Menu

عصابة الولايات المتحدة: لا عدالة في عالم نحكمه

بوابة الهدف الإخبارية

صورة تعبيرية

خاص بوابة الهدف

ناضل الفلسطينيون وأنصار قضيتهم وآلاف من الحقوقيين حول العالم؛ من أجل محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة، باعتبار ذلك أحد المداخل الضرورية لتحقيق العدالة في فلسطين، والبدء في إعادة التاريخ لمسار أكثر انحيازًا للقيم الإنسانية، ولكن هذا النضال تصادم على نحو دائم مع معادلات الهيمنة الإمبريالية، على نحو يوضح طبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني.

ففي موضع المتهم لا يمثل الكيان الصهيوني ذاته فحسب، بل الإرادة الدولية المهيمنة التي تعمل بوضوح لوضع حدود لهذا النوع من المحاكمات، وتحصين أدوات حربها وهيمنتها في وجه أي مساءلة؛ فالمحاكمات هي نصيب المهزومين، أو أداة لمعاقبة الفقراء والضعفاء حين يقتل بعضهم بعضًا.

لم ينضم الكيان الصهيوني للاتفاقية المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية، وكذلك الولايات المتحدة واصلت رفض الانضمام لهذه الاتفاقية، بل وفرضت أداة دونالد ترامب عقوبات على المدعية العامة السابقة في المحكمة فاتو بنسودا، في إشارة لافتة لقدرة القاتل المتهم على محاكمة القاضي والمدعي العام باسم الإنسانية، في نهاية المطاف وبمزيج من العقوبات والضغوطات تم إجبار بنسودا على الاستقالة، وتنحيتها عن أهم قضيتين ينظر فيهما أمام قضاء دولي منذ محاكمة نورمبرغ، وهي قضية جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الأمريكية في أفغانستان، وجرائم الحرب الصهيونية في غزة، ومصدر الأهمية هنا لا يتصل بعدد الضحايا أو ظروف القتل الوحشية، ولكن بالأساس بهوية القاتل لا الضحية؛ فبكل وضوح تمنح الولايات المتحدة الأمريكية، لجنودها ولحلفائها هذه الحماية وتعطيهم لمواصلة ارتكاب جرائم الحرب دون عقاب أو حتى تحقيق جدي.

منذ أيام انتخبت الجمعية العمومية للأمم المتحدة البريطاني"كريم خان" مدعيًا عامًا جديدًا للمحكمة، بعد أن ألقت الولايات المتحدة بكامل ثقلها لأجل تنصيب مدعيًا عامًا محابيًا لها وللكيان الصهيوني، لتضع فجوة هائلة في طريق استكمال المحكمة لعملها في قضيتي غزة وأفغانستان.

فعلت الإدارة الأمريكية ذلك بمنتهى البساطة، كما تفعل أي عصابة في فيلم سينمائي، هددت المدعي العام وعاقبته وأجبرته على الاستقالة، وعينت مدعيًا عامًا جديدًا على مقاسها، فرحب به الكيان الصهيوني المتهم الرئيسي في جرائم الحرب في غزة.

مسار العدالة طويل وشاق، ولن ينتهي بتعيين "كريم خان"، ولكن المؤكد أن هذا العالم لا زالت العدالة فيه بندقية يحملها القوي، يسدد من خلالها رصاصه وأحكامه على الشعوب الفقيرة والأمم التي طحنتها عجلة الاستعمار، ولا سبيل لكسر هذه المعادلة إلا قتال وكفاح مرير ستخوضه هذه الشعوب وتنتصر.