علّق الباحث والمحلل السياسي أحمد الطناني، مساء اليوم الأربعاء، حول إمكانية تدخل المقاومة في غزة لإسناد القدس وجنين.
وقال الطناني، في تصريحات صحفية، إنّ "المقاومة بكل تشكيلاتها ومرجعياتها لا تهوى الحرب ولا ويلاتها، والتي بالمناسبة اول من يدفع ثمنها هي المقاومة وكوادرها وحاضنتها الشعبية، إضافة لاستنزاف مقدراتها التي لم تأتي عبر بريد (DHL) او تم طلبها عبر متجر (AliExpress)".
وأضاف: "بئسّت المقاومة وبئست مواردها وبئس مبرر وجودها ان سمحت بالاستفراد بأي ساحة، أو مدينة او قرية او حارة او حتى مجموعة فلسطينية، فما بالك بقبول ان تقف موقف المتفرج في المحطات الكبرى، وادعي ان القدس بكل ما فيها "مساجدها، كنائسها، بيوتها، أهلها، وكل بقعة فيها" هي محطة كبرى وخط أحمر.
وتابع : "بالتأكيد أن التدخل العسكري للمقاومة من قطاع غزة للذود عن القدس، او عن جنين، او عن النقب، لن يكون أول الخيارات، لكنه يجب ان يكون خياراً حاضراً وموجوداً، فلا عودة للوراء، والمقاومة في قطاع غزة ليست مقاومة "غزاوية" بل هي مقاومة "فلسطينية" ملك للشعب الفلسطيني، ووجدت للدفاع عن الشعب الفلسطيني".
وشدد على أنّ "ما تحقق في "سيف القدس" من ترابط لساحات الفعل الفلسطيني، هو منجز يستحق ان يُدفع في سبيله الغالي والثمين، فالشعب الفلسطيني بكل أماكن تواجده يدشن مرحلة جديدة من تنامي وتصاعد الروح والفعل الثوري، بدءاً من أهلنا في الداخل المحتل، مروراً بالضفة، وصولاً لغزة، وليس انتهاء بالشتات، وهو اشتقاق لمسار استراتيجي جديد يتكامل فيه الفعل الفلسطيني، تتكامل فيه أدوات الكفاح المسلح والشعبي، ويتكامل فيه الفعل الجغرافي بين كل الساحات".
وأكد أنّ "قيادة فصائل المقاومة ليست مراهقة ولا وليدة اللحظة، ولا تأخذ قرارتها وفق متطلبات اللحظة، بل هي تتدارس وتتفاعل، وترصد وتحلل، وتضع كل السيناريوهات قبل اتخاذ أي قرار".
واعتبر أنّ "العدو الصهيوني لن يتوانى عن الايغال في الاجرام بحق شعبنا في كل أماكن تواجده، ولا يلجمه ويضع حداً لإجرامه سوى المقاومة، ولو كان الخيارات "السلمية" فعالة لما ابتلع الاستيطان الضفة المحتلة بعد سنوات من المواجهة بزراعة التفاح والليمون".
وختم: "الدعوة للاجتماع الوطني اليوم بقطاع غزة للتشاور حول سبل الرد والمواجهة، كانت بحد ذاتها مدعاة لان يخرج مكتب رئيس وزراء الكيان بتصريح ينفي فيه وجود نوايا لـ"ذبح قربان" في ساحات المسجد الأقصى، وتصريح الشرطة الصهيونية بإبعاد المسؤول عن الدعوة عن المسجد الأقصى، هذه التصريحات وان لم تكن كافية لأن سمة الاحتلال هي الغدر، فهي تعكس مدى الخشية عند الاحتلال من إمكانية فتح كل الساحات للمواجهة معه بما فيها ساحة غزة، والاحتلال يعي تماماً ان القدس سبباً كافياً لكل شعبنا الفلسطيني للانتفاض بكل ما اوتي من قوة للدفاع عنه".