قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين الرفيق جميل مزهر "أبو وديع"، إنّ "ارتقاء الشهيد المقاتل ابن كتيبة الدهيشة/ حراس المُخيم، أيمن محيسن يؤكّد على وحدة الدم والأرض والساحات والمصير، وعلى تصميمنا في الاستمرار على نهج الشهداء".
ولفت نائب الأمين العام للجبهة خلال كلمةٍ مسجلةٍ له بثت في حفل تأبين الرفيق أيمن محيسن في مخيم الدهيشة ب بيت لحم مساء أمس السبت، إلى أنّ "الرفيق أيمن كان جنديًا وفيًا من جنود المُخيّم، منتزعًا مكانته القياديّة في الميدان عبر تصديه للاقتحامات الصهيونيّة المتواصلة للمخيم، فلم يبخل بدمه وزهرة عمره من أجل الانتصار لمبادئه والتمسك بالثوابت والحقوق المشروعة لشعبنا، فهو الرفيق والمقاتل والأسير والجريح وأخيرًا الشهيد لينضم إلى قافلةٍ طويلةٍ من شهداء مدينة بيت لحم ومخيم الدهيشة".
كما وجّه الرفيق "أبو وديع"، تحيّة الإكبار والاجلال لمُخيّم الدهيشة "مخيم الفداء والتضحية والثورة الذي يواصل التصدي لجيش الاحتلال، وللرفاق حرّاس المخيم وكتيبته التي تتقدّم الصفوف بخطى ثابتة من نصرٍ إلى نصر مبددين كل مخططات الاحتلال، وليشكلوا قلعة للتحدي والصمود في مجابهة الاحتلال، فها هو عدونا المهزوم يُحاول يائسًا من جديد اللجوء إلى حرب الاغتيالات والملاحقة والاغتيالات واضعًا هدفه بتصفية الجبهة الشعبيّة في مخيم الدهيشة، لكن بسواعد وتضحيات رفاقنا ومقاتلينا في المخيم يفشل هذا العدو أمام قوّة وإرادة وعزيمة وتضحوية وشجاعة رفاقنا الذين يؤكّدون على الدوام بشلال الدم الهادر أنّهم أكثر قوة وعزيمةً وبأسًا وقدرةً على حماية المخيم من الغزاة الصهاينة".
وأكَّد مزهر أنّ "العدو يتوهّم إن اعتقد للحظةٍ أنّ حرب الملاحقة والاعتقالات والاغتيالات والاستهدافات يمكن أن تكسر إرادة المقاومة فينا، فأهلنا في المخيم شيبًا وشبابًا وزهرات يؤكدون يومًا بعد يوم بأنّ كل قطر ة دم ولحظة ألمٍ على فراق وكل دمعة أمٍ أو زوجةٍ أو ابنة ستحوّل المخيم وكل قلاعنا الثورية على امتداد الضفة إلى بركان ثوري لن يهدأ حتى التحرير والعودة، وسيُشكّل مهمازًا ثوريًا وملهمًا لكل ثوار شعبنا، فالجبهة إرادة ثوريّة لا تقبل الاقتلاع وعصيّة على التطويع، ومسارها مقاومة والمزيد من المقاومة في مواجهة الضربات المتواصلة والإرهاب الصهيوني، فالضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوّة وصلابة ومقاومة".
كما استذكر الرفيق مزهر القادة الأبطال، يُتابع: "نستذكر اليوم القادة في مقدمتهم شيخ المقاومين الجبهاويين بدران جابر، ورمز الصمود نادر العفوري، وثلة ممن رحلوا ممسكين بالمقاومة والثوابت فكرًا وممارسة"، فيما أشار إلى أنّ "العدو الصهيوني يواصل حربه الشاملة ضد شعبنا، ولكن صمود هذا الشعب وسواعد مقاتليه في كتائبنا المقاتلة تواصل التصدي لهذا العدو، فكل هذه الآلة الحربيّة الصهيونيّة غير قادرة على أن تخرج منتصرةً من أي بقعة في الوطن، سواء من غزة أو الضفة أو القدس أو في الداخل المحتل، فالمقاومة وكتائبها المنتشرة في كل ربوع الوطن ومن خلفها شعبنا يحرزون تقدمًا عليه، فلم يعد هذا العدو قادرًا على تسجيل انتصارٍ ولو بسيط في أي معركة، وخاصّة في معركة الوعي والرواية والتاريخ، حيث يفشل أمام صمود شعبنا وتمسكه بالهوية الوطنية، ولذلك عندما نرى شعبنا يقاوم بكل الأشكال فإنّنا نقترب أكثر فأكثر من النصر لأنّ هذا الكيان الصهيوني الزائل حالة طارئة وشاذة ومؤقّتة، وهذه الأرض والمستقبل لشعبنا".
وعاهد الرفيق مزهر في ختام كلمته الشهيد أيمن محيسن وكل الشهداء "بمواصلة طريق المقاومة مهما علت التضحيات، وأن تبقى المخيمات قلاعًا للعودة وبؤرة ثورية عصية على الانكسار والاقتلاع، وستشارككم قيادة الجبهة كل معارككم في كل مدينة ومخيم وقرية. شركاء في الدم والمصير والمبادئ الثورية، فلنواصل معاركنا ولنحوّل هذه الأرض إلى بركان يتفجّر تحت أقدام الغزاة الصهاينة، لأنّ شعبنا لن يتراجع إلا بدحر الاحتلال وتحرير كامل التراب الوطني.
واستشهد الأسير المحرر الرفيق أيمن محيسن العبويني (28 عامًا)، من سكان مخيم الدهيشة إلى الجنوب من بيت لحم، صباح الخميس الماضي، برصاص جنود الاحتلال الذين اقتحموا المخيم من عدة جهات بأعداد كبيرة من الجنود وأفراد الوحدات الخاصة.
ونعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين وكتائب الشهيد أبو علي مصطفى رفيقها الأسير المُحرّر ابن كتيبة الدهيشة/ حراس المخيم المقاتل أيمن محيسن الذي ارتقى دفاعًا عن أرض مُخيّم الدهيشة.