نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - محافظة خانيونس منطقة الشهيد وديع حداد- رابطة الشهيد بهاء عليان عصر مساء اليوم الاثنين وقفة تضامنية مع الأسرى الأبطال في سجون الاحتلال.
وشارك في الوقفة قيادة وأعضاء الجبهة الشعبية في محافظة خان يونس ولفيف من المواطنين، حيث أُلقى عضو اللجنة المركزية الفرعية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الرفيق رامي أبو السعود كلمة الجبهة.
وقال أبو سعود خلال كلمته بأن الأحداث تتسارع وتيرتها في سجون الاحتلال، جراء الهجمة الاحتلالية الصهيونية على الأسرى والتي بدأت في أعقاب انتزاع ستة من الأسرى الأبطال حريتهم في عملية بطولية نوعية هزت الكيان الصهيوني وضربت منظومته الأمنية.
وأشار أبو سعود إلى أن أدوات القمع الصهيونية المُعززة بوحدات من الجيش والنخبة وما يُسمى حرس الحدود تواصل اقتحام المعتقلات والأقسام وتوزيع الأسرى خاصة أسرى الجهاد إلى سجون وأقسام أخرى أو غرف عزل بعد حملة تنكيل وقمع مسعورة، ورش للغاز.
وأضاف، بأن هذه التطورات الخطيرة من داخل السجون دفعت الحركة الأسيرة إلى اتخاذ جملة من الإجراءات والخطوات التي من شأنها التصدي لهذه الهجمة بشكلٍ موحدٍ، ومنع الاستفراد بأي أسير أو فصيل داخل السجون، ومن ثم التهديد بخوض برنامج نضالي متواصل، كوسيلة هامة للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحق الحركة الأسيرة، ورغم إعلان الحركة الأسيرة عن تعليق الإضراب لإعطاء مزيد من الحوار مع ما يسمى مصلحة السجون إلا أن الأمور داخل السجون تبقى مشتعلة ويمكن أن تساهم في حدوث حالة انفجار على كل المستويات.
وأردف، أن عملية نفق الحرية جاءت لتؤكد على الإقدامية العالية والشجاعة والجرأة التي يتحلى بها الأسير الفلسطيني، المتُسلح بالإرادة والعزيمة وبعدالة قضيته، ولتؤكد للجميع أن الحركة الأسيرة في خندق المواجهة الأول والمتقدم، وأنه مهما كانت ردت فعل الاحتلال على هذه العملية النوعية والجريئة ومنها إعادة اعتقال هؤلاء الأسرى المحررين، إلا أنها لن تمحي عارهم وهشاشة أمنهم التي تهاوت أمام إرادة صلبة تحلى بها أبطالنا الستة، وبأبسط الإمكانيات، فالكف لا يناطح المخرز فقط بل يكسر عنجهية هذا الاحتلال المجرم الجبان.
وأوضح أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفي هذه الوقفة الإسنادية مع أسيراتنا وأسرانا الأبطال في سجون الاحتلال، وأبطال نفق الحرية تشيد بالصمود الأسطوري الذي تبديه الحركة الأسيرة في مواجهة الهجمة الصهيونية الواسعة للسجان الصهيوني.
وأكد أن الجبهة لن تخذلهم، ولن تتركهم وحدهم، ولن تساوم عليهم، وستخوض وكافة الفصائل كل وسائل النضال من أجل إنهاء معناتهم، حتى تحريرهم.
وقدم أبو سعود باسم الجبهة الشعبية تحية فخر واعتزاز إلى أبطال نفق الحرية الستة، الذين أثلجوا صدورنا بعمليتهم النوعية والجريئة والتي أعادت الإعتبار لقضية الأسرى كنقطة ارتكاز في الوعي الجمعي الفلسطيني، ووضعتها على الأجندة الفلسطينية والدولية.
وقال إن إقدام الاحتلال على إعادة اعتقال الأسرى الأبطال، لا يغير من حقيقة نجاح هؤلاء الأبطال في هزيمة هذا الكيان هزيمة نكراء ونحُملّ الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء الأبطال.
ودعى أبو سعود جماهير شعبنا إلى الالتحام مع أسرانا الأبطال الذين يواصلون خوض ملحمة بطولية ضد إدارة مصلحة السجون المجرمة، وإن المطلوب وطنيًا وشعبيًا هو فعاليات بمختلف الأشكال ترتقي لمستوى ما يحدث داخل المعتقلات، وحتى تصل رسالة إلى أبطالنا الأسرى أن شعبكم لن ينساكم، وسيخوض معكم معركة الكرامة والحرية، وسيفشل محاولات العدو الصهيوني للاستفراد بكم.
وطالب المؤسسات الدولية وخاصة مؤسسات الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب بتشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم الاحتلال بحق الحركة الاسيرة، وخصوصًا الهجمة الصهيونية الأخيرة، والتي أدت إلى حدوث عشرات الإصابات في صفوف الاسرى، واقتياد العشرات منهم إلى زنازين العزل أو التحقيق في ظروف إنسانية صعبة.
وأشار أبو سعود، إلى أن ما يتعرض له الأسيرات والأسرى من حرب صهيونية مجنونة وسياسة تعذيب ممنهجة تستدعي من الجهات الرسمية والمؤسسات المعنية ومؤسسة الصليب الأحمر توثيق هذه الجرائم واحالتها إلى محكمة الجنايات الدولية، لمحاكمة الاحتلال وفي المقدمة منهم ضباط ما يُسمى مصلحة السجون كمجرمي حرب.
وأضاف، أن الهجمة الصهيونية على الأسرى والتي توحشت بشكل كبير في الأيام الماضية، تقتضي من المقاومة الضغط من أجل إنجاز صفقة تبادل مشرفة، تضع ضمن أولوياتها تحرير أبطال نفق الحرية، جنبًا إلى جنب الأسرى ذوي المحكوميات العالية والمرضى والإداريين والأسيرات والأطفال، فما يجري داخل السجون يستدعي من المقاومة استخدام أوراق القوى لديها من اجل انجاز هذه الصفقة.
وجدد التأكيد على أن الوضع داخل السجون خطير جدًا ولا يحتمل التعامل معه بنفس الوتيرة الحالية وبطريقة موسمية، بل بحاجة لفعل ضاغط ومتواصل في الميدان، يرتقي إلى مستوى هذه المعاناة، فالوقت من دم وجرح وآلام ومعاناة، وإذا أردنا فعلًا الإنتصار للحركة الأسيرة وتضحياتها، ولأبطال نفق الحرية، فعلينا أن نكون سيفهم ودرعهم الذي يحميهم ويدافع عنهم، ويساهم في انهاء معاناتهم وصولاً لتحريرهم.