Menu

توظيف الدم الفلسطيني في معركة الانتخابات "الإسرائيلية"

حيدر العيلة

البرنامج الانتخابي لقائمة يائير لبيد، المحسوب على أحزاب "الوسط"، تمت كتابة أسطره الأولى بالدم الفلسطيني. بدأ رئيس حكومة الاحتلال مع شريكه اليميني نفتالي بينت، والأحزاب المحسوبة على يمين الوسط واليسار، بتنفيذ الشق الأول من برنامجهم الحكومي بحرب إجرامية مبيّتة ومخطط لها مسبقًا على قطاع غزة، فى آب/أغسطس الماضي، وذلك ليثبت للجمهور "الإسرائيلي" أنه ليس محسوبًا على يسار الوسط كما يصفه أنصار اليمين في "إسرائيل"، بل إنه يميني متطرف أكثر من نتنياهو وعنصري أكثر من بن غفير وسموتريتش، وحكومته الائتلافية (التي يشارك بها حزب عربي إسلامي) ليست حكومة تنازلات للفلسطينيين، وأنه على استعداد لفعل أي شيء وكل شيء في محاربة المقاومة الفلسطينية، من أجل حماية مواطني الدولة حسب زعمه، تماهيًا وانسجامًا مع جنوح المجتمع الصهيوني نحو اليمين والتطرف.

ومع اقتراب انتخابات الكنيست التي ستنطلق بعد أيام قليلة، يسارع لبيد وحكومته لتنفيذ واستكمال الشق الآخر من برنامجه الانتخابي، عبر توظيف دماء الفلسطينيين في الضفة المحتلة وغزة، بمعركته الانتخابية لكسب أصوات الناخبين من أنصار اليمين والمترددين، وذلك بمواصلة الحرب على مدن شمال الضفة ومخيماتها على طريقة رابين ونتنياهو وأسلافهم من زعماء الحركة الصهيونية، وليكمل بها ما بدأه قبل أسابيع من جرائم قتل بحق رموز المقاومة، وليس آخرهم الشهداء: النابلسى والكيلانى والحوح ورفاقهم. وليثبت مرة أخرى للجمهور الصهيوني أنه رئيس حكومة قوي وصارم تجاه الشعب الفلسطيني ولا يرضخ للضغوط الإقليمية والدولية.

الشق الأخير في برنامج لابيد الانتخابي قد تم كتابته مسبقًا وبدأ بتنفيذه قبيل الانتخابات وبذرائع ونوايا مبيّتة لتسويق قائمته الانتخابية على حساب دماء الفلسطينيين. وقد تم التحضير لهذه الحرب الدموية بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الشاباك "رونين بار" لأميركا والادعاء أمام الذين التقاهم من مساعدي الرئيس الأمريكي بايدن، بأن "إسرائيل" لم تكن تنوي دخول المدن الفلسطينية في الضفة، إلا أن زيادة العمليات "الإرهابية" وضعف سلطة أبو مازن، جعلت إسرائيل تعيد حساباتها، وأن العدوان "الإسرائيلي" على رموز المقاومين سيستمر في قلب مدن شمال الضفة، من جنين لنابلس للقدس وصولًا لغزة.

وفي وقت سابق رد لبيد على انتقادات الأوروبيين والأمريكان ومطالباتهم بإعادة النظر في سياسة الجيش "الإسرائيلي" وقال بكل غطرسة صهيونية: لن يملي أحد على جنودنا تعليمات إطلاق النار، لا أميركا ولا غيرها، جنودنا يتلقون تعليماتهم من قيادة الجيش فقط، وسنعرف كيف نحمي أنفسنا دون الالتفات لأي حسابات دولية وإقليمية.

وأضاف: لن أسمح بمحاكمة جندي إسرائيلي من أجل الحصول على تصفيق من أميركا وغيرها من الدول، لذلك ومن خلال قراءة وتحليل ما تكتبه الصحف العبرية وما يصرح به الساسة الإسرائيليين المحسوبين على معسكر لبيد، فإن الاتجاه العام لسياسة رئيس الحكومة الانتقالية يائير لبيد وحزبه "ييش عتيد" في المعركة الانتخابية القادمة، ومن أجل كسب المزيد من أصوات الناخبين الإسرائيليين وقطع الطريق على عودة نتنياهو للحكم، هو التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني والاستمرار بالعمليات العسكرية في مدن شمال الضفة، وليس الاكتفاء بعمليات محدودة (جز العشب) كما يسمونها، من أجل أن يضيف لبيد وغانتس والائتلاف الحاكم لرصيدهم الدموي، رصيدًا إضافيًا في بنك المعركة الانتخابية القادمة.

 الأحزاب الصهيونية من يمينها "ليسارها" تستخدم الدم الفلسطيني المسفوح في معركتهم الانتخابية لكسب أصوات الناخبين من أجل الوصول للسلطة: فهل يتعظ المراهنون على الحلول السلمية مع دولة الإجرام الصهيونية؟