حيا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤول فرعها في غزة محمود الراس الرفاق أبطال عملية عين بوبين البطولية في الذكرى السنوية الثالثة لتنفيذها، مُعتبراً العملية جزء من المعركة المتواصلة مع الاحتلال الصهيوني.
واستدرك الراس: " لم تكن عملية عين بوبين في حقيقتها سوى منتوج لمعركة طويلة من الصبر والجلد والمثابرة الثورية الممسكة بواجباتها الاجتماعية والوطنية والتحررية، جزء من معركة بناء وابتكار تفولذت تحت خطوط النار... معركة انتصر بها الوعي المقاوم للحزب الثوري، تكاملت بها جهود الأجيال، تناقلت خلالها التجربة وراية الكفاح من جيل الي جيل".
وأكد الراس أن عملية عين بوبين جاءت أيضاً وفاءً للشهيد القائد أبو علي مصطفى الذي ارتقى شهيداً بدمه ممسكاً ومترجماً شعاره عدنا للوطن لنقاوم على الثوابت لا نساوم، وهي معركة اختارها الفارس وقمر الشهداء ناظماً وموجهاً للمدرسة التي كان من أوائل مؤسسيها وأكمل من بعده حَمل الراية المؤمنين بحتمية النصر، في مقدمتهم الرفيق الأمين العام أحمد سعدات.
وأوضح الراس أن العدو الصهيوني ظن أن ردود فعل الجبهة في إطار ردها على اغتيال الرفيق الشهيد أبو علي مصطفى ستتوقف عند حدود الإطاحة برأس الحقد الصهيوني وزير الترانسفير المجرم رحبعام زئيفي، ولكن ورثة المقاومة وأولياء دم الشهيد أرادوها معركةً مستمرة حتى زوال آخر بؤرة إرهابية استيطانية عن أرضنا، وجاءت عملية عين بوبين البطولية جزءاً من هذه المعركة المفتوحة والمتواصلة، ففاجئت العدو الصهيوني بقدرة الجبهة ومقاتليها على الابتكار واختيار الهدف بدقة لينفذوا هذه العملية الجريئة في قلب مستعمرة صهيونية مُحاطة بتشديدات أمنية .
وعاهد الراس ابطال عملية عين بوبين البطولية بأن حريتهم ستظل دين معلق في رقاب المقاومين والأحرار من رفاقهم وكل فلسطيني مؤمن بالمقاومة، مؤكداً على السير على خطى هذه النماذج القيادية المقاتلة التي استطاعت أن تجسد تكامل الأجيال وانتقال راية المقاومة من جيل إلى جيل في خلية واحدة وفعل موحد، فلم يعترفوا بالتقاعد النضالي المجزي ولم تنجح سنوات الاعتقال والملاحقة في أن تفت من عضدهم، فاتخذوا من السرية سلاحاً واختاروا المكان والزمان فكانت الأرض والماء محدداً وناظماً لجوهر الصراع، فهكذا عودونا ابطالنا في طلائع المقاتلين في كل معركة، ولم تكن عملية عين بوبين سوى استمراراً للمهمة التأسيسية للجبهة الشعبية.
واستدرك الراس قائلاً "الجبهة كانت أول من قصف مطار اللد واتخذ من الطائرات منصة لإعلاء راية الوطن، وعمليات مطار الثورة والجهاز الخاص تطارد العدو في كل مكان، ومن ثقافة الاستشهاد طريقاً لانتزاع الحياة فكانت اولى العمليات الاستشهادية في سينما بيت حنينا، ومعركة دير ياسين اولى عمليات الرد الشعبي التي أسست لانتفاضة السكاكين وجعلت من قرار كل مقاوم قرار ذاتي لا ينتظر أوامر من أحد يختار أداته والتوقيت الذي يراه مناسباً ، كما اطاحت برأس الحقد زىيفي طريقاً لتجفيف وتفكيك بؤر الارهاب ".
وختم الراس مؤكداً أن المعركة لدحر هذا الكيان الصهيوني لم تنتهِ، ولن تصمت بنادق رفاقنا إلا برحيل آخر مستوطني إرهابي عن أرضنا.