Menu

هنيئا للأوفياء حملة المشعل في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

سلامة عبيد الزريعي 

بوابة الهدف الإخبارية

ونحن في رحاب معركة سيف القدس وأجواء الذكرى 74 للنكبة الأليمة وفي ظل حالة الزخم المقاوم، استكملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أعمال المؤتمر الوطني الثامن في أيار/ مايو 2022م، بتجديد هيئاتها القيادية على مستوى واسع وشامل لمختلف الساحات وبانتخاب الأسير أحمد سعدات أمينًا عامًا من وراء القضبان، عربونا للقادة الأسرى، وجميل مزهر نائبا له من قطاع غزة، وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية العامة، وصعود وجوه جديدة إلى المواقع القيادية. يُذكَر أن "سعدات" كان قد اختُطف بتاريخ 14 آذار عام 2006م من قبل قوات الاحتلال بعد اقتحامها لسجن أريحا التابع للسلطة الفلسطينية وحُكِم عليه بالسَّجن 30 عاماً، بعد أن وُجهّت إليه تهمة الوقوف وراء اغتيال الوزير الصهيوني "رحبعام زئيفي". فكيف تجلى الفكر الجبهاوي لدى رفاق الحكيم وأبو على مصطفي وغسان كنفاني وغيرهم من الأوفياء فيما غرسوه ليبقى المشعل متقدا إيذانا بالتحرير الموعود؟

 دأبت الجبهة في كافة مؤتمراتها على المناقشة بمسؤولية عالية للبرنامج السياسي في ضوء طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، صراعاً شاملاً ومفتوحاً، وعلى رفض المساومات التي تنتقص من حقوقنا التاريخية كاملة في فلسطين، وعلى مناقشة تقريراً سياسياً يعرض موقف الجبهة ويحدّده تجاه التطورات بين المؤتمرين وإقرار خطوط العمل والمهمات للمرحلة المقبلة.

وقد آثر عديد من الأعضاء التخلي طواعية عن مواقعهم في الهيئات المركزية وغيرهم، ممن حال نص النظام الداخلي دون التجديد لهم، وفتح أبواب التجديد في الهيئات المركزية أمام القيادات الشابة كتأكيد على الممارسة التشاركية المبنية على روح الديمقراطية الساعية للتحرر الوطني.

دون نسيان الجماهير في الداخل المحتل والقدس والضفة والقطاع والشتات، تأكيدا على التمسك باستمرار النضال من أجل هوية شعبنا الموحدة ومن أجل تحقيق أهدافه في العودة والحرية والاستقلال، وعلى استخدام كل وسائل النضال السياسية والجماهيرية والشعبية والكفاح المسلح في مقدمتها من أجل تحقيق أهدافنا وإلحاق الهزيمة بدولة الكيان، كما ويتناول المؤتمر التقرير الحزبي بالتركيز على المسألة التنظيمية باعتبارها الحلقة المركزية للحزب وإجراء التعديلات الضرورية على النظام الداخلي بالاستناد إلى التجربة الملموسة له.

ليس غريبا عن جبهة انغرست وأينعت فكرا أنبت أمثال هؤلاء الأوفياء لعهد الحكيم وغسان وأبو على، ووديع حداد، وأحمد اليماني، وعمر قطيش، عبد الرحيم ملوح، وغيرهم... ممن لا زالوا يقارعون جبروت الاحتلال الغاشم، واللذين ما زالوا يعبدون الأرض بإرادتهم التي لا تلين عهد الشهداء الأبرار، فلا زالت الجبهة تضخ فكرا ودما جديدا وزنود مفتولة وأعين ساهرة، بذهنية واعية متيقظة فهنيئا للأوفياء حملة المشعل في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

هوامش:

1: الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحمد سعدات، لاجئ من دير طريف قضاء الرملة، سكان مدينة البيرة، نائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، لم يسلم من الاعتقال والمطاردة، قائد ثوري أمضى حياته معتقلاً في سجون الاحتلال لسنوات، عزل انفراديا مدة طويلة، خاض عدة إضرابات مفتوحة عن الطعام احتجاجًا على سياسات العزل الانفرادي والاعتقال الإداري، يقبع حاليًا في سجن "ريمون".