Menu

وسط مشاركة واسعة..

بالصورالجبهة الشعبيّة في سوريا تُحيي انطلاقتها الـ54 وتنظّم حفل استقبال

دمشق _ بوابة الهدف

أكَّد نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين أبو أحمد فؤاد، على "ضرورة إنهاء الانقسام وبناء منظمة التحرير وفق رؤية سياسيّة وتنظيميّة جامعة وموحّدة لشعبنا تضمن له الحق في انتخاب ممثليه، ويوفر إطلاق يده في ممارسة حقه في مقاومة الاحتلال بكافة الوسائل وفي مقدمتها المقاومة المسلحة والشعبية كشكل متفق عليه ومتاح، كأحد ومخرج من مخرجات اجتماع الأمناء العامين بضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة لرفع كلفة ما يدفعه الاحتلال مع النضال من أجل تغيير موازين القوى في الساحة الفلسطينية لصالح قوى شعبنا ومقاومته".

وأشار فؤاد خلال حفل استقبال نظّمه المكتب السياسي للجبهة الشعبيّة في العاصمة السوريّة دمشق، يوم أمس الاثنين، بمناسبة الانطلاقة الـ54 للجبهة، إلى أهمية "العمل لأجل تعزيز صمود شعبنا في إطار برنامج ورؤية اقتصادية مقاومة، بعيدًا عن الاقتصاد التابع للسياسة والقوانين الصهيونيّة".

وخلال الحفل، استهل الرفيق عمر مراد مسؤول فرع سوريا في الجبهة الحفل بكلمة رحّب خلالها بالحضور، موجهًا التحيّات لكل فصائل المقاومة ولكتائب الشهيد أبو علي مصطفى ، مُشيدًا ببطولات الجبهة الشعبيّة منذ تأسيسها وحتى اليوم.

وقدّم الرفيق أبو أحمد فؤاد خلال الحفل كلمةً ركّز فيها على آخر المستجدات على الساحتين الفلسطينيّة والعربيّة، كما أرسل فؤاد خلال كلمته التحيّة لأرواح شهداء الثورة الفلسطينيّة والجيش العربي السوري وجيش التحرير الفلسطيني وأحرار العالم، مع الوقوف دقيقة صمت اجلالها لأرواحهم.

وقال أبو أحمد فؤاد: "نحيي وإياكم الذكرى الرابعة والخمسين لانطلاقة جبهتنا المظفرة وحزبنا الذي تعمدت مسيرته بالدماء والتضحيات الجسام مع الوفاء والانحياز للعمال والفقراء والمسحوقين والمناضلين.. إن حزبنا الذي تفولذ في معارك الدفاع عن الثوابت والحقوق وفي طليعتها حق العودة والتحرير.. هذه مسيرة زاخرة بالبطولات والمواقف المبدئية، ونحن نحيي الذكرى، نقولها بالفم الملآن، إنها مسيرة حكمتها عقيدة مقاومة ووحدوية جامعة لشعبنا وقواه الوطنية، وتعمل وتناضل من أجل شراكة وطنية تتجسد في الميدان، فحزب جسد شعاره الرأس بالرأس، ووراء العدو في كل مكان وثورة حتى التحرير، فكان هذا الشعار ترجمة للفعل والسلوك، وأوجه التحية اليوم إلى رفاقي وهم يحولون انطلاقتكم هذا العام محطة للالتحام مع الأسرى الأبطال في معارك الأمعاء الخاوية، وهي معارك تتسم بالبطولة والشرف والحرية التي يخوضونها ضد السجان، انتصارًا لعذابات شعبنا وتعزيزًا لصموده".

وشدّد فؤاد على أنّ "تعقّد وصعوبة العملية السياسية ومتغيراتها، تدفع أمامنا السؤال الدائم الحضور، وهو كيف ومتى وأين يمكن إنهاء الانقسام واستعادة وحدتنا الوطنية، وما هي المكانة والدور الذي تتربع على عرشه الجبهة في هذه المسيرة، فانطلاقًا من حجم المسؤولية الوطنية والأخلاقية والتي تقف أمامها الجبهة، اتخذت قرارًا بإجراء حوارات وطنية مع حركتي فتح وحماس ومع باقي القوى السياسية والمجتمعية الفلسطينية استمرارًا لجهودها بالعمل لإحداث اختراق جدي في جدار الانقسام المقيت مع الحرص على إطار الرؤية الوطنية للجبهة لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة، مع قراءة مخاطر الواقع السياسي الراهن، وما تركه في الحالة السياسية الانقسام من مشكلات ومخاطر وتحديات، مع لحظ النهج الصهيوني الثابت القائم على السلام الاقتصادي، والرشاوي المعيشية والحياتية مقابل الأمن، وتسكين حالة الصراع، ومحاولة تجريده بالتسهيلات والتفاهمات والأموال مع بقاء انسداد وفشل مسار التسوية، مما يضفي وما يزيد في عبثية هذا المسار".

