نظمت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في قطاع غزة مسيرة جماهيرية حاشدة دعماً وإسناداً لرفيقها الأسير المضرب عن الطعام منذ 29 يوماً القائد بلال كايد وتعبيراً عن الرفض القاطع لسياسة الاعتقال الإداري.
انطلقت المسيرة - التي تخللها عرض كشفي -من مفترق السرايا وصولاً إلى ساحة الجندي المجهول في مدينة غزة بمشاركة حاشدة من الرفيقات والرفاق وكوادر وأعضاء المنظمات الحزبية وأعضاء المكتب السياسي للجبهة وعدد من ممثلي القوى الوطنية والإسلامية، ومتضامنين إيطاليين.
رفع المشاركون أعلام فلسطين ورايات الجبهة الشعبية وصوراً للأسير بلال كايد حاملين شعارات تدين سياسة الاعتقال الإداري وأخرى تطالب بضرورة الإفراج الفوري عن الأسير كايد وعن كافة الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال.
بدوره، وجه عريف الحفل الرفيق سعيد المجدلاوي التحية الثورية لصمود الرفيق بلال كايد وثباته على إضرابه عن الطعام متقدماً بتحية الفخر والاعتزاز إلى أسيراتنا وأسرانا البواسل في داخل باستيلات الاحتلال، والذين يناطحون المخرز، ويواجهون مصلحة السجون وممارساته وانتهاكاته وقمعه.
وفي كلمة باسم الجبهة الشعبية أشار عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الرفيق محمد مكاوي إلى أن الاعتقال الإداري بحق الرفيق كايد لمدة ستة شهور بعد انتهاء فترة محكوميته البالغة أربعة عشر عاماً ونصف، يشكّل حالة فريدة وسابقة خطيرة، مؤكداً على أن هذه الجريمة الاحتلالية هي التي أشعلت السجون، وأدت إلى دخول أسرى الجبهة الشعبية في صدام متواصل مع مصلحة السجون.
وفي سياق كلمته تطرق مكاوي إلى المضايقات التي يتعرض لها أسرى الجبهة داخل السجون الصهيونية من حملات مسعورة ومن مداهمات للأقسام وقمع للأسرى، إلى حملات نقل الأسرى وقيادات الجبهة إلى سجون أخرى، ومنع زيارات الأهل عنهم حتى إشعار آخر، وعزل البعض المؤثر من قيادات الجبهة.
ولفت مكاوي إلى أن الوسائل الانتقامية وأساليب الترهيب والترغيب التي تمارسها مصلحة السجون بحق الأسير كايد ورفاقه، والتي كان آخرها التهديد بابعاده أو استمرار اعتقاله وعزله لن تكسر إرادة رفاقنا الأسرى، ولن تنجح في وقف هذه المعركة التي فتحت الباب على مصراعيه لمواجهة جديدة ضد سياسة الاعتقال الإداري الإجرامية التي يكتوي بنارها مئات المناضلين.
كما حمّل مكاوي الاحتلال الصهيوني المسئولية الكاملة عن تبعات قرارها الإجرامي بحق الأسير كايد، وتحويله إلى الاعتقال الإداري، خاصة بعد تدهور حالته الصحية واحتمالية نقله للمستشفى، واستمرار الضغط المتواصل عليه وعلى أسرى الجبهة.
وعبر مكاوي عن دعم الجبهة وإسنادها للخطوات النضالية التي دشنها الرفاق في سجون الاحتلال انتصاراً لرفيقهم كايد، والتي لن تتوقف إلا بانتزاعه الحرية من أنياب هؤلاء الجبناء،مشيداً بموقف الحركة الأسيرة الذي أكد على تضامن الحركة الأسيرة الكامل مع الأسير البطل بلال كايد والوقوف إلى جانبه في حقه المشروع في الحرية الفورية.
وقال مكاوي: " لقد أعاد القائد بلال كايد بصموده وبمعركته التي يخوضها ورفاقه الاعتبار إلى العمل الوحدوي داخل سجون الاحتلال، وحرك المياه الراكدة، بعد سنوات طويلة من الانقسام، حيث يعتبر إصدار بيان موحد باسم الحركة الأسيرة بعد سنوات طويلة أمس إنجازاً صاحب الفضل له الأسير القائد بلال كايد".
وشدد مكاوي على ضرورة المشاركة الشعبية الحاشدة والمتواصلة والمتنوعة في الفعاليات المساندة للأسرى وحقوقهم العادلة بشكلٍ عام، ومعركة الأسير بلال كايد بشكلٍ خاص، مستغلاً هذه المناسبة لتوجيه الشكر لكل أحرار العالم والمؤسسات وأصدقاء شعبنا في العالم أجمع والذين نفذوا ونظموا فعاليات مساندة للأسرى وللبطل كايد تحديداً.
على صعيد متصل دعا مكاوي منظمة التحرير الفلسطينية وهيئة شئون الأسرى وكافة المؤسسات القانونية لتسخير كل جهودها من أجل تدول ملف الأسرى، ونقله إلى المحاكم الدولية خاصة محكمة الجنايات الدولية، ومجلس حقوق الإنسان، والأمم المتحدة لتجريم الاحتلال وسياساته الممنهجة بحق الأسرى وخصوصاً سياسة الاعتقال الإداري.
وفي ختام كلمته قال مكاوي"كلنا ثقة بأن الرفيق بلال كايد ورفاقه على موعد قريب مع الانتصار في هذه المعركة، فالحرية صبر ساعة، سينقشها تاريخنا المعمّد بالتضحيات بحروف من ذهب باسم من صبر وصمد وانتصر".
من جانبه ألقى الدكتور عبد الله أبو العطا كلمة القوى الوطنية والإسلامية أكد فيها على أن تحويل الأسير القائد بلال كايد للاعتقال الإداري بدل الإفراج عنه هو مخالفة واضحة وصريحة وانتهاك للقانون الدولي والإنساني واستخفاف بالمجتمع الدولي وتؤكد على مدى الانحطاط الوقاحة الذي وصل إليه العدو الصهيوني.
وطالب أبو العطا كافة القوى الصديقة وكافة الهيئات الدولية والمجتمع الدولي والصليب الأحمر وكل شعوب وبرلمانات العالم بتحمل مسئولياتهم الإنسانية والأخلاقية لمتابعة قضية أسرانا العادلة وسرعة العمل من أجل الإفراج عنهم.
وشدد أبو العطا على ضرورة مواصلة شعبنا لانتفاضته الباسلة وتصعيد المقاومة وتكثيف الجهود في مواجهة الاحتلال المجرم داعياً إلى توحيد الموقف الفلسطيني الرسمي وإنهاء ملف الانقسام وكل تداعياته الخطيرة.
وختاماً قال أبو العطا "الأسرى هم الأبطال الذين يكتبون بدمهم لفلسطين وهم أسطورة التحدي وصمام الأمان وعنوان وحدتنا،هم خط المواجهة الأمامي والمتقدم في الدفاع عن شعبنا وقضيتنا، رافعين شعار إما الحرية أو الاستشهاد".