Menu

في مقابلة خاصة بالهدف: "ابو احمد فؤاد " انتصار الشعب الفلسطيني حتمي

ابو احمد فؤاد

خاص_ بوابة الهدف

بمناسبة ذكرى الانطلاقة 48 للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كبرى فصائل اليسار الفلسطيني، والامتداد الطبيعي لحركة القوميين العرب والحامل الاساس لمشروع الوحدة العربية، والتي تتزامن هذا العام مع مرور اكثر من 70 يوم على انتفاضة الشعب الفلسطيني المتجددة في وجه الاحتلال ومع ذكرى انتفاضة الحجارة عام 1987م.

بهذه المناسبة اجرت "بوابة الهدف الإخبارية كجزء من تعقبها المستدام لخط الشهيد المعلم والمؤسس لمؤسسة الهدف غسان كنفاني، لقاء مع نائب الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،  احد الذين رافقوا حكيم الثورة الفلسطينية جورج حبش منذ انطلاقة الجبهة ، والمناضل الفلسطيني والعروبي  لاستطلاع رأيه ورأي الجبهة الشعبية فيما هو قائم وقادم من مهمات وطنية وعربية في مواجهة المشروع الصهيوني والمشروع الاستعماري ككل.

في ذكرى الانطلاقة المجيدة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ما الذي ترى الجبهة انها تمثله في بوتقة النضال الوطني الفلسطيني اليوم؟

في البداية اتوجه بالتحية لشعبنا المنتفض وللشهداء الابطال في هذه الانتفاضة، وللشهداء الرفاق المؤسسين والقادة والمقاتلين والاعضاء والكوادر منهم، واؤكد اننا ماضون في طريق حرية فلسطين الذي اخترناه ولا رجعة فيه.
كما اتوجه بالتحية لاسرانا البواسل على كافة اطيافهم التنظيمية ومنهم رفيقنا الامين العام الرفيق العزيز احمد سعدات ولرفاقه الصامدين في سجون الاحتلال.
ولتراب فلسطين الغالي المجبول بدماء شهداء شعبنا اؤكد العهد بالمضي في هذه المسيرة الكفاحية والنضالية حتى انتزاع حقوق شعبنا وهزيمة المشروع الصهيوني والاستعماري.

وفي الاجابة على سؤالكم نشير الى انه منذ تأسيس الجبهة  ترى ان موقعها الطبيعي هو ان تكون جزء من اطار وطني وجبهة وطنية عريضة مكافحة ضد الاحتلال ومن هذه الرؤية جاء اختيار المسمى" الجبهة" فلقد  كانت المبادرة لقيام الجبهة تهدف لتجميع  القوى الفلسطينية المكافحة ضد الاحتلال انذاك وتمت انطلاقتها عندما توافقت عدد من القوى على ذلك ابرزها شباب الثأر الجناح العسكري لإقليم فلسطين في حركة القوميين العرب، و أبطال العودة، الفصيل العسكري الذي بدأ العمل منذ النصف الأول من الستينيات و جبهة التحرير الفلسطينية بجانب مجموعة من الضباط الناصريين الأردنيين .

وهذا ما تحاول الجبهة الحفاظ عليه اليوم عبر مسارين الاول هو العمل على تشكيل هذه الجبهة الوطنية في مواجهة الاحتلال ونرى ان اصلاح منظمة التحرير وضم الكل الفلسطيني لها هو المدخل لذلك، والمسار الثاني هو حفاظ الجبهة على دور اساسي في كفاح شعبنا ضد عدوه، وفي الكفاح من اجل التغيير الديموقراطي في فلسطين.
ولعل ابرز الاضافات الاساسية لحضور الجبهة اليوم تكمن في التشخيص والإدراك الموضوعي لطبيعة المشروع الصهيوني كمشروع عنصري استيطاني احلالي يهدف لتهجير اهل فلسطين، وارتباط هذا المشروع مع  المنظومة الامبريالية وقوى الاستعمار، وهذا التشخيص هو مبعث ايمان الجبهة الراسخ بالدور الاساسي للكفاح المسلح والعنف الثوري والشعبي في مواجهة هذا المشروع.
وكذلك ايمانها بالارتباط الموضوعي للبعدين العربي والاممي في الصراع مع المشروع الصهيوني والقوى الرأسمالية الإمبريالية، والذي يربط بين نضال الشعوب العربية وبقية شعوب العالم المضطهدة ونضال الشعب الفلسطيني .

