Menu

المؤتمر القومي العربي يعلن استكمال هيكلته التنظيمية

بيروت_بوابة الهدف

أعلن المؤتمر القومي العربي عن استكمال هيكلته التنظيمية،  بانتخاب د. ماهر الطاهر (فلسطين) نائباً للأمين العام، وأ. محمد جباوي (لبنان) أميناً للمال، والأعضاء السادة (بحسب التسلسل الأبجدي): أ. حسن المرزوق (البحرين) أ. عبد الإله المنصوري (المغرب)، أ. محمد أحمد البشير (الأردن)، د. محمد حسب الرسول ( السودان ).

وقالت الأمانة العامة في بيانٍ لها يوم أمس الثلاثاء، إنها عقدت على مدى يومي 4 و 5 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، اجتماعها الحضوري في بيروت برئاسة الأمين العام أ. حمدين صباحي (مصر)، وحضور الأمينين العامين السابقين أ. معن بشور (لبنان)، وأ. خالد السفياني (المغرب)، والأعضاء (بحسب التسلسل الأبجدي): أ. أحمد حسن (لبنان)، أ. أحمد حسين (مصر)، أ. أحمد خليفة ( ليبيا )، د. إسماعيل الشطي (الكويت)، الشيخ جواد الخالصي (العراق)، أ. حسن المرزوق (البحرين)، أ. حسن مراد (لبنان)، د. خالد شوكات (تونس)، د. خديجة صبار (المغرب)، د. خلف المفتاح (سورية)، أ. خميس العدوي (سلطنة عمان)، أ. عبد الإله المنصوري (المغرب)، أ. عبد القادر بن قرينة (الجزائر)، د. عصام السعدي (الأردن)، السيد عمار الموسوي (لبنان)، أ. فيصل درنيقة (لبنان)، أ. لونا أبو سويرح (فلسطين/لبنان)، د. ماهر الطاهر (فلسطين/سورية)، أ. محمد إسماعيل (مصر)، أ. محمد أحمد البشير (الأردن)، د. محمد الجباوي (لبنان)، أ. محمد النمر (مصر)، د. محمد حسب الرسول (السودان)، أ. منير شفيق (فلسطين)، وحضرت مساعدة الأمين العام للمؤتمر أ. رحاب مكحل (لبنان).

وبحسب البيان، فقد افتتح الأمين العام أ. حمدين صباحي الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح شهداء فلسطين والأمّة، كما وجّه التحية إلى عضو الأمانة العامة المفكر العربي الكبير أ. منير شفيق لحصوله على جائزة فلسطين العالمية للآداب عن كتابه "من جمر إلى جمر" الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية، وبعد التداول في الأوضاع العامة في الأمّة والعالم، واستكمال الترتيبات التنظيمية للمؤتمر بعد انعقاد دورته (31) في حزيران/يونيو الماضي.

وأكد البيان على أن أمّتنا العربية والعالم يعيشون تطورات بالغة الأهمية تشي بتداعيات وانعكاسات خطيرة على النظام العالمي نفسه، كما على الوطن العربي والإقليم بشكل خاص، وأبرز هذه التطورات بداية خروج العالم من عصر الهيمنة الأمريكية الأحادية القطبية إلى رحاب عالم متعدّد الأقطاب يسمح لشعوب العالم كافة أن تمارس قدراً أكبر من استقلالها وتحررها من الهيمنة الأمريكية.

ورأت الأمانة العامة أن أمّتنا العربية رغم ما تواجهه من فساد واستبداد وتبعية وانقسامات وحروب وفتن، إلاّ أنها أيضاً تبدي قدراً متنامياً من المقاومة والإصرار على استعادة استقلالها وتماسكها، وحرية مواطنيها وحقوقهم، لاسيّما في فلسطين، التي تشكّل قضيتها اليوم جوهر القضية العربية عموماً، حيث يخوض المقاومون في أرضها المحتلة، وأكناف أرضها المحتلة، معارك بطولية يمكن أن تشكّل مع أزمة الوجود التي يعيشها الكيان الصهيوني، على المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية والخارجية، بداية الانتصار الكبير على العدو يتوّج انتصارات تتوالى سواء في تحرير جنوب لبنان (عام 2000)، أو في مواجهة العدوان على لبنان (عام 2006) ، أو قطاع غزّة (عام 2005)، أو في معركتي "سيف القدس " (عام 2021)، و"وحدة الساحات" (عام 2022)، والمواجهات الجارية في القدس والضفة الغربية والأرض المحتلة عام 1948.

واعتبرت كذلك أن انزلاق المجتمع الصهيوني نحو المزيد من التصرفات العنصرية والممارسات الوحشية، يعبّر عن القلق العميق الذي يسود كيان العدو حول مستقبله ومصيره ولا يجد سوى التطرّف مخرجاً له، دون أن يدري أن هذا التطرّف لن يقود إلاّ إلى المزيد من المقاومة في فلسطين وأكناف فلسطين، كما إلى المزيد من الانقسام الداخلي السياسي والمجتمعي داخل الكيان ذاته.

