نعت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين المناضلة الوطنية والقومية حكمت صالح نصّار "سائدة الأسمر".
وقالت الشعبيّة، إنّ الرفيقة الشهيدة ولدت في يافا سنة 1935م، حيث انتقلت عائلتها بعد نكبة فلسطين إلى الأردن ومن ثم إلى العراق، ودرست في جامعة بغداد، وهناك انتمت إلى حركة القوميين العرب – فرع العراق حيث عملت مع الشهيد باسل الكبيسي وزوجته نادرة التي كانت مسؤولة عن فرع الفتيات في حركة القوميين العرب حينها، وشاركت في العديد من النشاطات والمظاهرات ضد الحكم الملكي، ولاحقًا عملت في الاذاعة العراقية في بغداد - قسم اللغة الإنجليزية، كما كان لها دور طليعي مع الحركة الوطنية العراقية ابان حكم عبد السلام عارف في العراق.
ولفتت الشعبيّة إلى أنّ الرفيقة انضمت إلى الثورة الفلسطينية المسلحة في أواخر الستينات وكانت من أولى الفتيات اللواتي انضممن إلى العمل السري الخارجي المسلّح، الذي قاده الرفيق الشهيد وديع حـــداد، حيث شاركت كبقية رفيقاتها في ساحة عمّان أولاً ولاحقاً في العمل الخارجي حيث كانت ضمن الحلقة الضيقة في قيادة المجال الخارجي وشاركت في عمليات تخطيط، استطلاع وتنفيذ العديد من العمليات مثل مطار الثورة، الكورال سي وعملية سينما حين في "تل أبيب" وغيرها العديد، كما استلمت مهام إدارية، إعلامية ومالية في قيادة المجال العسكري الخارجي للجبهة الشعبية.
عاشت الرفيقة مثالاً للمرأة الفلسطينية المقاومة وكانت قدوة لجميع من عرفها، متنسّكة ومتعالية عن حب الذات، وتعرفها ساحات النضال في العراق، الأردن، مصر، اليمن، الجزائر، ليبيا ، سوريا ولبنان ومنها عاصمته بيروت التي عشقتها ورفضت مغادرتها حتى في أسوأ أيامها خلال الاجتياح "الإسرائيلي" الغاشم للبنان سنة 1982، حيث نزلت إلى الشارع وواجهت عجرفة الجنود الصهاينة لتعطي من حولها درساً في الجرأة والنضال وعدم المهادنة تحت أسوأ الظروف، وظلت قابضة على المبادئ حتى وافتها المنيّة بتاريخ 26 تموز 2022 في لبنان.
إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي تودع اليوم مناضلة تاريخية كبيرة، ناضلت بصمت في خدمة قضيتها فإنّها تتقدم بأحر التعازي، وأصدق مشاعر المواساة لأسرتها ورفاقها ومحبيها، وتجدد العهد على الاستمرار على درب الشهداء والأسرى والمناضلين وفية للعهد والقسم حتى تحرير فلسطين من بحرها إلى نهرها، وعلى طريق تحقيق كامل أهداف وطموحات أبناء أمتنا في الوحدة والتحرر والانعتاق من قيود التبعية الاستعمارية، واستثمار كامل حقوقها ومقدراتها وثرواتها من أجل تطور وتقدم المواطن العربي.