وتطور التقنية بشكل عام جعل الانسان العامل اكثر خضوعا واندماجا وتكيفا مع الآلة، بحيث بات يقلد الآلة ويحاكي (تصرفاتها) وكأنها تمارس عليه نوعا من التنويم المغناطيسي إن صح التعبير، اضافة الى أن هذا التطور الهائل في انتاج البضائع والسلع جعل الانسان كائنا استهلاكيا بطريقة غير مسبوقة، حتى أن هذه الانتاجية أفقدت الانسان وعيه بالحاجات الضرورية، وقدمت اليه (عن طريق الدعاية الاعلامية) حاجات جديدة اسماها ماركيوزه “الحاجات المزيفة”، بمعنى أن الانسان المعاصر اصبح يستهلك أشياء لا تستحق الاستهلاك، وبهذا المعنى، يرى ماركيوزه أن الانسان المعاصر والطبقة العمالية على وجه التحديد قد اصبحت متكيفة ومندمجة بشكل رهيب ما جعلها تفقد دورها التاريخي كما حدده ماركس"([23]).
" لقد بين ماركيوزه في كتابه: "الإنسان ذو البعد الواحد" –كما أشرنا آنفاً- باختفاء الدور التاريخي الفعال للطبقة البورجوازية والطبقة البروليتارية على حد سواء، إذ أن هناك قوة واحدة مخفية متحكمة في مسار هاتين الطبقتين معاً هي العقلانية العلمية التقنية، وبالتالي رأى ماركيوز عدم وجود طبقة معارضة، حيث تم استيعاب الطبقة العاملة واسترضاؤها من خلال تحفيزات مادية استهلاكية، وترشيد عملية الإنتاج ذاتها، كما يقول في كتابه المذكور، مؤكداً في الوقت نفسه على أن بديل الطبقة العاملة متوفر في الشباب الطلاب الجامعيين بشكل خاص والبروليتاريا الرثة المتمثلة –كما يقول ماركيوز- في فقراء الزنوج وعمال الخدمات الفقراء والملونين بشكل عام، وقد أثارت أفكار ماركيوزه: "استجابة سريعة لدى حركة الطلبة الأمريكية في أواخر الستينيات بمعارضتها للنظام، ولدى حركات طلابية أخرى في دول أوروبية شتى إلى حدما.
تتركز أفكار هربرت ماركيوزه سياسياً حول ثلاث قضايا شائكة: دور الطلاب في العالم الرأسمالي، والحركة الطلابية في فرنسا عام 1968م، ودور الطبقة العاملة الحديثة في الغرب.
هذا، وقد آمن ماركيوزه بقوى ثورية جديدة ستظهر في المستقبل داخل المجتمع الحديث، وسيتم التحرر الاجتماعي عن طريق الإشباع الجنسي كما يبين ذلك في كتابه: "الحب والحضارة"، وقد برهن فيه سيكولوجيا : "بأن تجاوز الندرة المادية في المجتمعات الصناعية المتقدمة، سيخلق الشروط المناسبة لإحراز البشر هدفهم في السعادة من خلال التحرر الجنسي، وتفوق مبدأ المتعة، الذي تصوره كأساس للانعتاق الشامل المؤثر في كافة العلاقات الاجتماعية.
أما بالنسبة لآليات السيطرة في ظل العقلانية التكنولوجية، فقد عمل ماركيوزه -كما يقول د.كمال بومنير- "على البحث عن الآليات التي تعتمدها المجتمعات المعاصرة للسيطرة على الانسان وقمعه، وفي الحقيقة فهو لا يفرق بين المجتمعات الرأسمالية والاشتراكية، فكلاهما يمارس السيطرة والقمع وإن اختلفت الوسائل في ذلك، ويبدو لماركيوزه أن السيطرة في المجتمعات الصناعية المتقدمة قد اتخذت أشكالا مغايرة عن معاني السيطرة القديمة، فإذا كانت تلك المجتمعات تسيطر على الانسان في أبعاده الخارجية (الجسد)، فإن السيطرة في المجتمعات الصناعية الحديثة إضافة الى أنها تسيطر على جسد الانسان الخارجي فهي أيضا تسيطر على أبعاده الداخلية النفسية والروحية ولعل هذا أشد أنواع السيطرة بلا شك.
وعلى الرغم من تأثر ماركيوزه بالتحليل الماركسي في نقد بنية المجتمع الرأسمالي، فإنه يرى أن هذا التحليل لم يعد كافيا لأنه تحليل تجاهل أو أغفل الجانب النفسي الذي تحدثه هذه السيطرة، ولذلك يشدد ماركيوزه -كما يقول كمال بومنير- على ضرورة العودة الى “سيغموند فرويد” والاستفادة من تحليلاته النفسية.
