أفرجت سلطات الاحتلال الصهيوني، مساء اليوم الخميس 9 سبتمبر/ أيلول، عن الأسيرة والخريجة من جامعة بيرزيت ليان كايد من بلدة سبسطية بالضفة المحتلة، وذلك بعد 16 شهرًا من الاعتقال.
وفور تحرّرها، قالت الأسيرة المُحرّرة ليان كايد في تصريحٍ خاص لـ"بوابة الهدف الإخباريّة"، إنّ "الأسرى والأسيرات هم عشّاق حريّة وهذا ما أثبته الأسرى الستّة أبطال عملية نفق الحرية".
ولفتت ليان إلى أنّ "العمليّة البطوليّة التي قام بها الأسرى الستّة صنعت كرامة كبيرة لأنّ ظروف السجن لا تُطاق وغير إنسانيّة ولا تستحق إلّا مثل هذه العمليّة"، مُؤكدةً أنّ "الأسرى يوميًا يواجهون السجّان عبر تعليمهم والحلقات الثقافيّة التي تهدف إلى توعية وتثقيف الأسير العاشق لحريته ووطنه".
وأشارت إلى أنّ "ظروف الأسيرات قاسية جدًا ويطالبن كما دائمًا بإلغاء معبار "الشارون"، وإلغاء كاميرات المراقبة التي تحرم الأسيرات من حرية الحركة وخاصّة في ظل وجود أسيرات محجّبات"، موضحةً أنّ "إدارة السجن تمنع الأسيرات من الحق في الرياضة والخروج إلى الشمس، وأيضًا يطالبن بتركيب الهواتف العموميّة لأنّ الأسيرات مقطوعات عن العالم الخارجي".
وبيّنت ليان للهدف أنّه "في فترة انتشار فيروس "كورونا" كان هناك انقطاع للأخبار والتواصل ما بين الأسيرات وعائلاتهن، ومطلب تركيب الهواتف العموميّة هو مطلب هام جدًا خاصّة في ظروف العزل التي نعيشها".
وحول المطلوب من أبناء شعبنا في ظل هذه الهجمة الكبيرة والمسعورة على الأسرى، شدّدت على ضرورة أنّ "يكون أبناء شعبنا حاضنة شعبيّة حقيقيّة لهؤلاء الأسرى"، لافتةً إلى أنّ "كل عائلة من شعبنا لديها أسير أو أسيرة في سجون الاحتلال وهذا الشعب قادر على احتضان الأسرى ومساندتهم في كافة المحافل والشوارع والميادين".
وختمت المُحرّرة ليان حديثها للهدف، بالتأكيد على أنّ "قضية الأسرى هي قضية حريّة، لذلك وجب علينا تقديم كل ما نستطيع تجاه هذه القضية الوطنيّة الهامّة".
واعتُقلت ليان، الخريجة من تخصص علم الاجتماع بجامعة بيرزيت، صباح يوم 8 يونيو 2020 أثناء مرورها عن حاجز زعترة العسكري، حيث أوقف جيش الاحتلال سيارة والدتها التي كانت تقلها وبعد أن طلبوا هويتها أنزلوها من السيارة وقاموا بتفتيشها ميدانيًا.
ليان هي الإبنة الوسطى لعائلة تتكون من أبوين وأخوين وثلاثة شقيقات، وكانت طالبة متفوقة على الصعيد الأكاديمي، وحصلت على معدل 96% في الثانوية العامة لتلتحق في جامعة بيرزيت تخصص علم الاجتماع، ولم تعزل نفسها عن محيطها الاجتماعي، فهي الشابة المفعمة بالحياة، دائمة الابتسامة، تساعد كل من حولها.
واعتُقلت ليان بعد انهائها متطلبات التخرج، وقبل أن تحتفل بتخرّجها من الجامعة، ودون أن تحصل على الشهادة التي تلخّص مشوار 4 سنوات في الجامعة، وليان الشابة الطموحة زُجّت في سجون الاحتلال دون الاحتفال بنجاحها، وذلك بادّعاء مشاركتها في العمل الطلابي والنقابي.
وأفادت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، في وقتٍ سابق، أنّ ليان تعرّضت للاستجواب مرتين، حيث نُقلت من "هشارون" إلى سجن "عوفر" للاستجواب، وكانت تخرج منذ الصباح الباكر وتعود مساءً، في رحلة طويلة ومرهقة وهي مقيدة في البوسطة، وجرى استجوابها في المرتين وهي مقيّدة للأمام، وتمحور الاستجواب حول العمل الطلابي والنقابي في الجامعة.
ولفت المؤسّسة إلى أنّه في إحدى المرات وُضعت ليان في زنزانة لساعاتٍ طويلة بعد استجوابها، وعلى الرغم من طلبها المتكرّر بالحصول على ماء للشرب وباستخدام الحمام، إلّا أنّه لم يُسمح لها ذلك، وأخيرًا بعد أن سُمح لها باستخدام الحمام، لم تسمح المجندة بإزالة القيود عن يديها.
وفي يوم 18 يونيو قُدمت لائحة اتهام ضدها تتضمن بنود تتعلق بعملها الطلابي والنقابي داخل الجامعة، وتُحملها مسؤولية العمل في تنظيم "محظور"، وقيامها بنشاطاتٍ اجتماعيّة وثقافيّة، بالإضافة إلى اتهامها بإلقاء الحجارة.
وتُلاحق سلطات الاحتلال الطالبات والطلاب الفلسطينيين بشكلٍ متواصل، حيث تستدعي عددًا منهم، وتعتقل عددًا آخر، في محاولةٍ لتصوير العمل الطلابي بالعمل الخطير على "أمن المنطقة".