Menu

هنأها بانطلاقتها الـ55

الكاتب طارق أبو بسام: انطلاقة الجبهة الشعبية شكلت اضافة نوعية ومميزة للعمل الوطني الفلسطيني

فلسطين المحتلة _ بوابة الهدف

هنأ الكاتب طارق ناصر أبو بسام، اليوم الأحد، الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين في ذكرى انطلاقتها الـ55.

وقال الكاتب أبو بسام: "لم يكن يوم الحادي عشر من شهر كانون الأول عام 1967، يومًا عاديًا كبقية الأيام، بل كان يومًا مميزًا في التاريخ الفلسطيني والعربي، ولا أبالغ أن قلت الأممي وهو اليوم الذي بقي محفورًا في ذاكرة الشعب الفلسطيني، في هذا اليوم تم الإعلان عن تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانطلاقتها المجيدة، هذه الانطلاقة التي لم تبدأ في هذا التاريخ وإنما تعود جذورها إلى أكثر من 25 عامًا، سبقت عندما تكونت حركة القوميين العرب في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، هذه الحركة التي ولدت الجبهة الشعبية من رحمها، وجاءت مكملًا واستمرارًا لمسيرتها النضالية، نعم جاءت الانطلاقة عندما أعلن أنبياء فلسطين الجدد: جورج حبش ، وديع حداد، أبو علي مصطفي، غسان كنفاني، أبو ماهر اليماني، حمدي مطر أبو عيسى، صبحي التميمي، الحاج فايز جابر... وغيرهم من القادة المؤسسين، بيانهم الأول، إيمانًا منهم أن العدو الصهيوني لا يمكن التعايش معه وأن صراعنا معه هو صراع وجود، وذلك انطلاقًا من فهمهم لجذرية المشروع الصهيوني الذي لا يمكن مواجهته إلا بمشروع وطني جذري، مشروع يستند إلى الكفاح المسلح طريقًا للتحرير، مشروع يؤمن بالفكر التقدمي والنظرية الثورية التي توجه البندقية... مشروع يؤكد على أهمية البعد الطبقي للثورة وعلى ارتباطها مع عمقها العربي والتحامها وتكاملها مع بعدها الأممي".

وأوضح أبو بسام: "لقد جاءت انطلاقة الجبهة تعبيرًا عن حاجة موضوعية وضرورة ملحة، وشكلت اضافة نوعية ومميزة للعمل الوطني الفلسطيني، وأصبحت الجبهة الشعبية منذ ذلك الوقت، بما مثلته من مواقف سياسية، وفكرية تقدمية، وممارسات ثورية، ركنًا أساسيًا من أركان الثورة وعمودًا حاملًا للبيت الفلسطيني، ينهار إذا ما تصدع وسقط هذا العمود، ولا يمكن أن نتصور فلسطين يومًا ما دون وجود الجبهة الشعبية، كما لا يمكننا تصور الجبهة الشعبية دون فلسطين، والجبهة الشعبية مسيرة طويلة معمدة بدماء الآلاف من الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى وتضحيات الشعب، والجبهة قاتلت وما زالت تقاتل وحملت البندقية إيمانًا منها أن هذه هي طريق الانتصار والتحرير، ووقفت ضد التسويات وتقديم التنازلات، منذ مشروع روجرز وحتى اتفاقيات إبراهام، وتمسكت بالثوابت الوطنية ووحدة الشعب والأرض"، مُؤكدًا أنّ "الجبهة الشعبية هي صمام الأمان للوحدة الوطنية وهي الحارس الأمين للقضية، وكانت وما زالت حصان الرهان الذي يراهن عليه شعبنا في سبيل الخروج من المأزق الذي تمر به الثورة والمنظمة والفصائل، وتزداد توهجًا في كل يوم.. الجبهة هي الأمل والمصباح الذي ينير الطريق، تستمد نورها من النضال وزيتها من دماء الشهداء والجرحى".

وتابع أبو بسام: "الجبهة هي الصدق والوفاء والحقيقة كل الحقيقة للجماهير وهي المنظومة الأخلاقية الكاملة، دفاعًا عن الديمقراطية والحقوق والقيم... نعم الجبهة الشعبية هي كل ذلك وأكثر، وجسم حي يمارس العمل على الأرض ولا يكتفي بالتحليل والتنظير، تنظيم يخطئ ويصيب، لكنه تنظيم يتوقف أمام الخطأ يدرسه ويعالج أسبابه ولا يتورع أبدًا عن الاعتراف به، وفي يوم انطلاقتها أتقدم بتحية الحب والوفاء.. تحية الاعتزاز والتقدير لهذا التنظيم تحية للرفيقات والرفاق.. تحية للمقاومين تحية لكتائب الشهيد ابو علي مصطفي والرفاق المتمسكين ببنادقهم المتمترسين في خنادقهم.. تحية للقائد أحمد سعدات الأمين العام للجبهة ورفاقه في السجون الصهيونية.. تحية له ورفاقه في المكتب السياسي واللجنة المركزية.. تحية لأمهات الشهداء وأباؤهم وعائلاتهم.. تحية لمن قالوا لا كبيرة لاتفاقيات أوسلو وإبراهام.. تحية لمن حملوا وما زالوا يحملون آمال وهموم الشعب الفلسطيني ويقاتلون من أجل تحقيق أهدافه.. تحية لشعبنا الفلسطيني المقاوم في كافة الساحات والميادين.. وردة حمراء على ضريح كل شهيد.. قبلة على وجنات كل رفيقة ورفيق.. عهدًا على مواصلة النضال عنه لا نحيد.. نبارك لكم يوم عيدكم، ونقول لكم: نحن معكم نؤيد خطاكم.. معًا وسويًا على طريق التحرير والنصر.. نحمل جبهتنا للنصر وتبقى رايتنا حمراء".