Menu

الكيان يراقب الفلسطينيين من خلال برنامج التعرف على الوجه

تقريرالرقابة المُحكمة: الخليل في قبضة "الذئب الأزرق"

بوابة الهدف - أحمد مصطفى جابر

لم يتبق شيء مخفي في الضفة الغربية، وربما هذه هي الجملة النهائية التي يرغب جهاز الشاباك بأن يختم بها تقريرا عن "الحالة في المناطق" من وجهة نظر جهاز التجسس "الإسرائيلي".

وفي سبيل هذه النتيجة، فقد وضعت أجهزة الاحتلال الأمنية، جميع الوسائل الممكنة، كأسلحة لإخضاع المجال الفلسطيني تحت العدسة المكبرة لكاميرات المراقبة، بل أيضا المجال الخاص، حيث لايمكن لأي فلسطيني أن يخفي أي شيء، ولايمكن لأي شيء أن يتسرب من القبضة العنيفة للـ"ذئب الأزرق".

و"الذئب الأزرق" كما كشفت عنه صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية هو عبارة عن قاعدة بيانات وصفت بأنها "مرعبة" تغذيها الصور التي يلتقطها جنود الاحتلال للفلسطينيين في الضفة الغريبة، وكل صورة يلتقطها الجندي عبر التطبيق المعني، يتم دمجها مباشرة في قاعدة البيانات والبحث عن صاحبها، وتقرير هل يجب اعتقاله.. أو ربما قتله.

ويبدو أن مدينة الخليل هي مسرح التجريب الرئيسي في هذا البرنامج الفاشي، حيث ذكرت صحيفة هآرتس يوم 11 نوقمبر أن البرنامج المذكور قيد الاستخدام منذ عامين، ولكن ما حفز الكشف عنه هو الكشف الآخير عن عمليات برنامج التجسس بيغاسوس الذي بين أن الكيان تجسس على هواتف ستة فلسطينيين ثلاثة منهم نشطاء معروفين مرتبطين بست منظمات فلسطينية مدنية صنفها الاحتلال كـ"إرهابية" وثلاثة آخرين موظفين في وزارة الخارجية الفلسطينية لم تكشف أسماءهم، وأكدت الصحيفة أن جيش الاحتلال يستخدم برنامجاً خاصاً للتعرف إلى ملاح الوجه، لمراقبة سكان الخليل الفلسطينيين جنوبي الضفة الغربية المحتلة، عبر بناء بنك هائل من الصور لهم في نقاط التفتيش والحواجز وعند المعابر.

تقوم آلية عمل البرنامج على التوقيف العادي من قبل الجنود أثناء تجول أي كان في شوارع البلدة القديمة في الخليل مثلا، ويلتقط الجندي صورة للشخص المستوقف بدون إذنه، وبالتالي سيعالج البرنامج الصورة الملتقطة عبرالهاتف الذكي، ويبين إذا كان صاحبها مدرجا في قاعدة البيانات، وهناك احتمالان : إما أن الشخص المستوقف غير مسجل في قاعدة بيانات البرنامج، وهنا تتم إضافته تلقائيا، أو أن الشخص موجود وعندها يعطي الهاتف الذكي شارة باللون الأخضر، أي أنه يمكن للشخص مواصلة طريقه. ولكن إذا كان اللون الصادر هو الأصفر فهذا يعني احتجاز الفلسطيني المستوقف وإحالته للتحقيق الميداني، أما اللون الأحمر فيعني الاعتقال.

الأكثر من هذا، أن برنامج "الذئب الأزرق" ليس الوحيد، ففي حين خصص هذا البرنامج للجنود، تم تطوير نسخة "الذئب الأبيض" للمستوطنين، والتي يتم استخدامها غالبا للتحقق من الفلسطينيين الذين يدخلون للعمل في المستوطنات.

جريدة الواشنطن بوست نشرت تقريرا استقصائيا موسعا حول هذا البرنامج، مشيرة إلى أن التقنية المعروفة بقاعدة بيانات "الذئب الأزرق" المستندة إلى تقنية التعرف على الوجه محظورة في العديد من البلدان ولاتستخدمها سوى بعض الحكومات التي تعتبر أكثر قسوة في العالم.

