Menu

وإدامة أدوات الهيمنة..

أحمد خليفة: منهاج "المدنيات الجديدة" يسعى لسلخ الفلسطينيين في الداخل المحتل عن باقي شعبهم

المحامي أحمد خليفة

الداخل المُحتل _ بوابة الهدف

تبرز منهاج المدنيات الجديدة التي تدرّس للطلبة الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني المحتل، ما يُسمى بـ"يهودية إسرائيل"، حيث تدرّس هذه المواد في المدارس الإعدادية اليهودية والعربية في الداخل المحتل.

وبحسب مصادر إخباريّة، فإنّ "الجوانب اليهودية لإسرائيل وقوة السلطة فيها" تظهر بشكلٍ جلي في هذه المناهج التي "تقلّص التعامل مع مواضيع مثل حقوق الإنسان والمواطن ومكانة الفلسطينيين"، حيث جرى وضع المنهاج الجديد خلال السنة الأخيرة، خلال ولاية حكومة بينيت – لبيد، وتشكّل أساسًا لتعديل منهاج المدنيات في المدارس الثانوية.

وزارة التربيّة والتعليم التابعة للاحتلال، ادّعت في تعقيبها على هذا الأمر أنّ "إسرائيل هي دولة يهودية وديمقراطية، بموجب قيم وثيقة الاستقلال، وهكذا ستكون أيضًا المواد في المنهاج الدراسي"، بينما تخلو فصول كتاب المدنيات الجديد من جوانب نقدية، وتتجاهل وجود ملايين الفلسطينيين تحت الاحتلال وانعدام المساواة الاقتصادية والاجتماعيّة.

بدوره، قال المحامي أحمد خليفة عضو المكتب السياسي في حركة أبناء البلد بالداخل الفلسطيني المُحتل عام 1948، إنّ "هذا التطوّر بما يخص منهاج المدنيات يأتي ضمن سياق جهود سلطات الاحتلال منذ رفع الحكم العسكري إلى يومنا هذا، أي في سياق إدامة أدوات الهيمنة المستعملة ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل من أجل سلخهم عن باقي أبناء شعبهم، ولا ننسى المحاولات القديمة ولا سيما في اتفاقات أوسلو لضبط المناهج الفلسطينيّة بما يتلاءم مع الرواية الإسرائيليّة سواء في موضوع الجغرافيا والتاريخ والعلوم السياسيّة".

ولفت خليفة خلال اتصالٍ أجرته "بوابة الهدف الإخباريّة"، إلى أنّ "الثقافة الإسرائيليّة العامّة تعتبر أنّ التعليم والتعريف برموزنا الفلسطينيّة وتاريخها هو عبارة عن تشجيع على الإرهاب كما يدّعون".

كما بيّن خليفة أنّ "المنهاج في الداخل الفلسطيني هو تحت سيطرة تامة لوزارة المعارف والثقافة الإسرائيليّة، ولكن هناك جانب نضالي من خلال الممارسة اليوميّة لأنّ شعبنا بخير وما زال يتصّدى لكل محاولات تشويه وتغييب تاريخنا الفلسطيني، أمّا الجديد في موضوع منهاج المدنيات والتاريخ ليس فقط ما يجري تغييب للتاريخ الفلسطيني بل هناك نوع من أسرلة التاريخ وتبنّى رواية الاحتلال وإجبار طلبة شعبنا على تعلّم هذه المناهج، لكنّ وكجزء من العمليّة النضاليّة المستمرة هناك أستاذة يعلّمون طلابنا التاريخ كما هو، أي التاريخ الحقيقي لفلسطين".

وأشار خليفة، إلى أنّ "الحكومات الإسرائيليّة الأخيرة وخاصّة عندما تولّى نفتالي بينت رئاسة وزارة التربيّة والتعليم شدّدت على هذا التزييف، أي محو ذكرى النكبة الفلسطينيّة ومحو الهوية الفلسطينيّة، وهذا بهدف سلخ أجيال فلسطينيّة كاملة عن تاريخها وثقافتها وانتمائها لشعبها الفلسطيني، وبالتالي سلخها عن أي نضال مستقبلي ضد إسرائيل كدولة احتلال".

ورأى خليفة، أنّ "هذا هو التحدّي القائم، وتابعنا من خلال لجنة التعليم في لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني المحتل، ومن خلال مؤسّسات حقوق الانسان ولجان أولياء الأمور التي كانت تتدخّل لوقف التعدّي السافر والواضح على هذه المناهج ومحاولة سلخ الشباب الفلسطيني عن هويته".

وشدّد خليفة في ختام حديثه للهدف، على ضرورة "المتابعة والرقابة خاصّة في ظل هذه الحكومة والاستعداد لمواجهة مهما تطلب الأمر، لا سيما وأنّ الحكومة الحالية ستنتهج سياسة من سبقها من حكومات، أي المزيد من التضييق في المواضيع الجوهرية التي تهمنا كفلسطينيين، ومنها الهوية ومحاولة التكفير عنها بطريقة الرشوة من خلال تحسين الظروف الاقتصادية، أي أنّنا أمام سياسة العصا والجزرة بأكثف طريقةٍ ممكنة".