ودعا فؤاد إلى "تطبيق قرار الانتخابات الشاملة، على أساس الشراكة الوطنية، بعيدًا عن نهج التفرد، لا نريد أن تبقى المؤسسة الوطنية حكرًا على طرف بعينه، وإدارة الاختلافات والخلافات الوطنية في إطار المشروع الوطني على قاعدة التعددية الديمقراطية والسياسية".

وبخصوص الموقف من المشاركة في المجلس المركزي أو أيّة مؤسّسات للمنظمة بحالتها الراهنة، لفت إلى أنّ "م.ت.ف تعيش أزمة عميقة على المستوى السياسي، في ظل الواقع السياسي والإداري والتنظيمي الحالي في المؤسسة الوطنية القائمة على نهج التفرد والهيمنة، لذلك المطلوب الاتفاق على الرؤية السياسية والتنظيمية والإدارية لكيفية إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني يكون المدخل فيه منظمة التحرير، أو الاتفاق على مرجعية وصيغة الأمناء العامين أو مجلس انتقالي مؤقت لمرحلة معينة أو لجنة تفعيل وتطوير المنظمة وبعدها نذهب للانتخابات الشاملة".

وتابع فؤاد: "بخصوص أيّة دعوات تشكيل حكومة فمن الضروري الاتفاق على برنامجها السياسي بعيدًا عن الالتزامات باتفاقات أوسلو، وألا تكون مقيدة بشروط الرباعية، ويجب تشكيل القيادة الوطنية الموحدة لتتولى إدارة عملية التصدي للاحتلال على الأرض".

كما شدّد فؤاد على ضرورة "إعادة بناء المنظمة بما يضمن عدالة وشمولية التمثيل تجسيدًا لمبدأ الشراكة الوطنية، والتخلص من نهج التفرد والتحلل من نهج أوسلو والتزاماته".

وحول قراءة أهمية معركة سيف القدس ، فأشار إلى أنّ "الإمكانيات التي استخدمت، كان معظمها تطوير محلي، من صنع مقاتلي المقاومة، وهذا أمر هام جدًا، والمعركة كلها من داخل الأرض الفلسطينية، وليس من الحدود العربية".

وبيّن أنّ "المدن والمستوطنات التي وصلت لها صواريخ المقاومة، لم يسبق أن وصلت لها في الحروب السابقة، وهذه المعركة وحدت كل الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه مع دعم وإسناد الشعب العربي والصعيد الدولي، بل وأعادت هذه المعركة القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية والمؤسسات الدولية، ومهدت لما يجري الآن من مقاومة مستمرة ومتصاعدة على طريق الانتفاضة".

وبشأن الوضع العربي على الصعيدين الشعبي والرسمي، أوضح أنّ "الحالة الشعبية العربية، رغم تعقيدات الحالة الرسمية العربية، وتراجع مواقف بعضها عن دعم نضالات الشعب الفلسطيني وقيامها بفتح سفارات في كيان الاحتلال، إلا أن الحالة الشعبية وغير الرسمية، فما زالت تدعم نضالات، ومقاومة الشعب الفلسطيني، لذا ينبغي على م.ت.ف وفصائلها المختلفة، رسم سياسة تواجه خطوات التطبيع بتعميق التعاون مع الحالة الشعبية والمؤسسات الرافضة للتطبيع، بما يوقف حالة التردي في موقف بعض الأنظمة من الموضوع الفلسطيني ونضالات شعبنا الساعية لاسترداد حقوقه من الاحتلال وعلى مختلف الأصعدة".

ورأى فؤاد أنّ "تعميق الصلة والتعاون مع محور المقاومة، أضحى مهمة ملحة ذات أهمية ينبغي تطويرها بشكل دائم بما يدعم نضالات شعبنا لاستعادة حقوقه بالتحرير والعودة، وتقف في طليعة هذا المحور سورية و إيران وحزب الله واليمن، لما لها من دور هام في دعم مقاومة ونضالات شعبنا التواق للحرية والاستقلال".

وفي ختام كلمته، شدّد فؤاد على أنّ "الجبهة حاضرة وجذورها عميقة في الأرض، ولا يمكن لأي إجراءات أو قرارات أو استهداف أن يكسر إراداتها أو يكسر روح المقاومة فيها، لكن ينبغي أن نكون على قدر المسؤولية النضالية والتاريخية بتعزيز العامل الذاتي حتى تشكل رافعة حقيقية لمشروع الجبهة ورؤيتها، ونؤكّد للقاصي والداني، أننا قوة مهمة في الشارع وصمام أمان للوحدة الوطنيّة، ولذلك على الجميع شحذ الهمم ونفض الغبار والكسل، بما يحقق استنفار كل طاقات الجبهة لإنجاز هذا الهدف، ونحن واثقون أنكم يا رفاقنا البواسل ستكونون على قدر المسؤولية الوطنية والتاريخيّة".

8.jpg
5.jpg
6.jpg
3.jpg
4.jpg
2.jpg
1.jpg