هذا التطبيق خلق منافسة محمومة بين جنود الاحتلال لالتقاط الصور، فيما يطلق عليه اسم "فيسبوك للفلسطينيين"، حيث يصور الجنود الصهاينة المارة الفلسطينيين بشكل عشوائي في شوارع قرى ومدن الضفة الغربية، بغض النظر عن مكانتهم القانونية في نظرهم، حيث يصبح طا وجه تلتقط صورته مرتبطا بسجل شخصي في قاعدة البيانات.

التالي ترجمة معالجة وبتصرف بسيط في االمصطلحات للتحقيق الذي كتبته إليزابيث دوسكين في الواشنطن بوست ونشر في 8 تشرين ثاني 2021.

في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة، يقوم الجيش "الإسرائيلي" بجهود مراقبة واسعة لمراقبة الفلسطينيين من خلال دمج تقنية التعرف على الوجه مع شبكة متنامية من الكاميرات والهواتف الذكية، وفقًا لأوصاف البرنامج المقدمة من قبل جنود "إسرائيليين" أخيرًا.

يتضمن مشروع المراقبة، الذي تم إطلاقه منذ عامين جزئيًا تقنية هاتف ذكي تسمى الذئب الأزرق- Blue Wolf تلتقط صورًا لوجوه الفلسطينيين وتطابقها مع قاعدة بيانات صور واسعة النطاق لدرجة أن جنديًا سابقًا وصفها بأنها سر الجيش Facebook" للفلسطينيين" حيث يومض تطبيق الهاتف بألوان مختلفة لتنبيه الجنود إذا كان الشخص سيُعتقل للتحقيق الميداني (أصفر) أو يُقبض عليه (أحمر) أو يُترك لحال سبيله (أخضر).

ولبناء قاعدة البيانات التي استخدمتها Blue Wolf ، تنافس الجنود العام الماضي في تصوير الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال وكبار السن، مع جوائز لمن يجمع أكبر عدد من الصور، والآن يبدو أن العدد الإجمالي للفلسطينيين الذين تم تصويرهم غير واضح، ولكن على الأقل، وصل عددهم إلى الآلاف.

تم تحديد مواصفات برنامج المراقبة في المقابلات التي أجرتها The Post (الواشنطن بوست) مع جنديين "إسرائيليين" سابقين وفي روايات منفصلة قدموها هم وأربعة جنود آخرين تم تسريحهم مؤخرًا إلى مجموعة كسر الصمت Breaking the Silence وتم مشاركتها لاحقًا مع الواشنطن بوست، و لم يتم الكشف سابقا عن الكثير بخصوص هذا البرنامج، بينما أقر الجيش "الإسرائيلي" بوجود المشروع في كتيب على الإنترنت، فإن المقابلات مع الجنود السابقين تقدم أول وصف علني لنطاق البرنامج وعملياته.

بالإضافة إلى الذئب الأزرق Blue Wolf ، قام الجيش "الإسرائيلي" بتركيب كاميرات مسح ضوئي للوجه في مدينة الخليل المقسمة لمساعدة الجنود عند نقاط التفتيش على التعرف على الفلسطينيين حتى قبل تقديم بطاقات هوياتهم، و توفر شبكة أوسع من كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة، التي يطلق عليها اسم "مدينة الخليل الذكية"، مراقبة في الوقت الفعلي لسكان المدينة، ويمكن، كما قال جندي سابق، رؤية داخل المنازل الخاصة في بعض الأحيان.

وافق الجنود السابقون والذين تحدثوا سابقا مع "كسر الصمت" على مناقشة برنامج المراقبة لصالح هذا المقال بشرط عدم الكشف عن هويتهم خوفًا من التداعيات الاجتماعية والمهنية، في ذات الوقت تقول المنظمة "كسر الصمت" إنها تخطط لنشر تحقيقاتها حول هذا الموضوع.

قال الجنود إن الجيش أخبرهم أن هذه الجهود كانت بمثابة زيادة قوية لقدراته في "الدفاع عن إسرائيل" ضد الإرهابيين, لكن البرنامج يوضح أيضًا كيف أن تقنيات المراقبة التي تُناقش بشدة في الديمقراطيات الغربية تُستخدم بالفعل خلف الكواليس في الأماكن التي يتمتع فيها الناس بحريات أقل.

قالت "جندية إسرائيلية" تم تسريحها مؤخرًا وكانت تخدم في وحدة استخبارات: "لن أشعر بالراحة إذا استخدموه في المركز التجاري في [مسقط رأسي]، فلنضع الأمر على هذا النحو" و "يشعر الناس بالقلق بشأن أخذ البصمات، ولكن هذا يحدث عدة مرات" وقالت الجندية لصحيفة The Post إنها كانت متحمسة للتحدث لأن نظام المراقبة في الخليل كان "انتهاكًا تامًا لخصوصية شعب بأكمله".