في سياق الانتفاضة الشعبية المستمرة حاليا، ما هي الاهداف التي ترون ان هذه الانتفاضة قادرة على تحقيقها؟

الانتفاضة احد الادوات النضالية للشعب الفلسطيني ، والهدف الفلسطيني اليوم هو الحرية والاستقلال واقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين، ومن هذا المنطلق نرى في الانتفاضة وثورة شعبنا وتضحياته على ارض الوطن اهم الادوات في تحقيق هذه الاهداف، وبالمعنى العام فأن الانتفاضة اعادت الاعتبار والمكانة للقضية الوطنية الفلسطينية بعد ان تعرضت للتراجع في ظل الاحداث والتطورات في الاقليم وعلى المستوى الدولي.

هذا فضلا عن كونها اداة اساسية في عرقلة هجمة الاستيطان في ظل النجاحات التي سجلتها في ردع المستوطنين واعتداءاتهم والحاق الخسائر بهم، وهذا يقودنا لادراك ضرورة الاستهداف المباشر للمستوطنين والمستوطنات باعتبارهم احد ادوات الاحتلال لاستلاب الارض الفلسطينية، ارتباطا بالتوصيف الذي نراه للمشروع الصهيوني كمشروع استيطاني احلالي يهدف لتفريغ الارض من اصحابها الفلسطينيين واحلال المستوطنيين مكانهم بقوة السلاح والقهر والقتل الذي يمارسه العدو يوميا.
وهنا نذكر بأن هذه الانتفاضة جاءت مصداقا لرهان الجبهة المستمرة على الجمهور والشعب وحيويته ونهضته وتجدده، وحتمية انتصاره على كافة المحاولات لتسكينه واجباره على القبول بالاستسلام.
 

هناك انتقادات تشير لتراجع وضعف في دور الفصائل في هذه الانتفاضة، برأيكم ما هو الدور المطلوب وطنيا من هذه الفصائل في سياق دعوتكم المتكررة لتفعيل الانتفاضة ؟

هذه الانتقادات محقة الى حد ما، فاصرار طرفي الانقسام حتى اللحظة على الرفض والمماطلة في تشكيل قيادة وطنية موحدة يعني بوضوح رفض القيام بالواجب الوطني الضروري لحماية هذه الانتفاضة.
وعلينا كفصائل ان ندرك ان واجبنا  تجاه شعبنا يلزمنا بالاتفاق والتوحد على برنامج وأهداف سياسية لهذه الانتفاضة، وتوجيه الدعم الضروري لصمود الناس، الامر الذي سيحقق استقطاب واسع لقطاعات شعبنا وشرائحه للمشاركة في هذه الانتفاضة بما يوفر لها البقاء والديمومة ويمكنها من فرض وقائع في الميدان تخدم كفاح شعبنا لانتزاع حقوقه.
وهنا يجب الاشارة الى ان هذه حلقات مترابطة ففي ظل غياب الرؤية الموحدة والعمل الموحد يبقى العمل قيد اجتهادات ومساهمات من هذا الفصيل او ذاك، بل ويكون عرضة للتجاذبات لحساب مشروعي السلطة، ويعرض الانتفاضة لخطر الاجهاض والالتفاف.
 