أخيراً ، إن ما يدعو إليه ماركيوزه لأجل التحرر من سيطرة العقلانية التكنولوجية هو الاستخدام المتزايد على الدوام لنجاحات الحضارة التكنولوجية، بمعنى أن ماركيوزه يعتبر التحرر مشروطا بوجود مستوى عالٍ الى أبعد الحدود من التقدم العلمي والتكنولوجي، الذي بإمكانه تحرير الانسان على الرغم من أن التكنولوجيا نفسها تعد وسيلة لبسط السيطرة، وهنا نلاحظ تأثر ماركيوزه بماركس الذي ذهب الى أن التحرر والانعتاق من الأوضاع اللاانسانية التي يعيشها الانسان يفترض تحقيق مستوى عالٍ من التطور في قوى الانتاج، هذا الاستغلال المتزايد للتكنولوجيا الذي يعنيه ماركيوزه يجب أن يكون مؤطرا بشيء واحد وهو اعادة الاعتبار للغايات الانسانية النبيلة التي تغافلت عنها العقلانية التكنولوجية عندما ركزت على الانتاج السلعي المتزايد دون غيره"([24]).
توفي ماركيوزه عام 1979 بسكتة دماغية أثناء زيارته لألمانيا وكان برفقته يورغان هابرماس وهو منظر من الجيل الثاني من جماعة فرانكفورت.
([1])محمود أمين العالم – كتاب " الإنسان موقف " – دار قضايا فكرية للنشر والتوزيع – القاهرة – 1994
([2]) سامى خشبة – المرجع نفسه - مفكرون من عصرنا – ص 317-318
([3]) سعد محمد رحيم – ما بعد ماركس / جرامشي .. لوكاتش – الحوار المتمدن – 16/2/2011.
([4]) المرجع نفسه .
([5]) المرجع نفسه .
([6]) كتاب " الإنسان موقف " – محمود أمين العالم – دار قضايا فكرية للنشر والتوزيع – القاهرة – 1994 .
([7]) جورج طرابيشي - مرجع سبق ذكره - معجم الفلاسفة – ص425
([8]) مارك مجدي – انطونيو غرامشي ومفهوم المثقف العضوي – الحوار المتمدن – 12/5/2019.
([9]) المرجع نفسه .
([10]) المرجع نفسه .
([11]) سيار الجميل – مفهوم المثقف العضوي ودوره في التغيير – الحوار المتمدن – 1/1/2008.
([12]) المرجع نفسه.
([13]) المرجع نفسه.
([14])سامى خشبة – مرجع سبق ذكره - مفكرون من عصرنا – ص 642
([15]) م. روزنتال و ب. يودين - الموسوعة الفلسفية – دار الطليعة – بيروت – ط1 اكتوبر 1974 – ص 384
([16]) مدرسة فرانكفورت: هي حركة فلسفية نقدية اجتماعية انطلقت وفق أسس ومفاهيم الفلسفة الماركسية، نشأت بمدينة فرانكفورت سنة 1923 عندما أسس كارل جرونبرج معهدا للعلوم الاجتماعية التابع لجامعة فرانكفورت التي اصبحت فيما بعد تيارا فكريا من بين اكثر ممثليه شهرة ماكس هوركهايمر (1895-1973) وتيودر أدورنو (1903-1969) وهربرت ماركيوزه (1898-1978)، الذي برز نجمه اللامع في ستينيات القرن العشرين، كذلك اريك فروم (1900-1980) ويورغن هابرماس (1929 - ) وصولاً إلى اكسيل هونيت (1949- ). (توم بوتومور، مدرسة فرانكفورت، ترجمة: سعد هجرس، ط1؛ ليبيا ، أويا للنشر، 1998م، ص 99)
([17]) جورج طرابيشي – مرجع سبق ذكره –معجم الفلاسفة – ص 711
([18]) مرجع سبق ذكره - سامى خشبة – مفكرون من عصرنا – ص 914
([19]) موقع ويكيبيديا - https://ar.wikipedia.org
([20])سامى خشبة – مرجع سبق ذكره - مفكرون من عصرنا – ص 753 - 754
([21]) رابح زريق – عرض لكتاب كمال بومنير "جدل العقلانية في النظرية النقدية لمدرسة فرانكفورت" – 27/9/2018 – موقع https://bluenoqta.com/.
([22]) المرجع نفسه .
([23]) المرجع نفسه .
([24]) المرجع نفسه.