ويبدو أن استخدام "إسرائيل" للمراقبة والتعرف على الوجه من بين أكثر عمليات نشر هذه التكنولوجيا تفصيلاً من قبل دولة تسعى للسيطرة على مجموعة خاضعة، وفقًا لخبراء منظمة الحقوق المدنية الرقمية AccessNow.

ورداً على أسئلة حول برنامج المراقبة، قال "الجيش الإسرائيلي" إن "العمليات الأمنية الروتينية" هي "جزء من الحرب ضد الإرهاب والجهود المبذولة لتحسين نوعية الحياة للسكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة" طبعا من المعروف أن مصطلح يهودا والسامرة هو اسم توراتي مصطنع تطلقه سلطات الاحتلال على الضفة الغربية المحتلة. وأضاف البيان: "بطبيعة الحال، لا يمكننا التعليق على القدرات العملياتية للجيش الإسرائيلي في هذا السياق".

حسب الواسنطن بوست فقد تم حظر الاستخدام الرسمي لتقنية التعرف على الوجه من قبل ما لا يقل عن اثنتي عشرة مدينة أمريكية، بما في ذلك بوسطن وسان فرانسيسكو، وفقًا لمجموعة المناصرة المعروفة باسم Surveillance Technology Oversight Project وفي هذا الشهر دعا البرلمان الأوروبي إلى حظر استخدام الشرطة لتقنية التعرف على الوجه في الأماكن العامة.

لكن دراسة أجراها هذا الصيف مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية وجدت أن 20 وكالة فيدرالية قالت إنها تستخدم أنظمة التعرف على الوجه، حيث أفادت ست وكالات لإنفاذ القانون أن التكنولوجيا ساعدت في تحديد الأشخاص المشتبه في خرقهم للقانون أثناء الاضطرابات المدنية، كما عارضت مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار، وهي مجموعة تجارية تمثل شركات التكنولوجيا، الحظر الأوروبي المقترح، قائلة إنه سيقوض جهود إنفاذ القانون "للرد بفعالية على الجريمة والإرهاب".

حتى داخل الكيان الصهيوني، أثار اقتراح من مسؤولي الأمن لإدخال كاميرات التعرف على الوجه في الأماكن العامة معارضة كبيرة، وقد عارضت الوكالة الحكومية المسؤولة عن حماية الخصوصية الاقتراح، لكن الاحتلال طبعا تطبق معايير مختلفة في الأراضي المحتلة.

حيث "بينما تفرض البلدان المتقدمة في جميع أنحاء العالم قيودًا على التصوير الفوتوغرافي والتعرف على الوجه والمراقبة، فإن الوضع الموصوف [في الخليل] يشكل انتهاكًا صارخًا للحقوق الأساسية، مثل الحق في الخصوصية، حيث يتم تحفيز الجنود على جمع أكبر عدد ممكن من صور الفلسطينيين" كما قال روني بيلي ، المحامي بجمعية الحقوق المدنية في "إسرائيل"، بعد أن قيل له عن جهود المراقبة: "الرجال والنساء والأطفال هم موضوع المنافسة "بين الجنود، و "الجيش يجب أن يكف على الفور".

آخر بقايا من الخصوصية

لطالما كانت الخليل بؤرة اندلاع أعمال عنف، حيث يوجد جيب من المستوطنين الصهاينة المتطرفين يتمتعون بحماية مشددة بالقرب من البلدة القديمة محاطين بمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين تم تجريدهم من أي حماية وأي حقوق في المدينة القديمة تقريبا.

بالقرب من الحرم الإبراهيمي، تم تركيب كاميرات مراقبة كل 300 قدم، بما في ذلك على أسطح المنازل، حيث إن المراقبة في الوقت الحقيقي يبدو أنها تتزايد حيث حسب شهادة مواطن فلسطيني: قبل بضعة أشهر، أسقطت ابنته البالغة من العمر 6 سنوات ملعقة صغيرة من سطح منزل العائلة، وعلى الرغم من أن الشارع بدا فارغًا، جاء الجنود إلى منزله بعد فترة وجيزة وقالوا إنه سيتم اتهامه بإلقاء الحجارة.