كيف ترون مساهمتكم كجبهة في هذه الانتفاضة وما هي خطواتكم المقبلة سياسيا وجماهيريا في هذا الجانب؟
سنواصل القيام بواجبنا الذي تأسست لاجله الجبهة وهو بذل كل الجهود والتضحيات لاجل تحرير فلسطين، وفي هذا السياق قررت الجبهة ان يكون احيائها لذكرى انطلاقتها لهذا العام عبر اوسع مشاركة من رفاقها وكوادرها وقيادتها في انشطة الانتفاضة وفعالياتها جنبا الى جنب مع ابناء شعبنا.

 سياسيا نحن نواصل المساعي لاعادة الوحدة للبيت الفلسطيني من خلال انهاء الانقسام وفق اتفاق القاهرة، والعمل على تطوير هذا المسار وصولا لوحدة وطنية جادة ترتكز على التوصيف الدقيق لطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني، وعلى طرح برنامج وطني جامع يضمن استفادة الشعب الفلسطيني من كافة الوسائل في كفاحه ضد الاحتلال.
هذا بجانب استعدادنا الكامل لمواجهة أي محاولة لاجهاض الانتفاضة والالتفاف عليها أيا كان مصدرها، كما نبذل جهود اخرى لحشد التأييد من كل القوى العربية والعالمية الصديقة لنضال شعبنا لهذه الانتفاضة والقضية الفلسطينية.
وهنا انتهز هذه الفرصة لأتوجه بالتحية للرفيقات امهات رفاقنا الشهداء ولعائلاتهم على المواقف الوطنية والبطولية التي عبروا وعبرن عنها والتي تستحق كل الاحترام والوفاء والتقدير، ولأعاهدهم على مواصلة هذا الكفاح أي كانت التضحيات المطلوبة منا كجبهة على مستوى الافراد او القيادة.
 

كيف ستواجهون المساعي الامريكية والدولية لإجهاض الانتفاضة والالتفاف عليها خصوصا في ظل تحول هذه الجهود لتقديم صفقة تسهيلات لا تلبي الحد الادنى من مطالب شعبنا؟


هذا المسعى الامريكي يؤكد عداء الادارة الامريكية لحقوق الشعب الفلسطيني، وصوابية تشخيص الجبهة ودعوتها لتحديد معسكر الاعداء لثورة الشعب الفلسطيني والذي اعتبرت الجبهة ان المنظومة الرأسمالية الامبريالية على رأسه، انطلاقا من الارتباط المصلحي بين المساعي الاستعمارية لهذه المنظومة وبين الطبيعة الاستعمارية للمشروع الصهيوني ودور المشروع الصهيوني في خدمة ادامة الهيمنة الامبريالية والاستعمارية على شعوب المنطقة.

وفي هذا الاطار نحن في الجبهة ندرك ان المسعى الامريكي ومسعى القوى الامبريالية اليوم هو اجهاض هذه الانتفاضة، وابقاء شعبنا تحت ربقة الاحتلال الذي يرفض اعطاء أي افق لقيام الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين ، ورؤيتنا لمواجهة هذه التحديات هي توحيد البيت الفلسطيني وانجاز قيادة وطنية موحدة لهذه الانتفاضة وتحديد اهدافها لخلق صمام امان فلسطيني ضد هذه المحاولات التي لن نتوانى عن مواجهتها، هذا بجانب الحشد الدولى والعربي المؤيد للانتفاضة والذي من شأنه تشكيل صمام امان اضافي وعنصر دعم حقيقي لشعبنا المنتفض.
 

