قال الباحث والمحلل السياسي أحمد الطناني، اليوم الأحد، إنّ "استشهـاد الأسير المحرر داوود الزبيدي سيفتح الباب أمام مزيد من انخراط المسلحين المحسوبين على كتـائـب شــهداء الأقصى في عمليات المقاومـة المسلحة في مخيم جنين، ارتباطاً بدرجة أساسية أن الشهيـد هو محسوب على حركة فتح وشقيق القيادي البارز في كتائـب الأقصى وأحد أبطال نفق الحرية زكريا الزبيدي".
ولفت الطناني في تصريح له، إلى أنّ "الحالة المقاومـة المتصاعدة في محافظة جنين اجمالاً تحظى بالتفاف شعبي واسع ظهر جليًا في العديد من المحطات، أهمها حجم التصدي الشعبي المرافق للمقاومين والذي يحوّل كل عملية اقتحام أو محاولة اعتقال إلى مهمة صعبة لجيش الاحتلال وهو ما يتحدث عنه ضباط وجنود الوحدات الخاصة إضافة لأبرز الصحفيين في كيان الاحتلال".
وبيّن الطناني أنّ "كل المؤشرات تؤكد أن محاولة الاحتلال وعملية (كاسر الأمواج) التي تستهدف القضاء على خلايا المقاومة التي تتوسع في شمال الضفة المحتلة هي حتى الآن فاشلة ولم تحقق أي نتيجة تُذكر، بل إن زيادة الضغط الموجه على هذه الخلايا يزيد من عصبها ويزيد من حالة التضامن والتكامل الشعبي معها، إضافة للزيادة في عدد الملتحقين بها".
وتابع الطناني: "في ذات السياق من الواضح أن هناك تمرس أكثر وتنامي في الوعي وبشكل خاص الأمني والقدرة على التعامل مع محاولات الاحتلال (جز العشب) في قيادة الحالة المقاومة في جنين بشكل خاص، إذ أن عدد محاولات الاعتقال الفاشلة يفوق عدد محاولات الاعتقال الناجحة وهذا الأمر ليس في المخيم فقط، بل في المخيم والمدينة والقرى، فالاحتلال فشل في اعتقال أبرز المطلوبين وجزء منهم هو مطارد منذ ما يقارب العام وينجح في الإفلات من قبضة الاحتلال".
وشدّد الطناني أنّ "السيناريو الأكثر رعباً الذي يخشاه الاحتلال، هو انتقال التوجه الغالب للمقاومين من الحالة الدفاعية للمبادرة الهجومية عبر تبني خيار تنفيذ العمليات في العمق الصهيوني أو باستهداف قطعان المستوطنين ودوريات الجيش، اذ أن هذا التوجّه يعني تحول العشرات من المقاوميـن إلى استشهادـيين محتملين، وهذا السيناريو يتعزّز كلما أخذت هذه الحالة مساحة في التنظيم والتوسع والخبرة القتالية والأمنية التي تترافق مع التأثر الشخصي والجمعي كلما ارتقى شهيدًا جديدًا أو حدث اعتداء صهيوني صارخ يلامس وجدان كل فلسطيني على غرار الاعتداءات على المسجد الأقصى واستشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة".