قال عدد كبير من أساتذة، وأستاذات، وموظَّفين، وموظَّفات، وطلّاب، وطالبات بالجامعة الكاثوليكيّة في لوفن البلجيكية، إنّهم يشعرون بقلقٍ عميقٍ من "الموقف السلبيّ لمؤسّساتنا تجاه عمليّات الاستعمار، والفصل العنصريّ، والتطهير العرقيّ المستمرّة، والتي تحدث في فلسطين اليوم، وأثناء كتابتنا لهذا البيان، أعلنت وزارة الصّحة الفلسطينيّة في غزّة أن عدد الضحايا الذين سقطوا جرّاء القصف الإسرائيلي العشوائي قد بلغ 230 شخصًا، بينهم 65 طفلاً، وطفلةً، بالإضافة إلى أكثر من 1700 مصاباً، ومصابةً، ماحياً عائلات بأكملها، ومُتسبّباً في تشريد أكثر من 72000 مدنياً".
وقالوا في بيانٍ مشتركٍ لهم، إنّه ولِفهم العمليّة العسكريّة الإسرائيليّة الأخيرة، ينبغي وضعها ضمن سياق الجهود الإسرائيليّة المستمرّة لِتطهير فلسطين عرقيّاً من سكّانها الأصليين، وتوسيع مشروعها الاستعماريّ الاستيطانيّ، وترسيخ نظام الفصل العنصريّ في فلسطين التاريخيّة، كما أنّها تهدف إلى قمع نضال الشّعب الفلسطينيّ في سبيل حرّيته وحقّه في تقرير المصير".
ورأى البيان أنّ "ما يحدث في فلسطين ليس "صراعاً"، ولا نتيجة "حلقة مفرغة" من النزاعات، بل إنه شكل من أشكال التطهير العرقي الذي تقوم به دولة فصل عنصريّ استعماريّة استيطانيّة، لذلك نحتاج إلى التخلّي عن رواية "كلا الجانبين" التي تساوي بين المُستَعمِر والمُستَعمَر، وتتجاهل ديناميكيات القوّة غير المتكافئة بين الجانبين، ولقد شهدنا خلال الأسابيع الماضية قمعًا وحشيّاً للمتظاهرين الفلسطينيين في جميع أنحاء فلسطين التاريخيّة: في الشيخ جراح في القدس ، وفي حيفا واللدّ ويافا والخليل ورام الله، كما شهدنا أيضاً عمليّات قتلٍ لفلسطينيين من قبل مستوطنين إسرائيليين، تحت حماية الشرطة الإسرائيليّة، وما نشهده نكبةً مستمرّةً، وتطهيراً عرقيّاً، وطرداً للفلسطينيين من أراضيهم بشكل ممنهج، كل هذا نتيجة لنظام الفصل العنصريّ الذي تمارسه دولة إسرائيل، وهنا نريد الإعراب عن انزعاجنا من صمت مؤسّساتنا".
وطالبوا "الجامعات والمؤسسات السياسيّة البلجيكيّة والأوروبيّة باتِّخاذ موقف قويّ داعم للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل التحرّر من الاضطهاد، لقد حان وقت التخلي عن الموقف "المحايد"، فالحياد وعدم التحيّز يدعمان المُستَعمِرين الإسرائيليين في قمعهم للشعب الأصليّ الفلسطيني، علاوة على ذلك، فإنّ هذا الموقف يتعارض مع قيم التنوع والاحتواء وحماية حقوق الإنسان التي ينادي بها هذا البلد".
كما طالبوا "باتّخاذ اجراءات ومواقف ثابتة، لأن الصمت يدلّ على التواطؤ مع نظام الفصل العنصريّ الاستعماريّ الذي تمارسه دولة إسرائيل تجاه الشعب الفلسطينيّ، كما أنّ "وقف إطلاق النار" المُتفاوَض عليه لن يعني إنهاء الاحتلال المستمر منذ أكثر من ثلاثة وسبعين عاماً فسياسات الاحتلال، والتمييز، والفصل العنصريّ الإسرائيليّة ستستمرّ، وسيظلّ الفلسطينيّون يعانون من عواقبها بسبب ما يتعرضون له من نزع للملكيّة، وتمييز، وإصابة، وموت".
وطالبوا أيضًا السلطات البلجيكيّة والأوروبيّة بالاعتراف الرسميّ بفلسطين "وفرض عقوبات على إسرائيل بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان، ودفعها لسداد تكاليف البنية التحتية التي دُمّرت خلال العمليات العسكرية، والممولة أصلاً من قبل الاتحاد الأوروبي، والتعليق الفوريّ لكلّ أنواع تجارة الأسلحة القائمة بين الاتّحاد الأوروبيّ وإسرائيل، ومقاطعة وسحب الاستثمارات من المؤسسات والشركات الإسرائيليّة المتواطئة مع نظام الفصل العنصري والمستفيدة منه".
ودعوا إلى "دعم التحقيق الذي تجريه المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين، والإنهاء الفوريّ للحصار المفروض على غزة من قِبَل إسرائيل و مصر منذ عام 2006"، في حين طالبوا "بمقاطعة وسحب الاستثمارات من المؤسّسات الأكاديميّة، والباحثين الإسرائيليين المتواطئين مع نظام الفصل العنصريّ، والمستفيدين منه، وتعليق التعاون مع الجامعات الإسرائيلية في إطار برنامجي Horizon 2020 and Erasmus، لأن هذا التعاون يشكل تهديدًا لحقوق الإنسان في ظلّ الظروف القائمة، والتطبيق المُتَّسِق لمبادئ حقوق الإنسان في مجالات البحث والتعليم والسياسة".