Menu

بحجّة مواجهة إيران

مخرجات قمّة جدة: تحالفات لمحاولة دمج الكيان الصهيوني في الجغرافيا العربية

من قمة جدة

الرياض _ بوابة الهدف

أكَّد بيان خليجي أميركي على أهمية ما أسماها "الشراكة الإستراتيجيّة" بين الدول الخليجيّة والولايات المتحدة، وذلك في ختام قمة جدة لـ"الأمن والتنمية" بالسعودية التي شارك فيها الرئيس الأميركي جو بايدن بحضور دول الخليج والأردن و مصر والعراق.

وأكَّد قادة مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، في بيانٍ مشترك، على "دعم الجهود الدبلوماسيّة الهادفة لتهدئة التوترات الإقليميّة، وتعميق التعاون الإقليمي الدفاعي والأمني والاستخباري، وضمان حرية وأمن ممرات الملاحة البحرية".

وأشار البيان المشترك إلى "دعم الرؤساء لضمان خلو منطقة الخليج من كافة أسلحة الدمار الشامل"، مُؤكدين على "مركزية الجهود الدبلوماسية لمنع إيران من تطوير سلاح نووي، وللتصدي للإرهاب وكافة الأنشطة المزعزعة للأمن والاستقرار"، على حد قولهم.

كما عبَّر رؤساء الدول عن عزمهم على "تطوير التعاون والتنسيق بين دولهم في سبيل تطوير قدرات الدفاع والردع المشتركة إزاء المخاطر المتزايدة لانتشار أنظمة الطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة، وتسليح "المليشيات الإرهابية" والجماعات المسلحة"، على حد وصفهم في البيان الختامي.

وشدّدوا على "التزامهم بتطوير التعاون المشترك في سبيل دعم جهود التعافي الاقتصادي الدولي، ومعالجة الآثار الاقتصادية السلبية لجائحة كورونا والحرب في أوكرانيا، وضمان مرونة سلاسل الإمدادات وخاصّة في أسواق الطاقة".

وأضاف البيان الصادر عن القمة: "بالنسبة لسد النهضة الإثيوبي، عبّر القادة عن دعمهم للأمن المائي المصري، وأهمية الوصول إلى اتفاق بشأن ملء وتشغيل السد في أجل زمني معقول كما نص عليه البيان الرئاسي لرئيس مجلس الأمن الصادر في 15 أيلول/سبتمبر 2021، ولحل دبلوماسي يحقّق مصالح جميع الأطراف ويسهم في سلام وازدهار المنطقة".

كما شدّد البيان على "ضرورة التوصل لحل عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين مع التشديد على أهمية المبادرة العربية"، كما عادة المطالبات العربية الرسمية، فيما أكدوا على "ضرورة تكثيف الجهود للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها".

من جهتها، ردّت وزارة الخارجية الإيرانيّة، فجر اليوم الأحد بالقول: "إنّ المزاعم الموجهة ضدنا خلال زيارة بايدن للمنطقة مرفوضة وواهية ولا أساس لها، وهذا استمرار لسياسة واشنطن لنشر الانقسام والتوتر في المنطقة".

واعتبرت الخارجية الإيرانية أنّ "واشنطن لجأت في قمة جدة إلى سياسة "إيرانوفوبيا" الفاشلة بهدف إحداث التوتر بالمنطقة وتأزيمها، وواشنطن نفسها شريكة في استمرار الاحتلال الصهيوني ل فلسطين وجرائمه وعنصريته".

ولفتت الخارجية إلى أنّ "طهران تؤكّد على سياستها لاستخدام الطاقة النووية السلمية والتزامها بمفاوضات رفع العقوبات"، مُعتبرةً أنّ "الاتهامات الموجهة ضد إيران بشأن برنامجها النووي وغض البصر عن الترسانة النووية الإسرائيلية هو نفاق أميركي".

وبيّنت أنّ "طهران ترحّب بالحوار مع دول الجوار وبأي مبادراتٍ إقليميّة وتأمل من دول المنطقة اتخاذ خطوات بناءة ردًا على مبادراتها الإقليمية للتعاون".

يوم أمس، غادر الرئيس الأميركي السعودية مختتمًا أوّل جولةٍ له في الشرق الأوسط، حيث سعى خلالها لطرح رؤية الدور الأميركي الداعم للكيان الصهيوني، ومحاولة خلق تحالفات من أجل التطبيع مع الكيان بحجّة مواجهة إيران التي حاول تصويرها أنّها العدو الأوّل في المنطقة، في انحيازٍ واضح للكيان كعادة الإدارات الأمريكيّة المتعاقبة.

ويرى مراقبون أنّ زيارة بايدن للمنطقة والسعودية هي محاولة لإقامة نظام إقليمي "ناتو عربي" يسعى إلى توصيف إيران "كعدوٍ رئيسي" ومحاولة دمج الكيان الصهيوني كقائدٍ لهذا النظام، ومحاولة خلق محاور صراعيّة بين الكيان وإيران، ومحور دولي يضم الكيان وأميركا ودولاً عربية مقابل محور صيني يشمل روسيا وإيران.