نظّمت لجنة الأسرى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، ولجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، صباح اليوم الاثنين، وقفةً أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة؛ دعمًا للأسرى ورفضًا لقرار المجرم بن غفير بوقف الإفراج المبكر عن الأسرى وإسنادًا للمفكر وليد دقة.
وفي كلمةٍ له خلال الوقفة، قال مسؤولُ مكتبِ الشهداء والأسرى والجرحى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عوض السلطان، إنّ أسيراتنا وأسرانا البواسل يخوضون ملحمةً بطوليّةً في سجون الاحتلال بعزيمةٍ وإصرارٍ لا تلين، متصدّين للهجمة الصهيونيّة الواسعة التي تمارسها ما يُسمى إدارة مصلحة السجون بحقّهم.
وأكّد السلطان في كلمته أنّ سلطات الاحتلال تستهدفُ بهجمتها النيل من إنسانيّة أسرانا وكرامتهم وهُويّتهم الوطنيّة ومن تأثيرهم وحضورهم الوطني، وتأتي في الوقت الذي تستمرُّ فيه معاناة مئات الأسرى الإداريين الذين يقبعون في سجون الاحتلال بلا محاكمة، وفي ظروفٍ اعتقاليّةٍ صعبة، منهم كبار السن، والمرضى، والنساء وقيادات وطنيّة مؤثّرة، وقد شرع الأسرى الإداريّون بالإعلان عن خطواتٍ احتجاجيّةٍ متدحرجةٍ ردًّا على هذه السياسة.
كما أشار إلى استمرار معاناة عددٍ كبيرٍ من الأسيرات والأسرى المرضى الذين يعانون من سياسة الإهمال الطبي والإعدام البطيء، وأبرزهم الأسير القائد والمفكر وليد دقة، الذي ما زال يعاني من أوضاعٍ صحيّةٍ خطيرة، إضافةً لاستمرار معاناة عشرات الأسرى الأطفال، خاصةً في سجن الدامون، الذين يعانون من ظروف اعتقالٍ قاسيّةٍ وغير إنسانيّة، وصولاً لقرار المجرم الفاشي والعنصري بن غفير لإلغاء قانونٍ يتيحُ الإفراج عن الأسير أو المعتقل قبل موعد انتهاء محكوميّته.
وأضاف: "كلّ ذلك يجري أمام واقعٍ ميدانيٍّ وسياسيٍّ حسّاسٍ وخطير، يواصل فيه الاحتلال عدوانه الشامل على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، فيما احتضنت القاهرةُ لقاءً وطنيًّا جديدًا ضمن جهود إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنيّة. وقد وجّهت لجنة الطوارئ المركزيّة التابعة للحركة الأسيرة نداءً وطنيًّا عاجلًا طالبت الحاضرين فيها بضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة".
وشدد السلطان على أن هذه الوقفة تأتي تعبيرًا عن وفاء شعبنا وقواه السياسيّة ومؤسّساته الوطنيّة لتضحيات الحركة الوطنيّة الأسيرة ومآثرها، وتجسيدًا لوحدة نضال شعبنا بمختلِف قطاعاته في مواجهة الاحتلال الصهيوني البغيض، فنضالاتُ الأسرى هي جزءٌ لا يتجزّأ من نضال شعبنا العادل من أجل تحقيق أهدافه في التحرير والعودة.
وتابع: "إنّنا في لجنة الأسرى للقوى الوطنيّة والإسلاميّة؛ إذ نؤكّد في هذه الوقفة الإسناديّة للأسرى الإداريين وللأسير القائد وليد دقة فخرَنا واعتزازَنا بنضالات الحركة الأسيرة في مواجهة الهجمة الصهيونيّة الواسعة في داخل السجون، ونعدُّ أنّ استمرار هذا العدوان الآثم بحلقاته المتعدّدة بحقّ أسرانا البواسل هو جزءٌ لا يتجزّأ من الهجمة المسعورة والحرب التي يشنّها الاحتلال على شعبنا الصامد".
وأكّد مسؤولُ مكتب الشهداء والأسرى والجرحى في الجبهة أنّ معركة الأسرى الإداريين، ومعركة الحياة التي يخوضها عددٌ كبيرٌ من الأسرى المرضى، وفي مقدّمتهم الأسير القائد وليد دقة، في حاجةٍ إلى تضافر كلّ الجهود الوطنيّة والشعبيّة من أجل نصرة الأسرى في حراكٍ دائمٍ ومستمرٍّ وعملٍ ميدانيٍّ ضاغطٍ على الاحتلال من أجل إجباره على الرضوخ لمطالب شعبنا بإنهاء معاناة هؤلاء الأسرى، وأنّ كل وسائل المقاومة وأشكالها يجبُ أن تكون متاحةً لوقف الهجمة على الأسرى، حتى انتزاع حرّيّتهم.
وأضاف السلطان أنّ قرار المجرم بن غفير بإلغاء قانونٍ يتيح بالإفراج عن الأسير قبل موعد انتهاء محكوميّته، جريمةٌ صهيونيّةٌ جديدة، هدفُها تشديدُ معاناة الأسرى ومراكمتها، وتوسيع سياسة القمع والتنكيل بهم. ولكن هذه السياسات والقوانين لم ولن تكسر يومًا إرادة الأسرى، وكانت دومًا حافزًا لهم لإفشال مخطّطات هذه العصابة الإجراميّة، مؤكّدًا على ضرورة الاستجابة للنداء الذي وجّهته لجنة الطوارئ الوطنيّة للحركة الوطنيّة الأسيرة إلى المتحاورين في القاهرة، للعمل على طي صفحة الانقسام السوداء، مُعِدِّين أنّ استعادة الوحدة الوطنيّة تعزّز من صمود الحركة الأسيرة، وتقوّي من إرادتهم في مواجهة سياسات الاحتلال داخل قلاع الأسر.
وعبّر عن أمله بأن يشكّل هذا اللقاء الذي عقد، أمس، نقطةَ تحوّلٍ استراتيجيّة، يسهم في تصويب البوصلة واستعادة الوحدة على قاعدة الشراكة، المرهون بتحقّق الإرادة السياسيّة، والتزام القيادة الرسميّة بتطبيق قرارات الإجماع الوطني، خاصّةً قرار التحلّل من أوسلو، وسحب الاعتراف بالاحتلال ووقف التنسيق الأمني والاعتقالات السياسيّة.
وجدّد السلطان عن دعوته لضرورة تصعيد حملات الدعم والإسناد والتضامن الشعبي مع الأسرى على المستويات الجماهيريّة والرسميّة والإعلاميّة كافةً، حتّى تتحوّل قضيّة الأسرى إلى قضيّة نضالٍ جماهيريٍّ يوميٍّ يشاركُ فيه كلّ إنسانٍ وبيت فلسطيني، وكلّ فصيلٍ ومؤسّسةٍ وحراك، فأسرانا هم أبطال المقاومة الوطنيّة وحملة لوائها الذين ضحّوا بزهرة أعمارهم خلف القضبان دفاعًا عن شعبنا ومن أجل تحقيق أهدافه في الحريّة والاستقلال.
وفي ختام كلمته، طالب السلطان بمزيدٍ من الدعم والإسناد لنضالات أسرانا البواسل، خاصّةً الأسير القائد وليد دقة والأسرى الإداريين، إلى أن تتحقّق مطالبهم الإنسانيّة العادلة، على طريق تحرّرهم الكامل من قيود الأسر داخل السجون والمعتقلات الصهيونيّة.