وشددت على أن عودة قضية فلسطين إلى الصدارة في مقررات قمّة الجزائر واعتبارها القضية المركزية للأمّة يؤكّد أن كل ما شهدته الأمّة من مؤامرات وحروب وفتن وتطبيع لم ينجح في إبعادها عن قضيتها المركزية، والتي نأمل أن تقوم القمّة بترجمة عملية لهذا التوجه في النظام الرسمي العربي عبر إلغاء كافة اتفاقات التطبيع مع العدو، قديمها وجديدها، ودعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته.

وفي إطار فعاليات كسر الحصار على قطاع غزّة، استعرض الأمين العام اتصالاته من أجل زيارة وفد الأمانة العامة، والذي يضم 16 عضواً، إلى قطاع غزّة، كما أكّد على أهمية المشاركة في كل الفعاليات التي يجري الإعداد لها من أجل إحياء "الحملة الدولية لكسر الحصار على غزّة" والتي كان لعدد من أعضاء الأمانة العامة دوراً بارزاً فيها.

وبينت الأمانة العامة للمؤتمر أنها سجلت تركيز قمّة الجزائر على فلسطين كقضية مركزية للأمّة، إلاّ أن هذه القمّة بقيت أسيرة الواقع الرسمي العربي الراهن، بدءاً من تغييب غير مبرّر لدولة عربية رئيسية ك سورية، وهي العضو المؤسس في جامعة الدول العربية، إلى رفض اتخاذ قرار متعلّق "بسد النهضة" باعتبار العمل الذي يجري فيه تهديداً للأمن المائي العربي، كما عدم اتخاذ القرارات الجدية لإنهاء كل الحروب الدائرة في بعض الأقطار وعليها، كما هو الحال في اليمن وليبيا والسودان، ناهيك عن تداعيات الاحتلال الأمريكي في العراق وتداعيات الحصار المفروض على لبنان.

وندّدت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي بالاعتداءات الصهيونية المتواصلة على سورية والتي تؤكّد أن هذا البلد الشامخ مستهدف من أعداء الأمّة على الدوام.

وتابع البيان: "في العراق الذي شكّلت مقاومته الباسلة ضد الاحتلال الأمريكي منذ عام 2003 بداية الاهتزاز في الهيمنة الأمريكية على العالم، سجلت الأمانة العامة، في ضوء ما تلقته من معلومات، أن العراق استعاد وحدته الوطنية على صعيد الشعب العراقي الذي أخذ ينبذ كل دعاة الفتنة الطائفية التي أججّها الاحتلال وعملائه بهدف تدمير العراق من داخله وإلغاء مصادر قوته وشطب دوره العربي والإقليمي والدولي وتشويه موقف شعبه المعروف بالالتزام بقضية فلسطين".

وأضاف: "في ليبيا جدّدت الأمانة العامة للمؤتمر التذكير بتحذيرها منذ عام 2011 بمخاطر استعانة جامعة الدول العربية بقوات الناتو لتدمير ليبيا وتقسيمها، وأكّدت على ضرورة الاستمرار في مبادرة المصالحة الليبية – الليبية التي أطلقها المؤتمر والتي جرت بموجبها اتصالات مع معظم أطراف الصراع في ليبيا".

كما أكّدت الأمانة العامة للمؤتمر على ضرورة الاستمرار بمبادرة المصالحة اليمنية – اليمنية التي أطلقها المؤتمر القومي العربي بالتعاون مع المؤتمر القومي – الإسلامي من أجل جمع الأطراف اليمنية كافة على طاولة حوار تخرج اليمن من محنته وتحصّنه بوجه التدخلات الخارجية، وضرورة العمل لإنهاء الحروب عليه وفيه وكل أشكال الحصار الخارجي والداخلي عليه.

وأردف: "أما في السودان فقد أكّدت الأمانة العامة للمؤتمر على ضرورة أن تجري كل الأطراف المعنية مراجعات جريئة لأدائها، وتسعى إلى حوار سوداني – سوداني لا يستثني أحداً من الأطراف الفاعلة ويعمل على إخراج السودان من محنته واستعادته لدوره العربي والإسلامي والإفريقي وإلغاء اتفاقات التطبيع مع العدو الصهيوني".

