قالت سناء سلامة، زوجة الأسير المفكّر وليد دقة، اليوم الثلاثاء، إنّ "المستشفى أبلغتنا قبل عدة أيام بأنّ زوجي "أبو ميلاد" مصاب بسرطان الدم "اللوكيميا"، ولكن يوم الخميس الماضي أبلغتنا إدارة المستشفى بأنه من المحتمل أن يكون مرض سرطاني آخر وهو "Myelofibrosis" وليست مرض اللوكيميا الذي يعتبر أهون وأخف منه".
ولفتت سلامة في تصريحٍ لمركز حنظلة، إلى أنّ "هذا المرض لا يحتاج لعلاج كيماوي بل لعلاج دوائي ولاحقًا يحتاج زراعة خلايا نخاع".
وتابعت سلامة: "إننا الآن في انتظار النتائج النهائية للفحص، وإدارة المستشفى طلبت مدة من (7-10) أيام لكي يتم تشخيص أبو ميلاد بشكلٍ أدق ليردوا بإجابة نهائية، وعلى أساس ردهم سيخضع الرفيق أبو ميلاد لبرنامج علاجي كي يستطيع تخطي هذه المرحلة ويكون بخير".
وأشارت سلامة، إلى أنّه "وعلى هذا الأساس تم إرجاع أبو ميلاد إلى سجن عسقلان، وبالأمس قمنا بزيارته داخل السجن في عسقلان وكان واضحًا عليه التعب والإرهاق من آثار المرض والفترة الصعبة التي كان يمضي بها داخل المستشفى، لكننا رأيناه كعادته قويًا، وعلى ثقة بأنه سيتخطى هذا المرض وينتصر عليه".
وقبل أيّام، حمّلت الحركة الوطنية الأسيرة إدارة سجون الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن مصير الأسير المفكر وليد دقة (60 عامًا) من بلدة باقة الغربية في أراضي عام 1948، بعد الإعلان عن إصابته بسرطان الدم مؤخرًا.
وأوضحت أنه يتم تشخيص الأسرى بالأمراض المزمنة بعد أن تكون قد استفحلت بأجسادهم، وجلهم ممن أمضوا سنوات تزيد على 20 عامًا في الأسر.
وأكدت الحركة الأسيرة أنه رغم الألم على الأسرى المرضى، إلا الأسرى أكثر عزمًا وتصميمًا على مواصلة النضال حتّى الحرّيّة والاستقلال.
عن الأسير المفكّر وليد دقة:
ولد الأسير دقة بتاريخ 1 يناير/ كانون الثاني من العام 1961، لأسرةٍ فلسطينيّة تتكوّن من ستّة أشقّاء وثلاث شقيقات، في باقة الغربية. وتعلّم في مدارس المدينة، وأنهى دراسته الثانوية فيها، ولمّا لم يحالفه التوفيق في إكمال تعليمه والالتحاق بالجامعة، انتقل إلى العمل في إحدى محطات تسويق المحروقات.
واعتُقِل وليد برفقة مجموعة من الأسرى، وهم: إبراهيم ورشدي أبو مخ، وإبراهيم بيادسة. وجرى اتهامهم باختطاف الجندي "موشي تمام" وقتله من مدينة "نتانيا" في أوائل عام 1985، وحكم عليهم بالسجن المؤبّد مدى الحياة.
ويعتبر وليد دقة أحد عمداء الأسرى داخل سجون الاحتلال، وهو معتقل منذ 25 مارس/ آذار 1986م، ويقضى حكمًا بالسجن المؤبد. وهو يُعاني من عدّة مشكلات صحية، ويماطل الاحتلال في إجراء الفحوص اللازمة له أو عرضه على طبيب مختص، كحال سائر الأسرى في المعتقلات الصهيونيّة حيث المعاناة من سياسة الإهمال الطبي.
وتمكّن الأسير دقة من الحصول على شهادة الماجستير في العلوم السياسية، ويعد أبرز مفكري الحركة الأسيرة، وله عدّة مؤلفات وبحوث مهمة أبرزها "صهر الوعي"، كما يعد شخصية متميزة بين كافة الأسرى، كما شارك وقاد الكثير من المعارك النضالية التي خاضتها الحركة الأسيرة دفاعًا، عن منجزاتها ومكتسباتها، ويعتبر وليد من الكتَّاب المتمرسين في المقالة السياسيّة ومن محبي المطالعة والرياضة.
وخلال مسيرته الطويلة في الاعتقال أنتج العديد من الكتب والدراسات والمقالات وساهم معرفيًا في فهم تجربة السّجن ومقاومتها، ومن أبرز ما أصدره الأسير دقة: "الزمن الموازي"، "ويوميات المقاومة في مخيم جنين"، "وصهر الوعي"، و"حكاية سرّ الزيت"، وتعرّض الأسير دقة لجملة من السياسات التنكيليّة على خلفية إنتاجاته المعرفية بشكلٍ خاص، وسعت إدارة سجون الاحتلال لمصادرة كتاباته وكتبه الخاصة، كما وواجه العزل الانفرادي، والنقل التعسفي، وهو محكوم بالسجن المؤبّد، وفي عام 1999، ارتبط الأسير دقة بزوجته سناء سلامة، ورُزق في عام 2019 الأسير دقة وزوجته بطفلتهما "ميلاد" عبر النطف المحررة".