تم إحياء ذكرى الهجوم على معسكر المنكادا، بدعوة من لجنة التضامن المتبادل الفنزويلية الكوبية، وحضر النشاط شخصيات اكاديمية وسياسية فنزويلية وعدد من المتضامنين الفنزويليين، وشارك أيضًا ممثلين عن الاطباء الكوبين الذي يقدمون الخدمات الطبية للشعب الفنزويلي، تقدمهم مسؤول البعثة الطبية في المدينة.
وقدم عريف الحفل، الرفيق جوناتن بارغاس، لمحة تاريخية عن الهجوم على معسكرات المنكادا في ٢٦ تموز عام ١٩٥٣ من قبل أكثر من ١٣٠ مقاتل بقيادة فيدل كاسترو، الذي أصيب في هذا الهجوم وتم اعتقاله.
هجوم الثوار على معسكرات المنكادا، رغم فشله، اعتبره فيدل كاسترو انه " أيقظ ضمير الشعب الكوبي للنضال ضد الاستغلال والقمع والديكتاتورية، وكانت الشارة التي أشعلت الثورة واسقطت نظام باتيستا الفاشي عام ١٩٥٩، وحققت الاستقلال والسادة.
وقد اجمع المتحدثون الفنزويليين على الترابط الوثيق بين الثورتين الكوبية والفنزويلية، وان مصيرها أصبح مصير واحد، ويواجهان عدو واحد، ويقاومان معًا السياسات والإجراءات العدوانية الامبريالية كالحصار المالي والعقوبات الاقتصادية التي تهدف إلى تاليب الجماهير على الثورة كمسبب للظروف الصعبة التي يمر بها الشعبين، مؤكدين أنّ ارادة الشعب هي التي ستسود وتنتصر.
بعد ذلك تحدث في الحفل الرفيق إسحق ابو الوليد، ممثل الجالية الفلسطينية في فياراب (اتحاد الاندية والمؤسسات العربية في فنزويلا)، ومسؤول الجبهة الشعبية في هذا البلد، موجهًا تحية شعبنا الفلسطيني ومقاومته للشعب الكوبي وقيادته الثورية وللشعب الفنزويلي وقيادته البوليفارية والحكومة الرفيق نيكولاس مادورو التي تقف الى جانب شعبنا وقضيته العادلة.
وأضاف: في مثل هذا اليوم لا يمكن لنا الا ان نتذكر القائدين الراحلين فيدل كاسترو واغو شافيز، أهم قادة ثوريين على الاطلاق، استطاعا الوصول إلى السلطة، في مرحلتين مختلفين، حيث أن الثورة الكوبية رغم كل الصعاب والحصار استطاعت ان تحافظ على الشعلة متقدة، التي ازدادت قوة واشتعالاً بتفجير القائد الراحل هوغو شافيز للثورة البوليفارية في فنزويلا التي قال عنها فيديل كاسترو " أن على انتصارها او فشلها سيعتمد مصير الثورة في أمريكا اللاتينية"
وفي مكان آخر من مداخلته أبرز الرفيق ابو الوليد الاهمية التاريخية للهجوم المسلح على المنكادا، على أنه لم يكن مجرد عسكري بحت على أحد اهم معسكرات النظام الديكتاتوري، بل كان هجوم على تاريخ كامل من التبعية والعمالة للإمبريالية، كان هجوم على النفوذ الإمبريالية والاستعمار الأمريكي، وأن ما حدث لاحقا من انتصار للثورة الكوبية، أسس لصعود اليسار في أمريكا الوسطى والجنوبية، هذا اليسار الذي خاض نضالات مسلحه ضد الديكتاتوريات، رغم فشلها وقمعها، الا انها أيضا ظلت نيرانها تحت الرماد، وما انتصار اليسار في القاره وخاصة في كولومبيا الا امتداد لمعركة وهجوم المنكادا.
وأضاف: إن العالم بدأ مسيرة التغيير، وروسيا والصين لاعبين رئيسيين في هذه العملية، وأن انحسار نفوذ وهيمنة الولايات المتحدة في القارة هو دليل افولها عالميا، لان هنري كيسنحر أكد عندما اطاحت الولايات بالرئيس الشيلي الليندي في ١١ - ٩ - ١٩٧٣" ان السيطرة على الحديقة الخلفية، اي وسط وجنوب القارة، كما تعتبرها الولايات المتحدة، هو شرط كي نتمكن من قيادة العالم" ويضيف كيسنجر " دون السيطرة على حديقتنا الخلفية لن نستطيع فرض نفسنا على العالم وقيادته"، نعم ايها الرفاق إذا تمعنا بهذه الاستراتيجية الإمبريالية الأمريكية، رأينا إلى افلات معظم دول القارة من القبضة الامريكية وآخرها بل ومن اهمها كولومبيا، ندرك حقيقة ان عالم القطب الواحد والهيمنة الامريكية دخل مرحلة العد التنازلي والتراجع، والمطلوب تصعيد واستمرار الهجوم الثوري، بعملية واستمرارية وبدون كلل.
وختم مداخلته بالتأكيد على "تكامل وترابط النضال في الوطن العربي وامريكا اللاتينية واصفًا اياها بالرئة التي يتنفس منها الرأسمالية والإمبريالية، وإذا استطعنا ان نهزم الإمبريالية في هاتين المنطقتين من العالم تسقط الإمبريالية والاستعمار بشكل نهائي. وانا مقتنع بأن ملاحقة الصهيونية والموساد للرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز ليس صدفة، لان الرئيس الراحل أكد في أكثر من مناسبه وفي أكثر من حديث اعلامي انه يعلم أن الموساد يلاحقه للتخلص منه، وايضا ليس صدفة ان تشن الصهيونية هجوم وقح على الرفيق، ديوس دادو كابيو، نائب رئيس الحزب الاشتراكي الموحد، واتهامه بالمعادي للسامية، بسبب ادانته لرئيس بلديه فنزويلي سابق، شارك في أعمال العنف والتخريب، لص وحرامي وفاشي وهارب من العدالة، وطالب بإحضاره ومحاكمته فقط وفقط لأنه من الديانة اليهودية، وأن الصهيونية ليس هي عدونا أو عدو الشعوب العربية، انها عدو كل الشعوب وكل حركات التحرر في العالم، وإذا ما حورب نفوذها السياسي والاقتصادي هنا في القارة واستطاعت شعوب القارة وقيادتها انهائه والتحرر منه سيشكل أكبر دعم للنضال الفلسطيني، والقضية الفلسطينية".
واختتم النشاط بكلمة الطبيب الرفيق مسؤول الأطباء الكوبين في مدينة فالنسيا، الذي وجهه التحية للحضور وخص الشعب الفلسطيني، الذي قال عنه ان حظي بدعم وتايد الثورة الكوبية والشعب الكوبي، وأن كوبا ستبقى دائما الى جانبه.
وأضاف، إنّ البعثات الطبية الكوبية التي تقدم مساعدتها للشعوب، تقدمها بدون مقابل وبدون شروط " ذهبنا إلى انغولا لنقدم المساعدات الطبية والخدمات الصحية لشعب أنغويلا ونعاونه ضد أعداء الوطن والثورة، ونحن هنا في فنزويلا نقدم كل ما نستطيع دون أي مقابل، والمحبة تقابل بمحبة، ونؤكد ان مبادئ الثورة الكوبية التي نحن مخلصين لها تعلمنا التضامن وتقديم المساعدة وفترة كورونا تشهد على ذلك.
ونهى حديثه قائلاً إنّ الإاصرار والثبات على المبادئ والعمل الدؤوب هم أساس التقدم.