أشار عيسى عمرو الناشط الخليلي أن عدة منازل تم إخلاءها، في المربع الذي يسكن فيه. لأن العائلات الفلسطينية غادرت بسبب القيود والمراقبة. مضيفا "إنهم يريدون جعل حياتنا صعبة للغاية حتى نرحل بمفردنا ، حتى يتمكن المزيد من المستوطنين من الانتقال". و "الكاميرات لها عين واحدة فقط - لترى الفلسطينيين. من اللحظة التي تغادر فيها منزلك إلى اللحظة التي تصل فيها إلى المنزل، تكون أمام الكاميرا"، ولكن هذه الكاميرات طبعا لاتلمح اعتداءات المستوطنين.

حوافز للصور

تجمع مبادرة Blue Wolf بين تطبيق للهواتف الذكية وقاعدة بيانات للمعلومات الشخصية التي يمكن الوصول إليها عبر الأجهزة المحمولة، وفقًا لستة جنود سابقين قابلتهم The Post و Breaking the Silence.

أخبر أحدهم The Post أن قاعدة البيانات هذه هي نسخة مختصرة من قاعدة بيانات ضخمة أخرى تسمى Wolf Pack ، والتي تحتوي على ملفات تعريف لكل فلسطيني تقريبًا في الضفة الغربية، بما في ذلك صور الأفراد وتاريخ عائلاتهم والتعليم و التصنيف الأمني ​​لكل شخص. وكان هذا الجندي الأخير على دراية شخصية بـ Wolf Pack ، والتي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال أجهزة كمبيوتر سطح المكتب في بيئات أكثر أمانًا. بينما وصف هذا الجندي السابق قاعدة البيانات بأنها "فيسبوك للفلسطينيين"، إلا أنها غير مرتبطة بفيسبوك طبعا.

وقال جندي سابق آخر للصحيفة إن وحدته، التي قامت بدوريات في شوارع الخليل في عام 2020، تم تكليفها بجمع أكبر عدد ممكن من الصور للفلسطينيين في أسبوع معين باستخدام هاتف ذكي قديم صادر عن الجيش، والتقاط الصور خلال المهام اليومية التي غالبًا ما تكون لثماني ساعات. حيث قام الجنود بتحميل الصور عبر تطبيق Blue Wolf المثبت على الهواتف.

قال هذا الجندي السابق إن الأطفال الفلسطينيين لايمانعون إلى التقاط الصور، في حين أن كبار السن - وخاصة النساء الأكبر سناً - غالباً ما يقاومون ذلك. ووصف تجربة إجبار الناس على التصوير رغماً عنهم بأنها تجربة مؤلمة بالنسبة له.

وستكون الصور التي تلتقطها كل وحدة بالمئات كل أسبوع، حيث قال جندي سابق إن من المتوقع أن تلتقط الوحدة 1500 صورة لعدد مماثل من الأشخاص على الأقل، واتفق الجنود الذين تحدثوا إن وحدات الجيش في جميع أنحاء الضفة الغربية ستتنافس على جوائز، مثل عطلة ليلية، تُمنح لأولئك الذين التقطوا أكبر عدد من الصور.

قال جندي سابق إن الدفعة الكبيرة لبناء قاعدة بيانات الذئب الأزرق بالصور تباطأت في الأشهر الأخيرة ، لكن القوات تواصل استخدام الذئب الأزرق لتحديد هوية الفلسطينيين.

تم تطوير تطبيق منفصل للهواتف الذكية يسمى الذئب الأبيض White Wolf ليستخدمه المستوطنون اليهود في الضفة الغربية، بحسب ما قاله جندي سابق لموقع Breaking the Silence على الرغم من أنه لا يُسمح للمستوطنين باحتجاز الأشخاص، يمكن لمتطوعي الأمن استخدام White Wolf لمسح بطاقة هوية فلسطينية قبل أن يدخل هذا الشخص إلى مستوطنة، على سبيل المثال، للعمل في البناء، أقر الجيش في عام 2019 بوجود وايت وولف في مطبوعة يمينية.

