Menu

"الأونروا" تُهدد موظّفيها.. وتسعى لتجريد الفلسطينيين من وطنيّتهم

وكالة الغوث

غزة_ خاص بوابة الهدف

قالت نائبة رئيس اتحاد الموظفين العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، د.آمال البطش، إنّ ما تُحاول الوكالة فرضه فيما يتعلّق بتغيير المناهج وتحويرها وحرفها عن المسار الوطني يُمثّل "محرقة عقول، ومسح لذاكرة أطفالنا الطلبة".

وأكّدت في اتصال هاتفي لـ"بوابة الهدف" أنّ إدارة "أونروا" لم تردّ حتى اللحظة بشأن الاعتراضات على تغيير المناهج، لا بالسّلب ولا بالإيجاب. نافيةً ما كان صرّح به المفوّض العام للوكالة بيير كرينبول، قبل أيام، بأنّ "الأونروا لن تجري تغييرات إلا بالاتفاق مع السلطة الفلسطينية"، مُستدركةً بالقول إنّ "التغييرات كانت تحدث، والدورات التدريبية لتطبيقها كانت ستبدأ، قبل أن يُوقفها ويمنعها الاتحاد".

لا يُمكن مسح التاريخ

وانتقدت د.البطش تصريحات كرينبول، التي برّر فيها التغييرات في المناهج المدرسية الفلسطينية، بأنّها تأتي تماشياً مع الأوضاع المحيطة، وللحفاظ على المؤسسة، وتقديمها للخدمات.

وعقّبت على ذلك بالقول "هذا ليس مبرراً، فمسحُ التاريخِ لا يمكن القبول به، ولا يمكنُ السماح به بحجّة الظروف المحيطة ولا الضغوط من المُمولين".

وجدّدت التأكيد على أنّ وكالة الغوث لم تتعهّد بأنها لن تُغيّر المناهج، وتتعامل في هذا الملف بمُنتهى الاستهتار بمشاعر اللاجئين وحقوقهم ومطالبهم.

وقالت نائبة رئيس اتحاد موظفي الأونروا أنّ هذه الأخيرة "لو كانت مُحايدة بالفعل، لماذا تتبنّى مواقف ضدّ الفلسطينيين؟!، كما أنّها لو كانت حريصة على تطبيق الحياديّة، عليها أن تُراجع المناهج الإسرائيلية المليئة بالحقد والتحريض والدعوات للكراهية، واضطهاد الفلسطينيين إضافة للممارسات والانتهاكات بحقّهم على الأرض".

وأضافت "ان الوكالة هي مؤسسة تُقدّم خدمة إغاثة وتشغيل وحماية اللّاجئين الفلسطينيين، وعليه يجب أن تلتزم بهذا التفويض المُقدّم لها، وألّا تكون أداة للضغط على الفلسطينيين"، مُشيرةً إلى أنّ اتحاد الموظفين حريص كل الحرص على هذه المؤسسة وحمايتها وعدم التعرض لها؛ من أجل استمرار خدماتها للاجئين الفلسطينيين، في ظل القهر والحصار المُعاش".

ملفّ رئيس الاتّحاد

وحول المستجدّات في قضيّة إيقاف رئيس الاتحاد د.سهيل الهندي، قالت د.البطش إنّ إدارة الوكالة ترفض مطالب الاتحاد بعدم المماطلة في هذا الملف، واتّخاذ قرار فيه بأسرع وقت، نظراً لخطورته وتأثيره على عمليات الوكالة في القطاع، وكذلك وضع الاتحاد.

وقررت "الأونروا" قبل عدّة أسابيع إيقاف الهندي عن العمل بكل مؤقت، إلى حين انتهاء التحقيق بشأن "ادّعاءات انتمائه لحركة المقاومة الإسلامية –حماس، وخوضه انتخابات المكتب السياسي فيها"، وهو ما نفته الأخيرة، عبر بيان رسمي أرسلته لـ"الأونروا".

وكان اتحاد موظفي "أونروا" طالبها بحلّ ملف الهندي، في موعدٍ أقصاه الاثنين –أي يوم أمس- والكفّ عن سياسة المماطلة، بحجّة إجراء تحقيقات، إلّا أنّ الوكالة رفضت إلزامها بـ"موعد محدد" لإنهاء الملف، وجدّدت ردّها على الاتحاد بأنّ ملف الهندي لن يُحل بالحوار، وسيتم اتّخاذ القرار بشأن استئناف عمله من عدمه، بعد الانتهاء من التحقيق الجاري. وفقاً لما أفادت به د.البطش.

