Menu

ناقش الدلالات والتحديات والمهام

بالصورمركز دراسات أرض فلسطين للتنمية والانتماء ينظم ندوة حول زيارة بايدن

تونس _ بوابة الهدف

أقام مركز دراسات أرض فلسطين للتنمية والانتماء بالاشتراك مع مركز مسارات للدراسات الفلسفية والانسانيات، ندوة فكرية تحت عنوان "زيارة بايدن للمنطقة: الدلالات والتحديات والمهام" وذلك بتاريخ 23 يوليو 2022 بمقر مركز مسارات بتونس العاصمة.

وقد ترأس الندوة وأدارها الدكتور موديبو دانيو رئيس وحدة الدراسات الأفريقية بالمركز، وتولى تقديم الندوة ووضعها في اطارها الموضوعي والاستراتيجي، مشيرًا إلى أن زيارة بايدن للمنطقة العربية وبوتين إلى إيران والاستعدادات الجارية لزيارة ماكرون لإفريقيا، أمر يشير الى حراك عميق على المستوى الدولي كتعبير عن حالة الصراع القائمة والتموضعات الجديدة، وفي هذا السياق تأخذ المنطقة العربية أهميتها كنقطة ربط وموقع استراتيجي، لذلك نتوقف امام زيارة بايدن تحديدًا.

وقدمت خلال الندوة مداخلتان. كانت الأولى بعنوان: إعلان القدس وبيان جدة: استمرارية الهيمنة أم بداية الانعتاق؟ قدمها الدكتور كمال ساكري. وقد توزعت هذه المداخلة على ثلاثة محاور. المحور الأول وصفي لخص أهم النقاط الواردة بإعلان القدس وبيان جدة من تأكيد على حماية أمن الكيان الصهيوني والسعودية والدول المطبعة وضمان تفوق آسيا العسكري واستعداد أمريكا استخدام كافة الأسلحة بما فيها ضمنيا النووي؟ لردع الأعداء. والتأكيد على حماية منابع النفط والغاز ومسالكهما وتأكيد الشراكة الاستراتيجية بينها والسعودية

أمّا المحور الثاني فقد ركز على سلوك الهيمنة الأمريكية واتباعه سياسة الترهيب للأعداء والترغيب للأصدقاء وهي سياسة تتعلق بالقطبية الأحادية. بينما جاء المحور الثالث المعنون بأنوار الانعتاق ليشير إلى السياسة التي تبرم في الدول العربية من سياسة العصا الغليظة الأمريكية الصهيونية وظهور قوى جديدة مقاومة في مقدمتها حزب الله والقوى الفلسطينية مدعومين من قوى عربية مثل سوريا والجزائر ومسنودين دوليًا من إيران وروسيا والصين. وهي مستجدات تبشر بميلاد نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب من المجيد لحركة التحرير العربي والاسلامي أن تستفيد منه في استراتيجية مقاومتها لأعدائها.

أما المداخلة الثانية فقد كانت بعنوان "المخاطر الاستراتيجية لإعلان القدس ومهام حركة التحرر العربية". وقدمها الدكتور عابد الزريعي، وقد جاءت في ثلاثة أقسام انضوى كل منها على عدد من المحاور. وهذا نصها:

القسم الأول: الإعلان: الأهمية والسياق والأسس.

  المحور الأول: أهمية اعلان القدس: يشكل اعلان القدس للشراكة الاستراتيجية المشتركة بين الولايات المتحدة وإسرائيل الموقع بتاريخ 14 يوليو 2022 الوثيقة الأهم من بين الوثائق الثلاثة التي واكبت زيارة بايدن للمنطقة، وهي البيان الأمريكي حول اللقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية الصادر يوم 15 يوليو، والبيان الختامي البيان لمؤتمر جدة الصادر يوم 16 يوليو 2022. وذلك لسببين الأول انه يعكس ويرسم بدقة على مستوى الشكل والمضمون مستوى العلاقة بين أمريكيا والأطراف الثلاثة. وثانيا لأنه باختيار القدس كمكان واسم له، يشكل إضافة جديدة لقرار ترامب بالاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان من ناحية، كما انه يأتي وكأنه يشكل ردا على معركة سيف القدس التي ذكرت احداثها مرتين في ثناياه. كما انه يحرض الذاكرة على استعادة اعلان بلفور الذي كان بمثابة الوثيقة التي انتجت " إسرائيل" بينما جاء اعلان القدس كوثيقة لضمان امتدادها في الإقليم.

المحور الثاني: أساس الاعلان وتوجهاته: قام الإعلان نصا على أساس القيم والمصالح المشتركة بين أمريكيا وإسرائيل. والتي حددت في ثلاثة (الديمقراطية، وسيادة القانون، وإصلاح العالم) كما حددت توجهاته المستقبلية في مصلحة المواطنين الأمريكيين والإسرائيليين ومصلحة الشرق الأوسط والعالم.

القسم الثاني: الإعلان: الالتزامات والمضامين الرئيسة.

المحور الأول: الالتزامات الامريكية تجاه إسرائيل:

أولا:ً من حيث المستوى: تتبدى كالتزام من قبل الحزبين، أن إسرائيل ركيزة أساسية للسياسة الأمريكية.

