قال الحزب الاشتراكي المصري، إنّ "المنطقة شهدت وتشهد، تحولات استراتيجية على درجة كبيرة من الخطورة، تَمَثَّل جانبٌ مُهِمٌ منها في التطوّرات الهيكلية المُتسارعة، على صعيد العلاقة مع "إسرائيل"، ومن خلفها الولايات المتحدة، راعيها وحاميها، حيث يجري التسليم الكامل تجاه المشروع الصهيوني الاستعماري، والتخلّي الكُلِّي عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتسليم المنطقة، "تسليم مفتاح" لأمريكا والكيان الصهيوني المُغتصب، وتحقيق حلم الهيمنة الإسرائيلية على مصير المنطقة، واقتصادها، وثرواتها، على نحو ما شرح "شمعون بيرس" في مُخططه: "الشرق الأوسط الجديد"، الذي صاغه في تسعينيات القرن الماضي".
ولفت الحزب في بيانٍ له، إلى أنّ "الدولة الصهيونية تتأهب والمملكة السعودية لاستقبال الرئيس الأمريكي "بايدن"، مُنتصف الشهر القادم، وفي حديثه للإعلام، (يوم 12 يونيو)، شدَّد "بايدن" على أن رحلته القادمة إلى السعودية لا تتعلق بتسعير الطاقة بشكلٍ أساسي؛ وقال: "إن التزامات السعوديين لا تتعلق بأي شيئ له صلة بالطاقة، وإنما تختص بشيئ أكثر أهمية، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمن إسرائيل".
وتابع: "كما هو معلوم، فقد سبق للرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" أن دعا عام 2018، إلى إنشاء قوة عسكرية عربية ـ إسرائيلية مُشتركة، تحت مُسمّى "التحالف الاستراتيجي الشرق أوسطي" (Middle East Strategic Alliance – MESA) أو "الناتو العربي"، حسبما وصّفه وزير خارجية البحرين، "عبد اللطيف الزياتي"، كـ "حلف شمال أطلسي إقليمي، لمواجهة التهديدات المُحتملة على تل أبيب وحلفائها العرب"!!، وفي ختام "قمة النقب" (التي انعقدت في أواخر مارس الماضي)، أعلن وزراء خارجية الولايات المُتحدة و"إسرائيل" و مصر والإمارات والبحرين والمغرب، عن إقامة "مُنتدى دائم لتعزيز العلاقات بين دولهم"، وهو ما اعتُبر تشكيلاً استهدف مواجهة "النفوذ الإيراني" في المنطقة، ومأسسةً للتطبيع، على حساب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، اللذان غابا تماماً عن "القمة"!، كما صرَّح "يائير لابيد"، وزير الخارجية الإسرائيلي، في مؤتمر صحفي مع وزراء الخارجية المُشاركين في "قمة النقب" أن: "ما نقوم به هنا اليوم هو صنع التاريخ، بناء هيكل إقليمي جديد قائم على التقدُّم التكنولوجي، والتسامح الديني، والأمن والتعاون الاستخباراتي".
وأوضح الحزب أنّ "إجراءات بناء هذا الحلف ووضعها موضع التنفيذ، بدأت بنشر أنظمة رادار (إسرائيلية) مُتطورة للإنذار المُبكِّر، في الإمارات والبحرين لتعزيز دفاعاتهما الصاروخية، كما قامت السعودية بإلغاء القيود المفروضة على رجال الأعمال الإسرائيليين القادمين إلى المملكة، كبادرة لحُسن النوايا تجاه "الصديق" الإسرائيلي الجديد!، وأُعلن عن تحرُّك الولايات المتحدة، لإشراك إسرائيل في ترتيبات نقل السيادة على جزيرتي "تيران" و"صنافير" من مصر إلى السعودية!، ونخشى ما نخشاه، هو أن يكون الاجتماع القادم للرئيس الأمريكي "بايدن" في السعودية، حلقة هامة في إنشاء حلف صهيو ـ أمريكي شرق أوسطي، جيو ـ سياسي وعسكري، ينقل إسرائيل من قائمة الأعداء التاريخيين إلى قائمة الحلفاء الاستراتيجيين، في مواجهة إيران التي توضع في خانة العدو الرئيسي، وهو ما نُحَذِّرُ منه بشدة، ونرفضه رفضاً تاماً، لما يُمثله من مخاطر كُبرى على أمننا الوطني والقومي".
وأكَّد أنّ "السياسة المصرية كانت دائماً رافضة للارتباط العضوي بالأحلاف الاستعمارية، وخاضت معارك ضارية ضد "حلف بغداد" وأشباهه حتى أسقطتها، ورفض الشعب المصري وقاوم ببسالة سياسات التطبيع مع العدو، وظلت مصر حريصة على تجنُّب استدراج قواتها إلى الاشتراك في معارك خارج حدودها، أو استخدامها لأغراض لا تخدم أهدافها ومصالحها، أو توريط الوطن فيما لا طائل من ورائه، أو يضر بمستقبل البلاد، ويُسيئ إلى قيَّمها الإنسانية والحضارية الأصيلة، المُتوارثة جيلاً بعد جيل".