Menu

عبد العال: حالة المقاومة في فلسطين تؤكد أنّ إرادة شعبنا غير قابلة للكسر

بيروت - بوابة الهدف

قال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤولها في لبنان مروان عبد العال، اليوم الثلاثاء، إنّ ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة من غزة إلى جنين مرورًا بنابلس يؤكد أن هذا الشعب لا يمكن كسر إرادته وإن استشهد قادة من المقاومة فإن ذلك لا يزيدها إلا عنفوانًا وقوة.

وأشار، خلال حديث إلى قناة فلسطين اليوم الفضائية، إلى أنّ الاحتلال الصهيوني كان يعتقد أنّ هذه الإرادة ستنكسر سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية، مشددًا على أنّ "رقعة المقاومة تزداد من مدينة إلى أخرى ومن مخيم إلى آخر".

وأضاف: حاول العدو في عدوانه ضد قطاع غزة كسر الاستراتيجية القائمة على وحدة الساحات إلا أنّ نابلس قالت اليوم إنّ هذه الوحدة باقية، وجاء استشهاد المقاوم إبراهيم النابلسي ليؤكد وحدة الشعب الفلسطيني في كل مكان.

واعتبر عبد العال أنّ التسجيل الذي تركه النابلسي قبيل استشهاده هو رسالة الجيل مؤكدًا أنّ النابلسي ناطق باسم الجيل الفلسطيني الجديد الذي أرادت اتفاقية "أوسلو" تدجينه، مشددًا على انّ نداء النابلسي برسم الجميع وعلينا ألا نترك البندقية، وعلينا أن نرتفع لمستوى كلمات الشهيد النابلسي.

وأكد أن والدة الشهيد النابلسي لم تكن اليوم والدة لإبراهيم فحسب بل هي أم كل فلسطين، وأن التحدي الذي أظهرته يؤكد أنّ هذا الشعب سينتصر ولا يمكن إلا أن يكون ندًا ولن يتراجع عن حقه في فلسطين قيد أنملة.

وأوضح أنّ هذه ليست المرة الأولى التي تشتعل فيها عواطف ووجدان الجماهير الفلسطينية، معتبرًا أنّه من الضروري تحويل الحالة الوجدانية والانتصارات في الحروب إلى حالة سياسية عبر تأطير حالات المقاومة في كل ساحات فلسطين التاريخية إلى استراتيجية.

كما أكد أنّ حالة الاشتباك بالمعنى الميداني بحاجة إلى تنظيم، ومن الصعب كل ما يجري في القوى السياسية من أعلى لا يترك أثرًا على الأرض، المستوى الرأسي في تحقيق الوحدة أثبت فشله؛ لأن هناك ضغوطات ومصالح موجودة وسلطة، أما عند الجماهير هذه هو الواقع، إن الانقسام السياسي الحقيقي هو بين القيادة السياسية والجماهير.

وأوضح عبد العال أنّ "وحدة الساحات" مسألة استراتيجية لا تقتصر على المكان، ويجب علينا أن لا نترك العدو يستفرد بجزء من الشعب الفلسطيني بأي شكل من الأشكال، وعلينا العمل على كسر نمطية سياسة التجزئة الصهيونية، مؤكدًا أنّ هذه السياسة النمطية الصهيونية كسرت التفرقة في معركة "سيف القدس " وما العدوان الصهيوني الأخير إلا محاولة لكسر لمعادلة وحدة الساحات.

وشدد عبد العال على أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لا يمكن أنّ تسمح تسمح للعدو الاستفراد بأي فصيل من الفصائل الفلسطينية؛ ولذلك شارك الذراع العسكري للجبهة الشعبية إلى جانب الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، معتبرًا أنّ العدوان الأخير ضد غزة كان مبيتًا حتى قبل اعتقال القيادي بسام السعدي.

وتابع: إنّ سرايا القدس ذات مكانة هامة في جبهة المقاومة الفلسطينية، لافتًا إلى أنّ مساحة المقاومة الفلسطينية بدأت تتسع من غزة إلى نابلس إلى جنين إلى الخليل مؤكدًا أن السرايا تلعب دروًا رئيسيًا في هذه المساحة.

وفي هذا السياق أكد عبد العال أننا لسنا بحاجة لنبرر مقاومتنا في دفاعها عن الشعب الفلسطيني بل إن المقاومة حق لنا طالما أن هناك مشروع صهيوني على أرض فلسطين.

وأضاف: نحن بحاجة إلى قراءة ودراسة ومراجعة الأحداث الأخيرة، وبناء استراتيجية موحدة للمقاومة، ومعالجة الآثار المتأخرة للانقسام بوضع الجميع أمام مسؤولياته.

وتابع: أظهرت التجربة الفلسطينية أننا أمام مسارين الأول هو مسار التسوية والرهان على الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الأنظمة العربية وقد أثبت هذا المسار خطأه، معتبرًا أنّ نتائج هذه المسار انعكست أكثر ما انعكست على الضفة الغربية من أي مكان آخر.

أما المسار الثاني فهو المسار الأصيل؛ مسار المقاومة والتحرير الذي أكد أنه هو القادر على تحقيق النصر وما تجربة غزة إلا دليلًا على ذلك، وعلى الذين أخطوا أن يراجعوا أنفسهم ويخرجوا من الوهم إلى الحقيقة.

واعتبر عبد العال أنّ عمليّة تغيير مسار التسوية إلى مسار التحرر هو عملية ثورية وطولية لافتًا إلى أنّ المسيرات والتأييد الشعبي الواسع للمقاومة هو استفتاء جدّي لأيّ من المسارين الشعب يريد، مشددًا على أنّ عدونا حتى لو قبلناه لن يقبلنا لأنّ علاقتنا فيه هي علاقة قائمة على النفي، وأنّ نهج التنازلات آذى الشعب الفلسطيني.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية قال عبد العال إن الزيارة الأخيرة للرئيس الأمريكي جو بادين تؤكد أن الولايات المتحدة تتراجع في الشرق الأوسط وعلينا أن نبني مع حلفائنا للاستفادة من هذه التراجع الأمريكي في المنطقة لأنّ "إسرائيل" دولة تستعير قوتها من الإمبريالية وهي رأس حربته في المنطقة.