Menu

أيقظوا قنابلنا: الهجمة على الضفة والأسرى

بوابة الهدف الإخبارية

خاص_بوابة الهدف

يمكن القول: أن المنظومة الاستعمارية تصل في هذه الأيام لأوسع تشغيل ممكن لكل أجهزتها في العدوان على الفلسطينيين، كل جهاز لديه هجمته الخاصة، جيش العدوان، الاستخبارات، مصلحة السجون، الحكم العسكري والادارة المدنية، الحكومة، سلطة الأراضي، الكل يعمل ويصعد دوره العدواني.
 ربما ليس جميع هذه الأجهزة وصلت لذروة تصعيدها ولكن المؤكد أنها تعمل جميعها باتجاه أهداف محددة وموحدة في هذه المرحلة، الضفة المحتلة، والأسرى الفلسطينيين، بالتأكيد لم يتوقف العدوان والحصار على قطاع غزة أو الحملات المسعورة على أهلنا في الأرض المحتلة عام ١٩٤٨، لكن هناك تركيز لجرائم عدونا؛ يستهدف كسر أي أسوار للصمود والبقاء في الضفة المحتلة، كما يستهدف كسر إرادة الحركة الأسيرة باعتبارها واحدة من أكثر الأجسام النضالية الفلسطينية شرعية واستمرارية وفاعلية. 
إن حملات القتل اليومي في شوارع ومدن الضفة المحتلة لا تدور فحسب حول المواجهة مع الفدائيين الفلسطينيين، لكنها تأتي كجزء من تصعيد لتركيع الفلسطينيين واخضاعهم أمام خطط ضم أجزاء واسعة من الضفة المحتلة، وتحديدًا في المرحلة الحالية والشهور القليلة المقبلة منع الفلسطينين بشكل نهائي من أي تطوير لوجودهم في المناطق المصنفة "ج"، وزرع أكبر عدد ممكن من البؤر الاستيطانية الجديدة في هذه المنطقة.
إن الهجوم على الحركة الوطنية الأسيرة يعمل بالأساس على تحطيم العوامل والروافع المادية والاقتصادية لصمود الأسرى، تحويل مساحة الأسر في الواقع كما في تصور الفلسطينيين من مساحة للرمزية الوطنية والعمل والصمود، إلى مساحة للفقر والبؤس والخذلان والندم، حيث تنقض مصلحة السجون بعصاباتها المختلفة على أجساد الأسرى في السجون تنكيلًا وفتكًا، فيما تهاجم عصب الإرهابيين من جيش العدو وشرطته بيوت الأسرى وذويهم وتنهب أموالهم وممتلكاتهم، في واحدة من أكبر الهجمات والحملات على الأسرى في تاريخ صراعنا مع العدو منذ غزوه لبلادنا.
نحن لا نفتقد للقوة وذاكرتنا لا تنسى تجارب صمودنا ونجاحنا في التصدي لعدد لا يحصى من هجمات وحملات العدو، وإن كنا قد تورطنا في العقود الأخيرة في مرض "المسكنة" والرهان على المجتمع الدولي وما شابه، فإننا ندرك جيدًا ما نستطيع فعله في مواجهة هذا التصعيد العدواني، وإن كان يرتبط بتضحيات كبيرة وأثمان باهظة، ولكن لأسباب كثيرة، يمكننا القول: أنها معركة للدفاع عن وجودنا كأفراد وعائلات وليس عن وطننا أو شعبنا أو هويتنا فقط.
ما يبدو أنه يسقط من الحسابات لدى منظومة العدوان وأيضًا لدينا كفلسطينيين وعرب، أن مد مساحة العدوان لكل هذه المساحة وتصعيده و اقحامه في كل بيت فلسطيني، بقدر ما يحمل من أذى ومعاناة وألم، يعني أيضًا أن هذه لم نعد نخوضها كمواجهة رمزية، تهدف لتأكيد البطولة والتشبث بالكفاح المسلح كنهج للدفاع عن الأرض ينهض بها  بضعة من الشبان المحاصرين في أزقة نابلس ومخيم جنين، وأن مهمة الدفاع عن وجودنا في الضفة لن تعود محصورة بسكاكين وخراطيش المنفذين الأفراد، العدو يعمم المواجهة وحيثما يوسع فتكه بنا، فإنه يوسع أيضًا دائرة المنخرطين في التصدي له ولعله يوقظ الكثير، مما عمل على تخديره طيلة السنوات الماضية.