يُشار إلى أنّ دولة الاحتلال كانت أمهلت إدارة الوكالة 4 ساعات فقط لاتّخاذ قرار بشأن الهندي، على خلفية مزاعمها "بعضويتّه في المكتب السياسي لحماس"، وهو ما نفّذته الوكالة بالفعل باتّخاذ قرار إيقافه بصورة مؤقتة، في حين تُواصل مماطلتها فيما يتعلّق بمطالب الاتحاد بالبتّ في القضية المعلّقة حتى اللحظة؛ وهو ما يعكس التناقض الصريح في سياسة هذه المؤسسة الأممية، وانحيازها الواضح ضدّ الفلسطينيين.

سياسة خطيرة.. وتهديدات!

وعلمت "بوابة الهدف"، من مصدر موثوق، بأنّ إدارة الوكالة أرسلت تحذيرات جدّية إلى أعضاء الاتحاد، باتخاذ إجراءات عقابية بحقّهم، في حال مواصلتهم "ممارسة العمل النقابي، والضغط على الأونروا لحل ملف الهندي بالحوار، وبدون انتظار نتائج التحقيق".

وقال المصدر "إنّ سياسة تعامل الأونروا في ملف الهندي خطيرة، وإنّ سكوت الاتحاد عنها، وانتظار قرار فصله، سيُمهّد الطريق أمامها لإيقاف أو فصل أو معاقبة أيّ موظف لديها، خاصة أعضاء الاتحاد، وقتما وكيفما تُريد، بلا رادع أو مُسائل".

وتابع "إنّ إدارة الوكالة تُحاول فرض واقع معيّن على موظفيها، بتجريدهم من انتمائهم الوطني، وجعلهم مُحايدين، وهو شيء خطير للغاية، فالاتحاد وموظفي الوكالة كافة هم فلسطينيّون أصحاب قضيّة، لا يُمكنهم أن يكونوا محايدين".

وفي الخطوات التي يُمكن أن يتّخذها الاتحاد في حال قرّرت الوكالة فصل د.الهندي كلّياً، قال المصدر لـ"بوابة الهدف": إنّ خطورة الأمر تكمن في أنّ هكذا قرار سيؤثر بالسلب على عمليات "الأونروا" كافة، وسيكون هناك تصعيد واسع على مستوى محافظات القطاع، ستتحمّل مسؤوليته الوكالة وحدها، كونها هي التي تدفع موظفيها، والاتحاد الذي يُمثّلهم، لمثل هذه التطوّرات.

وأكّد أنّ الاتحاد يُحاول مليّاً حل كل الإشكاليات بالحوار مع إدارة الوكالة، إلّا أن هذه الأخيرة تُواصل المماطلة وتُصرّ على تعطيل هذا الحوار واختلاق العقبات.

فعاليات

في السياق تُنظم لجان أولياء الأمور ولجان اللاجئين، بمشاركة اتحاد العاملين في وكالة الغوث، يوم غدٍ الأربعاء، فعالية احتجاجيّة تشمل محافظات القطاع كافة، تنديداً بمخططات الأونروا الهادفة لتغيير المناهج وطمس الهويّة الفلسطينية في المناهج المدرسيّة للطّلاب في المرحلة الأساسيّة.

وستُقام اعتصامات أمام مقرات مدراء المناطق كافة، بمشاركة الطلاب، تعبيراً عن رفض سياسة الوكالة الاستسلامية فيما يتعلّق بتغيير المناهج، كما ستنطلق مسيرة من أمام مكتب شؤون اللاجئين بمخيّم النصيرات وسط القطاع، وستتوجّه للاعتصام أمام مكتب مدير المنطقة التعليمية.

كما يُنظّم الاتحاد، بعد غدٍ الخميس، فعالية لمناسبة يوم الأرض الخالد الذي يُوافق 30 مارس. وذلك عند الساعة العاشرة، أمام مكتب غزة الإقليمي، للتأكيد على حق العودة للّاجئ الفلسطيني، وهو أحد قرارات الأمم المتحدة، إضافة للتأكيد على الحق بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة، وعاصمتها القدس .

ومن ضمن فعاليات الاتحاد، سيتم تخصيص الحصة الأولى في جميع مدارس وكالة الغوث في قطاع غزة للحديث عن ذكرى يوم الأرض، وذلك يوم الخميس الموافق 30 مارس.