ثانيًا: الدوافع: وتنبع من دافع أيديولوجي يتمثل في النظر إلى إسرائيل في ذاتها كدولة يهودية ديمقراطية تستند إلى شعب شجاع واستثنائي ومبتكر وملهم للعالم. ودافع سياسي استراتيجي يتمثل في النظر لدور إسرائيل بوصفها ذات أهمية حيوية للأمن القومي والمصالح الأمريكية، وركيزة للاستقرار الإقليمي.

ثالثا: المضامين: وتتبدى في ثلاثة أولها الالتزامات الأمنية، وتتحدد في الالتزام الأمريكي الدائم بأمن إسرائيل. التزام دائم بأمن إسرائيل وتعزيز قدرتها على الدفاع والردع والتفوق العسكري. وعدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي. والعمل مع الشركاء لمواجهة أنشطتها المباشرة أو من خلال: حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي. واستخدام كافة عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة. وثانيها الالتزامات السياسية. وتتلخص في دعم اتفاقيات إبراهام وتوسيعها لتشمل المزيد من الدول العربية والإسلامية. وبناء هيكل إقليمي، وتعميق العلاقات بين إسرائيل وشركائها الإقليميين، ودفع التكامل الإقليمي لإسرائيل. وثالثها الالتزامات العملية (التنفيذية) وتتمثل في دفع حوالي 40 مليار دولار تنفيذ مذكرة بقيمة 38 مليار دولار. مساعدات استثنائية، مثل "الأعمال العدائية" مع حركة حماس . وتكميلية للدفاع الصاروخي في أعقاب صراع العام 2021.

المحور الثاني: الالتزامات المشتركة: المستوى والدوافع والمضامين

أولاً: المستوى: وهي الالتزامات المشتركة للطرفين الموقعين على الإعلان (دولتين).

ثانيًا: الدوافع: وتتمثل في الأسس والقيم والمصالح المشتركة المشار اليها في الالتزامات الأمريكية.

ثالثا: المضامين: وتتبدى أولا كالتزامات أمنية، تتمثل في التعاون للدفاع عن إسرائيل وشركاء أمريكيا والتبادل الاستخباري. والتدريبات العسكرية المشتركة. ومواجهة حماس. ومكافحة الجريمة السيبرانية. وثانيًا كالتزامات سياسية تتمثل في الجمع بين اتفاقيات والتطبيع ومعاهدات السلام. وقمة النقب، واجتماع المنامة بتاريخ 27 حزيران لتشكيل منتدى النقب للتعاون الإقليمي. لبناء إطار إقليمي جديد يغير وجه الشرق الأوسط.  ومحاربة الجهود الرامية إلى مقاطعة إسرائيل. ورفض حملة المقاطعة. ومحاربة معاداة السامية. والتأكيد على المشاركة في اجتماع رباعي مع الهند والإمارات لتعزيز التعاون في الاقتصاد والبنية التحتية الاستراتيجية بما يعنيه ذلك من توجهات تتجاوز حدود الاقليم.

المحور الثالث: الالتزامات الثانوية والمسكوت عنه: وهي الالتزامات التي تندرج في مستوى أدني، بما يعنيه ذلك من ثانويتها وعدم أهميتها قياسا للقضايا الرئيسة في الإعلان. كالتزام بايدن بالتأكيد على دعمه الطويل الأمد والمتواصل لحل الدولتين. وتأكيد القائدان على التزامهما المشترك بالمبادرات التي تعزز الاقتصاد الفلسطيني وتحسن نوعية حياة الفلسطينيين. ومناقشة التحديات والفرص في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية. وإطلاق القادة حوارا استراتيجيا جديدا الخ لمواجهة التحديات العالمية الملحة مثل تغير المناخ والأمن الغذائي والرعاية الصحية. اما المسكوت عنه فيتبدى في عدم الإشارة الى اتفاق أوسلو عند تعداد اتفاقات التسوية، وعدم الإشارة الى السودان عند تعداد اتفاقيات التطبيع.

   القسم الثالث: مهام حركة التحرر

أولاً: الحلقة المركزية: تتحدد الحلقة المركزية المحركة والضابطة لنسق الإعلان في تعميم وتوسيع التطبيع. الامر الذي يفرض ان تتمثل حلقة الصد المركزية لحركة التحرر العربية، في دحر قوى التطبيع بوصفها مدخل التمدد الإسرائيلي وإعادة التموضع الأمريكي.

ثانيًا: الإشكاليات: هناك إشكاليات تمنع من تشغيل حلقة الصد بفعالية وهي: الارتباك في قراءة المشهد الإقليمي والدولي، الضبابية في تحديد التناقض الرئيس، تفشيي النزعة ال قطر ية، والتبسيطية المضللة.

ثالثًا: الأداة والوسيلة: لتجاوز الإشكاليات القائمة، المباشرة بلقاء موسع لفصائل حركة التحرر العربية، بمثابة مؤتمر قومي. (يمكن التمهيد بمؤتمرات قطرية) بهدف صياغة تصور نظري واضح، يشكل مرشدا لحركة التحرر العربية في المرحلة القادمة. وبلورة اليات وأدوات عمل قادرة على الفعل والتأثير في الواقع.

5.jpg
4.jpg
3.jpg
1.jpg