Menu

عزوف 

الأسير أحمد العارضة

خاص بوابة الهدف

لِمَ لَمْ تَلُمْ ھذا العزوفْ؟
لِمَ لَمْ تَلُمْ صمتاً تَوَط َّنَ في الحروف؟
قُمْ واجْترِحْ زمناً لِطیركَ قَدْ یَعودُ إذا احترقْ أو قد یُحل ِّقُ في القصیدةِ إن رَسَمْتَ لھُ سماءاً /. من عَبَقْ
_ لِمَ لمْ تَلُمْ یَدَكَ التي ما مَسّھا _ منذُ انْكَفَأتَ .. مِدادُ عِشقٍ أو وَرقْ
لِمَ لمْ تَلُمْ یَدَكَ التي
ھجرتْ كتابةَ أغنیاتِ الیافویّات اللواتي مُذ تناثرنَ ارتجاعاً في النداءِ
فَقَدْنَ اسمً الأغنیةْ لا ترتجلْ صمتاً مزیداً آخراً

فالحرفُ یُولَدُ نبعةً إن ما أردتَ .. فكف َّ عن إرجاء عشقِكَ للغیومْ
یا أی ُّھذا الغائبُ الصلواتُ في حبر الحضورِ إذا تَلَوْتَ مُعوّذاتِ اللّیلَكِ الجبلي ِّ
تنمو في البیاضِ شفاهُ ترنیماتِ /. رَبّاتِ الحقولْ
حتى تطیر بوعي كَف ِّكَ طَیْرةٌ أُنثى سیُطعمھا العزوفُ الموتَ صوْماً لاذعَ الس َّغبِ تجرأْ
وامتدحْ جرحَ الحكایةِ كل ُّ ما فات الل ُّحیْظةَ ماثلٌ لا زالَ /. یرتقبُ القطافْ
ولتبدأ العزفَ الثنائيَ التو َّتر
في كمنجاتِ الإناث البابلیّاتِ اللواتي یغتسلنَ على فُراتِ الطقسِ رقصاً
،.. عاریاتٍ حَظُھُن َّ بأنْ یُد َّوَننَ انتثاراً
في الملاحم والقصائد والأساطیر الفریدةِ
فالتحمْ بظلالھن َّ لتُوْلدَ الأنشودةُ الر َّعویةُ الیومَ التحمْ .. /
لِمَ لم تَلُمْ یَدكَ التي عن وصفھن َّ ، توارى أزرقُھا ومالت للركونِ إلى الت َّرھْبُنِ ، وانثوتْ قم وارتجلْ شِعْراً وقمحاً تخبزُ امرأةُ الملاحم في أوغاریتَ القَمَرْ .. و تَرُشُ زعترَ بَر ِّكَ البلديّ زینةَ عُرْسِھا ، عطراً یحاكي حلیبَ ثدیَیْھا وتُطعم ساحلاً _ سَغِباً _ من الف َّضَةْ رغیفاً عابقاً بنبیذ كرمتھا.

قم وارتجلْ من أبجدیت ِّكَ العتیقةِ مطلعاً ترثو بھ حوْلاً كریتاً من سكاتْ قم واھْدِ جُلْیاتَ الل َّیالِكَ والممالكَ والتحمْ بوصی َّتِھْ تحذوك آلھةُ الفِلِسْطِ بما لدیھا من خلودْ واختم نشیدَكَ بالتفاتاتِ الظباءِ لربّةٍ وَضَعتْ تعالیمَ الوجودِ وراقصتْ نجماً بعیداً وسط طقسٍ ملحمي ِّ العزفِ تَو َّجَ ربّةً تدعى عناة ..
لِمَ لم تَلُمْ یَدَك التي غطّتْ طویلاً في سباتْ قم والتحمْ ما كان آتْ .
أرصفةْ أرصفةٌ تملؤھا الأوراقُ
- -أرى عشقيَ بعثرھا الصِبْیَةُ في مرحٍ
. صَخِبِ الخطواتْ
، أرصفة ضَج َّتْ بخطى اللهِ علي َّ أُزاحمُ أوراقَ الت ُّوتِ تساقطَ غیمٌ أخضرُ أصفرُ وردي ٌّ .. وبَھُت ُّ أُفتش عن صوتي
أیامٌ حافلةٌ بالورد ومیضٌ مَر َّتْ
أتصف َّحُ في الأمسِ طریقاً فارغةً من أطفالِ الحيِ
.. لقد كبِروا
أرصفةٌ تملؤھا الأوراقُ أراني نَث َّ غبارٍ منھكَ حط َّ بأرجوحةِ خوفٍ .. غادرھا الزھرُ نحیباً ینسّلْ وأَیادٍ دفَعَتْھا للنجمةِ
غادَرَتِ المطلَقَ بحثاً عن غدھا الأزرقِ . والدراقْ
أرصفةٌ تملؤھا الأوراقُ أرى شعري
وأرى كل َّ مسامیرِ الصلبِ تُدّقُ بذاكرتي تُدمي صورةَ أنثى القلب تؤلمني صرختُھا
وصداھا یھدم صرحاً كدتُ أُشَیّدُهُ في الوعيِ فماتت قبل تماسِ الغیمِ الأنثى وانطفأ بوعیي الظمآن بریقُ الأحداقْ .
أرصفةٌ تملؤھا الأوراقُ
قُتلتُ ھناك كطیرٍ تحت سنابك خیلٍ غافلني
فارتجلَ النزفُ قَصیدة صورتِھا ثانیةً ،
ورجوتُ الأرصِفَةَ الثكلى : كفاني
بعثرني الریحُ .. تطایرتُ ، تناثرتُ ،
تمزقتُ ، ومِت ُّ وعرّاني شبحي ...

في البردِ تولاني موجُ صقیعٍ ماثلُ في الظُلمةِ ، في الحر ِّ تولتني سِنَةُ الصحوِ ، ونِمتُ ، تناقضتُ توزعتُ .. تَقَسّمْتُ وكدت أُفَت َّتُ لولا أرجلِ صِبیةِ حي ٍّ تمرحُ في الریحِ ، أزاحَ الریحُ عظامي لرصیفٍ فارغْ لرصیفٍ .. إلا من أوراقْ
وحلمتُ بنفسي أني لا زلت أنا وطریقٌ عشقٌ أرجوحةُ حزنْ .. أرصفةٌ .. قافلةً غادرھا العشاقْ