Menu

خطاب الاستسلام: فشلنا وهزمنا وسنستمر

بوابة الهدف الإخبارية

خاص_بوابة الهدف الإخبارية

وصلات المديح التي يكيلها مسؤول فلسطيني لمواقف جو بايدن، كما استعداده للانخراط في مفاوضات مع العدو الصهيوني، في ذات الحوار الذي يؤكد فيه أن لا سلطة لسلطته، هو تعبير آخر عن طبيعة المسار السياسي المطروح للفلسطينيين من قبل هؤلاء الموجودين دون تفويض أو انتخاب أو اختيار من الشعب الفلسطيني في موضع من يتحدث باسمه، بل ويحدد مسارات السياسة الفلسطينية.

التوجه للتفاوض مع العدو الصهيوني بعد عشرات التصريحات حول إخفاق المفاوضات في تحقيق شيء للفلسطينيين ودورها في هدر حقوقهم، يعني القول لشعب فلسطين بأن الطريق المطروح هو مواصلة استلاب حقوقه وتقديم غطاء فلسطيني رسمي للاعتداءات والجرائم المستمرة ضده، وإذ تفضح هذه التصريحات المتتابعة من هذا الفريق السياسي والأمني شيء، فإنها تؤكد استعداده للدفاع المستميت عن منظومة مصالحه واستمراره في الإمساك بخناق المؤسسات الفلسطينية ومصادرة قرارها، وتثبيت هذا الوضع من خلال القمع الأمني الوحشي، وخدمة التنسيق الأمني مع الاحتلال.

واهم من يظن أن شعب فلسطين قدم تضحياته عبر مسيرة النضال الطويل ليصل إلى هذا الوضع، أو أنه سيستكين و يستسلم أمام القمع، فما تظهره الجماهير الفلسطينية في نضالها اليومي ضد الاحتلال على امتداد الأرض الفلسطينية، يؤكد أن هذا الشعب ليس في مرحلة أفول نضالي، تمكن هؤلاء من تصفية القضية والحقوق، واكتساب مصالحهم على حساب عموم الفلسطينيين، وإنما في مرحلة نهوض نضالي، وتصاعد ملموس واتساع لنماذجه النضالية الناجحة، يحتاج بالتأكيد وينقصه الكثير على مستوى الترجمة والتعبير السياسي، ولكنه أبدًا ليس على خط الاستسلام أو المهادنة مع عدوه.

إن استعادة سلطة شعب فلسطين على سياسته وساسته وقراره الوطني، لا يمكن فصلها أولًا عن توطين الفعل السياسي وإخراجه من حيز الخضوع والارتهان للعدو والأطراف الخارجية المهيمنة، وكذلك وبنفس الدرجة من الأهمية بناء التمثيل الوطني الفلسطيني في مختلف المؤسسات الوطنية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية، من خلال الانتخابات التي شكل تعطيلها تعبير إضافي عن حالة التفرد والهيمنة القسرية على مصير الفلسطينيين. إن باب استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية مفتوح، حافظت عليه التضحيات المشتركة لأبناء شعبنا في ميادين المواجهة، فيما تصر على اغلاقه هذه الشريحة المتغولة على شعبنا ومؤسساته وحقوقه، وهو ما يخدم العدو وهجمته المتصاعدة على شعبنا.

لقد بلور الشعب الفلسطيني بالفعل الاستراتيجية الوطنية لمواجهة الاحتلال، والبرنامج الوطني المشترك؛ خلال معركته الأخيرة وعبر جولات المواجهة المستمرة مع الاحتلال، ولكن واجب القوى السياسية ودورها هو التقاطها والتعبير عنها، ونسجها كبرنامج سياسي للفعل الوطني الفلسطيني التحرري، الذي يجب أن تكرس كامل طاقات المؤسسات الفلسطينية لدعمه وخدمته.