Menu

صور- تعرف على أنواع "السردين" طعام الفقراء في غزة !!

10877848_10204633303406083_1648618659_n

بوابة الهدف_ غزة_ مُعـاذ العامودي

السردين هو السمك الذي لا يختلف عليه أحد، محبوب الجماهير، وطعام الفقراء، والرغبة الأولى لدى المشترين حين تحط رحالهم على أول عتبات سوق السمك في مناطق قطاع غزة المختلفة.

ولهذا النوع من السمك، مواسم عديدة في قطاع غزة أولها في شهريّ فبراير ومارس من كل عام، ويتم اصطيادها بالضوء خلال الليل فيما يعرف بـ"اللَّوكسات"، والموسم الثاني شهريّ إبريل ومايو، حيث يتم اصطيادها عن طريق الشباك فيما يعرف بـ"المَلَاطِشْ"، والموسم الثالث في شهر سبتمبر وأكتوبر، ويتم اصطياده غالباً فيما يعرف بشباك "الشَنْشُولَة" أو "الشَنْشِيلَا" ذات اللون الأخضر والحجم الكبير".

وحول أنواع السردين التي يتم اصطيادها في بحر غزة يقول الصياد إسماعيل العامودي لـ"بوابة الهدف": هناك السردينة العريضة، والمبرومة، والقصَّاصِيَّة الصفراء، والانجليزية، والتركية، وأجودها المبرومة ما تعرف بسردينة الشتاء، تكون ممتلئة ومليئة بالدهون، وأسوأ الأنواع هي الإنجليزية الطويلة والرفيعة ذات العيون الواسعة والملساء.

ويضيف العامودي: كنا في السابق نصيد السردين بآلاف الفروش حتى تمتلأ السفن بها، أما اليوم فصيدها شحيح لأنها تحتاج إلى مسافات طويلة في البحر للدخول إليها وزوارق الاحتلال تمنعنا من تجاوز المسافة المسموح بها، 3 أميال فقط، ومن يتجاوز يطلق عليه النار.

وتعتبر السردين أكثر الأنواع شيوعاً في قطاع غزة، بعدها تأتي سمكة "الطرخون" و"السكُمبلا"، كما أنها مصدر الرزق الوفير للصيادين في القطاع نظراً لاصطيادها بكميات وفيرة، وإقبال الناس عليها بكثرة.

الصياد علي الجحجوح يقول لـ"بوابة الهدف": السردين هي السمكة التي يرغبها جميع الناس، خصوصاً العائلات الكبيرة والممتدة، فسعرها رخيص، وبالرغم من أنها سمكة مهاجرة ويتم اصطيادها في مواسم معينة، إلا أنها متواجدة دائماً ويمكن صيدها باستمرار لو فتحت المسافة البحرية لنا، فكنّا نصيدها على مسافة 11 ميل وفي كل أوقات السنة، حيث تعيش بأفواج كبيرة على "السَّبخْ" وهي المناطق الطينية في البحر.

ويضيف الجحجوح "السردين هي مصدر الرزق الوفير للصيادين، وموسمها موسم الخير لنا، كان الناس يشترون الكيلو من السردين المبرومة بعشرة شواكل لوفرتها، لكن اليوم تضاءلت الكميات كثيراً، وغاب سمك الفقراء الأزرق عن الأسواق إلا بشكل متقطع".

بائع السمك إبراهيم خليل قال في حديثه لـ "بوابة الهدف": الناس دائماً يسألوننا عن السردين، ويفضلونها عن باقي الأسماك لرخص ثمنها، واعتيادهم عليها... هناك أسماك أجود بكثير من السردين كـ "الهامور" والغزال والدِّنيس، لكن ثمنها مرتفع، وقليلٌ من الناس من يستطيع شراءها، لكن السردين في متناول الجميع، يأخذونها بكميات كبيرة، والناس لا تفرِّق كثيراً بين أنواع السردين، لكن هناك فرق واضح بين أنواعها، فأجودها المبرومة، وأٌقلها جودة الإنجليزية.

وكون السردين رخيصاً فهو ملاذ المحاصَرين، حيث يقول الحاج أبو علي حرب لـ"بوابة الهدف": " أنا أفضِّل السردين عن سواها من اللّحوم، فلديّ عشرة أبناء وأشتري رطلين من السردين بثمانين شيكل فقط نأكل منه حتى نشبع، نشويه ونقليه بالزيت ونعمل منه صينية على الفرن...."

ولأن الأسماك شحيحة بسبب الحصار "الإسرائيلي" على قطاع غزة، فإن الصيادين يصطادون السردين الصغير فيما يعرف بـ"البِزْرَة"، من خلال شباكٍ ذات عيون "فتحات" صغيرة جداً، ويقبل عليها الناس لأنها رخيصة فيبلغ ثمن الكيلو منها ثلاثة شواكل فقط، بالرغم من أنها متعبة جداً في تنظيفها وطهيِها.

وهكذا يهرب سمك الفقراء خلف زوارق الاحتلال في مسافات طويلة، فيما تخلو الأسواق منه إلّا في مواسمه وبشكلٍ ضئيل، ليبقى للفقراء رائحة السمك وولعُ الانتظار.