"الحقوق ببساطة غير ذات صلة"

أشار الجيش "الإسرائيلي"، في الحالة الوحيدة المعروفة، إلى تقنية الذئب الأزرق في حزيران/ يونيو في كتيب على الإنترنت يدعو الجنود ليكونوا جزءًا من "فصيلة جديدة" "ستحولك إلى ذئب أزرق" وذكر الكتيب أن "التكنولوجيا المتقدمة" تضم "كاميرات ذكية ذات تحليلات متطورة" و "أجهزة استشعار يمكنها اكتشاف وتنبيه النشاط المشبوه في الوقت الفعلي وحركة الأشخاص المطلوبين".

كما ذكر الجيش مصطلح "مدينة الخليل الذكية" في مقال نُشر عام 2020 على موقع الجيش، المقال، الذي أظهر مجموعة من المجندات يطلق عليهن "الكشافة" أمام شاشات الكمبيوتر ويرتدين نظارات الواقع الافتراضي، وصفت المبادرة بأنها "معلم رئيسي" و "اختراق" للتكنولوجيا الأمنية في الضفة الغربية"، وقال المقال "تم تركيب نظام جديد من الكاميرات والرادارات في جميع أنحاء المدينة" يمكنه توثيق "كل ما يحدث حولها" و "التعرف على أي حركة أو ضوضاء غير مألوفة".

في عام 2019 ، استثمرت Microsoft في شركة إسرائيلية ناشئة للتعرف على الوجه تسمى AnyVision ، والتي أفادت شبكة NBC ومجلة الأعمال The Marker أنها تعمل مع الجيش لبناء شبكة من الكاميرات الأمنية الذكية باستخدام تقنية مسح الوجه في جميع أنحاء الضفة الغربية وقالت مايكروسوفت إنها انسحبت من استثمارها في AnyVision خلال العدوان الصهيوني على غزة في أيار الفائت.

في عام 2019 أيضًا، أعلن الجيش الصهيوني عن إدخال برنامج عام للتعرف على الوجه، بدعم من AnyVision ، عند نقاط التفتيش الرئيسية حيث يعبر الفلسطينيون إلى الداخل من الضفة الغربية، و يستخدم البرنامج الأكشاك لمسح المعرفات والوجوه، على غرار أكشاك المطارات المستخدمة في المطارات لفحص المسافرين الذين يدخلون الولايات المتحدة. يستخدم النظام "الإسرائيلي" للتحقق مما إذا كان الفلسطيني لديه تصريح لدخول الكيان، على سبيل المثال للعمل أو لزيارة الأقارب، وتتبع من يدخل البلاد، وفقًا لتقارير إخبارية، هذا الفحص إجباري على الفلسطينيين، وكذلك الفحص في المطارات الأمريكية للأجانب.

على عكس عمليات التفتيش على الحدود، فإن المراقبة في الخليل تتم في مدينة فلسطينية دون إخطار السكان المحليين، وفقًا لجندي سابق شارك في البرنامج وأربعة من السكان الفلسطينيين، يمكن لكاميرات نقاط التفتيش هذه أيضًا التعرف على المركبات، حتى بدون تسجيل لوحات الترخيص، ومطابقتها مع أصحابها ، كما قال الجندي السابق .

بالإضافة إلى مخاوف الخصوصية ، فإن أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تقييد مراقبة التعرف على الوجه في بعض البلدان الأخرى هو أن العديد من هذه الأنظمة قد عرضت دقة متفاوتة على نطاق واسع، مع تعرض الأفراد للخطر من خلال خطأ في التعرف عليهم.

وفي الوقت الذي لم يعلق الجيش "الإسرائيلي" على المخاوف التي أثيرت بشأن استخدام تقنية التعرف على الوجه، قالت مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار إن الدراسات التي تظهر أن التكنولوجيا غير دقيقة قد تم تضخيمها بشكل مبالغ فيه، في اعتراضها على الحظر الأوروبي المقترح، قالت المجموعة إنه من الأفضل قضاء الوقت في تطوير ضمانات للاستخدام المناسب للتكنولوجيا من قبل تطبيق القانون ومعايير الأداء لأنظمة التعرف على الوجه التي تستخدمها الحكومة.

وقال أفنير جفارياهو، المدير التنفيذي لكسر الصمت، إن هذه التكنولوجيا في الضفة الغربية هي مجرد "أداة أخرى لقمع وإخضاع الشعب الفلسطيني" و"في حين أن المراقبة والخصوصية في طليعة الخطاب العام العالمي، فإننا نرى هنا افتراضًا مشينًا آخر من قبل الحكومة والجيش الإسرائيليين أنه عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين، فإن حقوق الإنسان الأساسية ليست ذات صلة".