دان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، التعسف والعنف الذي مارسه أفراد من شرطة البلديات في خانيونس خلال عملهم على إزالة بسطة في ساحة القلعة بخان يونس جنوب قطاع غزة.
وأكَّد المركز في بيانٍ له، على "حق البلدية وواجبها في تنظيم الشوارع، ولكن ينبغي أن يتم ذلك في إطار احترام حقوق الإنسان وعدم مواجهة التجاوزات بتجاوزات من قبل المكلفين بإنفاذ القانون".
وتابع المركز: "وفق للمعلومات التي حصل عليها المركز، ففي حوالي الساعة 6:00 صباح يوم أمس الثلاثاء الموافق 22/2/2022، وصلت عربة نصف نقل تتبع بلدية خان يونس، مصحوبة بأربعة موظفين وعنصرين من شرطة البلديات، إلى منطقة ساحة القلعة حيث توجد بسطات لبيع المشروبات الساخنة وأخرى لبيع الهواتف المحمولة. وقام موظفو البلدية بسحب بسطة متنقلة لبيع المشروبات الساخنة باتجاه عربة البلدية، بالتزامن مع وصول صاحبها المواطن رمضان صلاح عبد المطلب شراب، 25 عامًا، حيث لحق بموظفي البلدية وتجادل معهم وأعاد بسطته لمكانها. والتفت عربة البلدية حول المكان وأعاد موظفو البلدية مصادرة بسطة المشروبات ورفعوها إلى الشاحنة، وسط مشاحنات مع المواطن المذكور الذي تمدد أمام العربة لمنعها من التحرك، قبل أن يحضر إلى المكان أيضا شقيقيه شعبان، 23 عاما، وعبد اللطيف، 16 عاماً، فيما أفاد رمضان شراب لباحث المركز، بما يلي: لمنع عربة البلدية من التحرك، تمدد شقيقي شعبان بين عجلتي العربة، فيما صعدت أنا إلى الجزء الخلفي من العربة وهي نصف نقل بهدف إنزال البسطة، وسط جدال مع موظف البلدية. خلال ذلك، أخذ أحد أفراد الشرطة العصا الحديدية الخاصة التي ترفع عليها مظلة البسطة، وبدأ ينخز بها أخي شعبان الممد نصف جسده أسفل سيارة البلدية، وضربه عدة ضربات خفيفة وكان يطلب منه القيام من أسفل السيارة، ولكن أخي كان مصرًا على البقاء لمنع تحرك سيارة البلدية. ومع إصرار أخي والجدل في المكان، الذي استمر حوالي نصف ساعة، توافقت مع موظف البلدية على إنزال البسطة. وبالفعل لدى محاولتنا إنزالها، انزلقت منا للأسفل ووقعت على الأرض لأنها ثقيلة وبها أنبوبة غاز، وتحطم بعض زجاجها. خلال ذلك قام أخي من أسفل السيارة وعندما شاهد البسطة وجزء منها مكسر، بدأ يردد “حسبنا الله ونعم الوكيل،” فضربه أحد عناصر الشرطة بقبضة يده في وجهه أسفل عينه، في حين كان الشرطي الآخر يلوح بالعصا الحديدية الخاصة بالمظلة دون أن يضرب بها. وكان العديد من المواطنين يصورون ما يجري، وجرى تداول ما حدث بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي. بعد ذلك انسحبت البلدية والشرطة من المكان دون مصادرة البسطة. وفي حوالي الساعة 7:30 صباحًا، توجه أخي شعبان إلى الشرطة لتقديم شكوى، ولكن طلبوا منه الحضور بعد الساعة الثامنة صباحًا. وفي هذا التوقيت، الثامنة صباحاً، وصلت دورية شرطة إلى المكان وطلبوا مني مرافقتهم إلى مركز الشرطة وأخذوا إفادة على ما حدث وأبلغوني بوجود شكوى ضدي ووجهوا لي تهمة عرقلة عمل البلدية، وأبلغوني بوجود قرار بتوقيفي مدة 24 ساعة واحتجزوني في النظارة بالمركز. وقبل الظهر جاء عمي علاء الدين شراب وأبلغني أنه كفلني وأفرج عني وأبلغني أنه تم إنهاء الموضوع حيث أحضر أخي شعبان، ومن ثم توجهنا إلى نائب محافظ الشرطة وأبلغناه بما حدث، واعتبر أن الصور التي انتشرت نقلت صورة مسيئة، وجرى الاتفاق على أن يجري تسجيل فيديو مع أخي شعبان يوضح الأمر ويخفف من وطأة ما حدث. وبالفعل خرجنا من عنده، وقام أحد الأفراد المدنيين من طرف الشرطة بتسجيل مقطع فيديو لأخي شعبان يوضح فيه الأمر، خارج مركز الشرطة على هاتف محمول له، ومن ثم توجهنا إلى أمن الشرطة وتقدمنا بشكوى حول ما حدث من الشرطة".
وأشار المركز إلى أنّ "بلدية خان يونس أصدرت توضيحًا للأحداث جاء فيه أن "ما قامت به بلدية خان يونس يهدف إلى تنظيم البسطات الدائمة والثابتة على مدار الساعة التي تغلق الشوارع بالكامل وتعيق الحركة المرورية وأصبحت تشكل عائقًا أمام حياة المواطنين، وتم إخطار أصحاب البسطات بعدم مبيتها في الشارع مع السماح لهم بأن تكون البسطات متحركة، إلا أن أحد أصحاب البسطات لم يلتزم بالنظام، وقام أحد المواطنين من أصحاب البسطات بالاعتداء على موظفي البلدية والشرطة باستخدام "عصا مظلة البسطة" كما يظهر في الفيديو المتداول، لكن الشرطي قام بتخليصها ونزعها من المواطن وليس الاعتداء عليه كما يُروج له، وتم اتخاذ الإجراءات المتبعة بحق المخالفين للنظام، وأعلنت البلدية أنها فتحت تحقيقاً داخلياً للوقوف على الأسباب التي أدت إلى تصعيد الموقف والسعي لعدم تكرارها".
وطالب المركز، النيابة العامة بفتح تحقيق في الاعتداء وملابسات إزالة البسطات ومحاسبة المتورطين فيه، فيما دعا البلدية إلى وضع آليات مناسبة لإنفاذ قرارات التنظيم، بما يراعي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين