Menu

زيارة الحمد الله.. بروتوكول أم حقيبة حلول؟!

رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله

الهدف_غزة_محررون:

توالت الأنباء عن استقبال غزة لوفد رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، الذي يزور القطاع في ظروف صعبة يحياها منذ بدء الحصار، وحتى اشتداد الأزمة منذ العدوان الأخير على القطاع، إلى اليوم.

الفترة الماضية، لم تصمت الأفواه ولم تتوان لحظة عن الاستغاثة بالحمد الله، مذكرة إياه بواجباته، كرأس وواجهة حكومة توافق طال انتظارها، ورغم مضي وقت على ميلادها، إلا أنها لم تول قضايا القطاع "المأزوم" ما يستحق من أهمية، وربما لم تمكّن من العمل في القطاع، حسبما يرى كثيرون.

اليوم، تأتي الزيارة في أعقاب قرارات لمنظمة التحرير أعلنت وقف التنسيق مع الاحتلال بالصوت العالي، ودعت لزيارة وفد من فصائلها لقيادة حوار يعزز اتفاقات المصالحة السابقة، وتأتي أيضًا في ظل حديث آخر عن عروض تقدم لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" للانفراد بـ "دولة غزة" مقابل رفع الحصار، وميناء، ومطار، وأشياء أخرى.

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم أبراش قال للهدف: إن لم يأتِ الحمد الله للقطاع حاملاً حقيبة من المال، والحلول لمشكلات القطاع وأزماته بما في ذلك التوافق على الورقة السويسرية لحل أزمة موظفي القطاع، وتصور لحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي، وإغلاق المعابر، فإنني أرجح أننا ماضون في الطريق إلى "دولة غزة".

وتوقع أبراش أن الحمد الله لن يستطيع أن يقطع الطريق على دولة غزة لذلك فإن من جملة الرسائل التي تحملها الزيارة، رسالة تذكير بأن هناك عنوان للشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن قدرة الحمد الله ستكون "محدودة" أمام حل أي أزمة.

في ذات السياق رأي أبراش أن مفهوم نجاح أو فشل الزيارة مفهوما "نسبيا"، وقال: الفشل سيزيد من حالة انعدام الثقة والاحتقان التي تسود الشارع، والتي بدأت تظهر في المظاهرات الأخيرة احتجاجا على وضع الكهرباء، في جنوب القطاع، لكنني لا أتمنى ولا أحبذ الانفجار لأنه سيخلق حالة من الفوضى.

وأضح أبراش: السؤال، في وجه من سينفجر الناس؟ إسرائيل؟ فصائل منظمة التحرير؟ حماس؟ حكومة التوافق؟، هذا ما سيخلق حالة الفوضى.

أبراش وعلى الصعيد الإيجابي اعتبر زيارة أي وفد من الضفة الغربية لقطاع غزة، علامة فارقة في التأكيد على الوحدة وتماسك شقي الوطن.

حركة حماس بدورها استبقت الأحداث وجاء على لسان الناطق الرسمي باسمها الدكتور سامي أبو زهري: ندعو لأن تقدم هذه الزيارة حلولا عملية لمشاكل أهل غزة، لأن غزة لم تعد تحتمل أي زيارات بروتوكولية.

ورهن أبو زهري نجاح الزيارة بتوفر الإرادة السياسية وإنهاء سياسة التهميش والتمييز التي تتعرض له غزة.

لكن الناطق باسم حكومة التوافق إيهاب بسيسو استبق الأمر وصرح بأن الحكومة ليست اللاعب الوحيد في قضية الموظفين، وهي بحاجة إلى دعم فصائلي كبير حتى تنجح في إتمام مهامها وتخفيف معاناة سكان غزة.

يذكر أن هذه هي الزيارة الثانية للحمد الله منذ إعلان تشكيل حكومة الوفاق مطلع حزيران/يونيو عام 2014 بموجب تفاهمات للمصالحة بين حركتي فتح وحماس.