بعث الأسير محمود عارضة اليوم الخميس، رسالةً الأسير المفكر والمصاب بالسرطان وليد دقة، والذي شهدت حالته مخراً تدهوراً خطيراً، وسط إهمال متعمد تمارسه إدارة السجون.
وقال عارضة في رسالته وهو أحد أبطال نفق الحرية: "إنّ وليد دقّة يقلع شيئًا فشيئًا عن الدنيا. قدِم عنّا مرّ السحاب يدفعه أشقّاء ناصر أبو حميد على عربة المسلوبين، يتلون عليّ أشواق ميلادٍ وأحزان سناء، والأسى يملؤ القلب على هذا العجز".
وأضاف عارضة: "قلت له امض يا وليد مثل حرف علّة من صفحاتنا، امض حتى لا يراك محمود عليوات فيكفينا الفقيد في صدر أحمد مناصرة. امض يا وليد وارفع الحرج عنّا وسنحوّلك إلى رمز من رموزنا. لا تبق فأسرّة المرضى في سجن الرملة لا تشفي، والأوجاع أصبح لها لحنٌ يعزف على موائدنا. لتغرب شمسك يا وليد. سنطرق الأبواب من بعدك وسيعلن شعبك الندبَ والاستنكار، وهناك سيصدر القرار من هيئة أمم العجائز. سنحوّلك رقمًا في مقابر التاريخ يا وليد".
وتابع: "لقد عزموا على أن تسير خضرًا إلى الله، لأنّ الله يلوم على العجز ويد تُرفع إليه بلا حجر أو بندقيّة أن يُستجاب لها إنّ الله الذي يجيز الصدقة على الرجل السويّ القويّ محال أن يعطي على العجز إن قدر الإنسان على العمل لمقاومتنا الباسلة. إنّ النصر الأخير هو لكم فلا تضعوا السلاح حتّى تصلّوا في السجون. وإن تعجّل النصر والحرّية ارفعوا عنّا الألم وأنيروا مقابرنا حتّى يوم الخلاص".
ويذكر أن الأسير دقة تم نقله مؤخراً إلى مستشفى "برزلاي" الصهيوني، بعد تعرضه لانتكاسة جديدة، حيث دخل مرحلة الخطر الحقيقي.
وكان محامي الهيئة كريم عجوة قال بعد زيارته للأسير اليوم الثلاثاء، إنّ "وليد يمر بحالة غير مستقرة ناتجة عن التهاب رئوي حاد، وأن نقله إلى المستشفى كان بسبب معاناته من دوخة وانخفاض بالهيموجلوبين، حيث أجريت له عدة فحوصات طبية في عيادة السجن، وبعد ذلك نقل إلى المستشفى ومؤشر فخص الدم كان حينها 7".