وفي هذا الإطار أكّدت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي على ضرورة المساهمة في كل الفعاليات الشعبية العربية والإسلامية والدولية التي تصبّ في إطار تصعيد مقاومة الاحتلال ومناهضة التطبيع، لاسيّما مع شركائنا في المؤتمرات والمؤسسات العربية عبر "المؤتمر العربي العام"، كما عبر "المنتدى العربي الدولي من أجل العدالة لفلسطين"، و"الهيئة الشعبية العربية الدولية لكسر الحصار عن سورية"، والتي يسعى المؤتمر مع الهيئات المعنية بقيامها منذ ثلاث سنوات إلى إطلاق حملة شعبية عربية ودولية من أجل إسقاط "قانون قيصر" وعدم الالتزام بمخرجاته، لا باعتباره قانوناً أحادياً اتخذته الولايات المتحدة بشكل مخالف للمواثيق والأعراف والقرارات الدولية فحسب، بل كذلك باعتباره قانوناً يمسّ بلداً عربياً له دور كبير في حركة التحرر والنهوض في الأمّة وقضاياها المصيرية، كما تؤكّد الأمانة العامة على التزامها بالقرارات السابقة التي اتخذها المؤتمر لدعم سورية منذ بداية الحرب عليها وفيها، وبمبادرات الحوار التي أطلقها المؤتمر.

وشدّد المؤتمر على ضرورة قيام الأمّة كلها، أنظمة رسمية وحركات شعبية، بالمراجعات الضرورية لأدائها خلال العقود الماضية لإخراج الأمّة من سلبيات خطيرة في علاقات دولها مع بعضها البعض، والأنظمة مع الشعوب، والأمّة مع دول الجوار الحضاري، وهي علاقات تقوم على احترام سيادات الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وضرورة الإفراج عن كل سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين حيثما وجدوا، على طريق مصالحات داخل كل قطر ينزف، واحترام حقوق الإنسان وكرامة المواطن في كل أرض عربية، كما في مواجهة الإرهاب الذي يضرب في العديد من أقطار الأمّة ودول الإقليم، وآخرها ما جرى لجموع المصلين في مدينة شيراز الإيرانية وفي مساجد باكستان وأفغانستان، وتتوجه بطلب الرحمة لضحايا هذه التفجيرات الإجرامية وشهدائها، وبالتعازي لأهلهم وذويهم وشعوبهم.

ودعا إلى تصحيح الخلل في العلاقات العربية – العربية على قاعدة تطبيق كل الاتفاقات والمعاهدات والقرارات المتخذة على الصعد الدفاعية والاقتصادية والثقافية والتربوية والإعلامية والصحية، باعتبار أن وحدة الأمّة وتضامنها وتماسكها هي الضمانة الوحيدة لها بوجه كافة مؤامرات الأعداء وجرائم الإرهاب، وتدخّل القوى الخارجية فيها.

وأبْدت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي اعتزازها بكل موقف مؤيّد لفلسطين ومناهض للتطبيع، صدر أو يصدر، عن دول أو منظمات أو حتى أفراد يعبّر عن الانحياز للحق الفلسطيني، وآخرها موقف الحكومة الأسترالية بالتراجع عن قرار نقل سفارتها إلى القدس، وأملت أن تحذو حذوها الدول التي استجابت لدعوة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة أبدية للكيان الغاصب، كما أبدت اعتزازها بفوز الرئيس لولا دي سيلفا بالانتخابات الرئاسية في البرازيل وفوزه على منافسه المعروف بولائه للصهيونية في إطار تحوّل يشهد على صحوة يسارية مهمة في العديد من دول أمريكا اللاتينية، وهي صحوة يمكن أن تشكّل ركناً من أركان حركة التحرير العالمية من الهيمنة الاستعمارية والعولمة الأمريكي.

وفي إطار مناهضة التطبيع حيّت الأمانة العامة كل مناضل ومناضلة على مستوى الأمّة يعبّر عن رفضه لاتفاقات التطبيع، مطالبة البرلمانات العربية باتخاذ قوانين تجرّم التطبيع، ووجّهت الأمانة العامة رسالة خاصة بهذا المعنى يتولى أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر تسليمها إلى رؤساء البرلمانات في أقطارهم، كما وجّهت التحية إلى أحرار العالم الذين يخضون معارك مقاطعة العدو الصهيوني، وفي المقدمة منظمة (B.D.S) التي يتزايد تأثيرها في مختلف الساحات الدولية.

كما ناقشت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي تجربة مخيم الشباب القومي العربي المستمرة منذ 32 عاماً في ضوء الدورة التاسعة والعشرين للمخيم التي انعقدت في أيلول/سبتمبر الماضي في الجامعة اللبناية الدولية في البقاع، فحيّت الجهة المضيفة واللجنة التحضيرية وإدارة المخيم على إنجاح هذه الدورة والاستفادة من كل الثغرات التي واجهتها، وقُدّم اقتراح بعقد الدورة الثلاثين للمخيم في الجزائر في الصيف القادم، وكلّفت لجنة إشراف بمتابعة الإجراءات التنظيمية، كما حيّت الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي كل المبادرات الشبابية العربية التي يطلقها أعضاء المؤتمر على أكثر من صعيد.

وفي ختام بيانها، لفتت إلى أنها تدارست سبل تطوير الواقع الإعلامي للمؤتمر، لاسيّما لجهة تطوير وسائل التواصل بينه وبين أبناء الأمّة، وخاصة الشباب منهم، واطلعت على الجهود المبذولة في هذا الإطار من قبل اللجنة المكلّفة.