Menu

جبهات المقاومة الموحدة: حلم التحرير وأخطار العدوان

بوابة الهدف الإخبارية

خاص بوابة الهدف

بالنسبة للعدو لقد حصل على نهاية غير سعيدة لاستراتيجيته المستمرة منذ سنوات، تحت عنوان "المعركة ما بين الحروب"؛ فلقد راهن العدو على مواصلة توجيه الضربات للمقاومة: كادراتها ومواردها وخطوط إمدادها، على مختلف الجبهات، دون دفع ثمن حقيقي.

هذا الواقع تغير بناء على عوامل كثيرة توّجها قرار المقاومة الواضح بتفعيل استراتيجيتها المعلنة بشأن وحدة الجبهات؛ فمثلت عملية مجدو وعملية القصف من الجنوب اللبناني، مؤشرات واضحة لإعادة النشاط العملياتي المقاوم؛ انطلاقًا من جنوب لبنان، كما جاءت عمليات القصف نحو الجولان السوري المحتل مؤشرًا آخر، والأهم من كون هذا تفعيل أو تسخين لجبهة الشمال ونقلها من موضع التهديد الكامن المرتبط بتراكم القوة واستعداد وجهوزية المقاومة إلى موقع الاشتباك.

لقد عجز العدو حتى الآن عن صياغة رده لا يعني بالضرورة تسليمه بفتح هذه الجبهة، أو بالاستعداد لقبول استمرار استنزافه من ثلاث جبهات، تمثل غزة أحدها والجنوب اللبناني الأخرى، فيما تمثل الضفة المحتلة مسرح لتنامي حرب استنزاف فلسطينية بأساليب وهياكل جديدة تتوسع في كل يوم، هذا واقع لم يصحو عليه العدو بين عشية وضحاها، بل تنبأ به وتعامل معه كتهديد استراتيجي حاول منعه وصاغ استراتيجياته لتعطيله، ويناور اليوم لمنع نفاذه، سواء بخيار الحرب والعدوان المباشر بكل ما فيه من أثمان سيدفعها هذا العدو، أو بخيارات أخرى تتصل بتشغيل أدواته التي لطالما عملت على تعطيل مشروع وحدة أركان المقاومة وأطرافها.

إن الاغتيالات أو الحرب بمعناها الشامل، أو بضعة أيام من العدوان، أو جميعها مجتمعة؛ خيارات يدرك العدو أنها لن تعطل مسار وحدة المقاومة، وعلى العكس تمامًا قد تشكل عنوانًا لتثبيت هذه الوحدة بنموذج عملي تتقاطع فيه النيران وتتكامل الأدوار بين جبهات المقاومة وأركانها المختلفة.

بغض النظر عما يدركه العدو أو يتخرص بشأنه، بتنا كعرب لدينا هامش للأمل بمزيد من الانخراط العربي في معركة الأمة العربية ضد الغزاة الصهاينة وداعميهم، في العراق واليمن وسوريا و ليبيا وغيرها.. هناك قوى جدية وفاعلة قدمت خطاب داعم لقوى المقاومة؛ أبدت فيه استعدادًا للانخراط العملي في القتال ضد العدو الصهيوني، هذا حلم العرب وكابوس الصهاينة وداعميهم وحلفاؤهم.

هذا الأمل تشرعت أبوابه بفضل تضحيات الشهداء وتشبث عشرات الملايين من الجماهير الصامدة في ساحات المواجهة مع العدو الصهيوني وحلفائه، وهو يستحق أكثر من مجرد التأييد، ولكن الحراسة والحماية والاحتضان؛ حراسة حلم التحرير والأمل الذي لم ينقطع يومًا بهزيمة الغزاة وطردهم من أرضنا واسترداد كل معنى لشرف الانتماء لأمة العرب.