أظهرت آخر الأرقام البيانيّة المتعلّقة بالنفط، أنّ أسعار النفط لامست أعلى مستوى في نحو 13 شهرًا، وارتفعت ما يزيد على الستة بالمئة منذ إغلاقها الخميس الماضي، حيث دعمت أسعار الخام عمليات شراء جديدة بفعل مخاوف من أن الطقس البارد المفاجئ في تكساس قد يعطل إنتاج الخام الأمريكي لأيام أو ربما لأسابيع، وصعد خام برنت 89 سنتا أو ما يعادل 1.4 بالمئة إلى 65.23 دولار للبرميل بحلول الساعة الـ0524 بتوقيت غرينتش، ملامسًا أعلى مستوياته منذ 20 كانون الثاني/ يناير 2020. وربحت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 66 سنتا أو ما يعادل 1.1 بالمئة إلى 61.80 دولار للبرميل مسجلة أعلى مستوياتها منذ الثامن من كانون الثاني/ يناير 2020.
كما ظلت شركات إنتاج النفط وتكريره مغلقة في تكساس لليوم الخامس أمس الأربعاء، بعد برد قارس مستمر منذ أيام وأصدر حاكم الولاية أمرا بحظر صادرات الغاز الطبيعي في محاولة لتسريع وتيرة استئناف إمدادات الكهرباء، وبحسب محللي وود ماكنزي فإنه جرى فقد قرابة مليون برميل يوميًا من إنتاج الخام، وقد تستغرق استعادته بالكامل أسابيع، كما قال تشيوكي تشين كبير المحللين لدي صنوارد تريدينغ، إنه علاوة على ذلك، فإن سحب أكبر من المتوقع لمخزونات النفط الأمريكية عزز المخاوف بشأن الإمدادات.
كما أظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام الأمريكية انخفضت 5.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 12 شباط/ فبراير إلى نحو 468 مليون برميل مقارنة مع توقعات المحللين بانخفاض 2.4 مليون برميل، ومن المقرر نشر بيانات مخزونات النفط من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في وقت لاحق اليوم الخميس، متأخرة لمدة يوم بعد عطلة يوم الاثنين.
وتلقى ارتفاع سعر النفط في الأشهر الأخيرة الدعم أيضًا من شح الإمدادات العالمية، ما يرجع بدرجة كبيرة إلى تخفيضات الإنتاج التي تقوم بها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون حلفاء في مجموعة أوبك+ التي تضم روسيا، وقالت مصادر بأوبك+ لوكالة رويترز إن منتجي المجموعة سيخففون القيود على الإمدادات على الأرجح بعد نيسان/ أبريل نظرًا لتعافي الأسعار.
وفي أسواق المعادن، ارتفعت أسعار الذهب الخميس عن أدنى مستوى في شهرين ونصف الشهر الذي بلغته في الجلسة السابقة، إذ زادت جاذبية المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدًا بفعل تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.4 بالمئة إلى 1782.81 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة الـ0706 بتوقيت غرينتش، بعد أن انخفض لأدنى مستوياته منذ 30 نوفمبر تشرين الثاني عند 1768.60 دولار أمس الأربعاء. وتقدمت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.5 بالمئة إلى 1780.80 دولار، فيما قال جيفري هالي كبير محللي السوق لدى أواندا: "نزول العوائد الأمريكية الطويلة الأجل عن مستوياتها المرتفعة يوفر بعض الدعم. يبدو أيضًا أن المشترين الكبار من الصين عادوا من عطلات السنة القمرية الجديدة، و"في الصورة الأكبر... الذهب ببساطة يلتقط الأنفاس، ما زال 1760 دولارا مستوى مهما، النزول دون ذلك يشير إلى خسائر أكبر في منطقة الـ1600 دولار والـ1650 دولارًا".
ويُشار إلى أنّ عوائد سندات الخزانة الأمريكية تراجعت لأجل عشر سنوات عن أعلى مستوى في عام تقريبًا وهو الذي بلغته أول أمس الأربعاء. ويقلص تراجع العوائد تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدًا، ويظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي لشهر فبراير شباط أن مسؤولي البنك المركزي الأمريكي ما زالوا مستعدين لإبقاء السياسة النقدية ميسرة لمساعدة الاقتصاد الذي عصفت به جائحة فيروس كورونا.
وما زال المستثمرون يركزون على تطورات حزمة تحفيز أمريكية بقيمة 1.9 تريليون دولار، كما انتعشت مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة في يناير كانون الثاني، بينما رفع المنتجون الأمريكيون الأسعار بأكبر قدر منذ 2009، ما يشير إلى أن التضخم يبدأ الارتفاع، وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد تراجعت الفضة 0.5 بالمئة إلى 27.22 دولار للأوقية. وربح البلاتين 0.9 بالمئة إلى 1263.91 دولار. وتراجع البلاديوم 0.1 بالمئة إلى 2369.89 دولار.