في ظل الصراع والاستقطاب الطائفي والتشظي والتهديدات الداخلية والخارجية التي عصفت في المنطقة العربية ، كيف تقرأون هذه الوضع كتهديد للقضية الفلسطينية كقضية مركزية ، وما هو الدور الذي قد تلعبه الجبهة، التنظيم الذي انطلق من حركة القوميين العرب، في سياق استعادة وحدة الشعوب العربية وتصويب بوصلتها ضد الاستعمار والعدو الصهيوني؟
نواصل الجهد مع كل القوى العربية الحية في مواجهة المشروع الامبريالي في المنطقة، والذي يستخدم اليوم الادوات الارهابية والتكفيرية في سعيه المستمر لتفتيت شعوب المنطقة لضمان سيطرته عليها واخضاع شعوبها، بهف واضح وهو وقف الاحتراب وحمام الدم الطائفي واعادة تصويب البوصلة نحو فلسطين ونحو المعركة الاساسية وهي التصدي للاستعمار ومنظومة الهيمنة الامبريالية.
نحن نرى في نبذ الطائفية وفي لحمة القوى العربية المقاومة مدخل اساسي لمواجهة هذا المشروع الجديد القديم ، ونؤكد على دعوتنا لتأسيس جبهة مقاومة عربية موحدة تواجه الهجمة الامبريالية والاستعمارية ضد شعوب المنطقة.

 ونبشر جماهيرنا العربية بتأسيس الجبهة الشعبية العربية وانطلاقتها خلال ابريل المقبل والتي ستضم قوى واحزاب تقدمية ويسارية عربية، والتي ستبقى اطارا مفتوحا لانضمام مزيد من القوى التقدمية العربية، ولاسهمات مستمرة من هذه القوى في هذه الجبهة ،
فاستعادة اليسار العربي لدوره بطرحه المقاوم والديموقراطي من شأنه كسر حالة الاستقطاب الطائفي والتحريض التكفيري والحاق الهزيمة بها، كذلك الحال ان الوحدة الوطنية والتلاقي بين القوى السياسية والوطنية في كل بلد عربي من شأنه ان يحد من الخطر التكفيري ويشكل اداة اساسية في صده.

كنتم قد اطلقتم مبادرة متكاملة لانهاء الانقسام، ما مصير هذه المبادرة اليوم في ظل اشتعال الانتفاضة ، واستمرار الازمة الداخلية وحالة الانقسام والاستقطاب الثنائي ؟ وبالاخص ما هو السبيل لاعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني والوصول لبرنامج سياسي فلسطيني موحد ؟
لا زلنا متمسكين في هذه المبادرة التي نعتبرها مفتوحة ومطروحة للنقاش امام كافة القوى الفلسطينية، وقد جددنا الدعوة مرات عدة لعقد الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير (لجنة تفعيل وتطوير منظمة التحرير) للإشراف على تنفيذ اتفاق المصالحة وبناء النظام السياسي الفلسطيني وفي القلب منه بناء منظمة التحرير الفلسطينية وضمان تمثيل كافة القوى الفلسطينية فيها، والقيام بواجبه الملح  وهو صياغة برنامج سياسي للفلسطينيين والاتفاق على ادوات الفعل الفلسطيني وأدوات عمل الانتفاضة، فالواقع يقول اليوم بضرورة رص الصف الوطني وتمتينه في مواجهة تصاعد الهجمة من العدو الصهيوني ومستوطنيه على ابناء شعبنا، وتزايد المساعي لتصفية الوجود والقضية الفلسطينية في الوطن ومخيمات اللجوء .
 

وفي الختام توجه نائب الامين العام للجبهة الشعبية بنداءه لجماهير الشعب الفلسطيني وقواه الحية بالمضي قدما في هذه الانتفاضة وتفعيلها وتطويرها عبر تعزيز اشكال الوحدة الوطنية ومضامينها وعبر الاشتباك المستمر مع العدو الصهيوني ومستوطنيه ، مطالبا القوى العربية والعالمية الحية باوسع حملة دعم وتضامن لنضال الشعب الفلسطيني وانتفاضته كما توجه مهنئا لرفاقه في الجبهة الشعبية بمناسبة انطلاقة الجبهة مؤكدا ان احياء هذه المناسبة يكون بالاستمرار على نهج الشهداء والتمسك بأهداف الجبهة والنضال لاجل حرية واستقلال فلسطين ووطننا العربي، مجددا التأكيد على حتمية انتصار الشعب الفلسطيني .