Menu

مركز عروبة ينشر ورقة تقدير موقف بعنوان: "أفق نجاح مساعي تنظيم الانتخابات الطلابية في قطاع غزة"

غزة_بوابة الهدف

نشر مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي، ورقة تقديرموقف، حول أفق نجاح مساعي تنظيم الانتخابات الطلابية في قطاع غزة، اذ نشطت عدة جهات وسيطة، في مقدمتها الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، لحلحلة ملف إجراء الانتخابات الطلابية في قطاع غزة، استثمارًا للأجواء الإيجابية التي عكستها تصريحات قيادة "حماس" بقطاع غزة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الطلابية في جامعة بيرزيت، واستكمالًا على التوافق السابق لستَّة أحزاب فلسطينية في نيسان/أبريل 2022 على تفعيل ملف الانتخابات الطلابية بجدية.

وبينت الورقة أن الهيئة المستقلة نجحت في الوصول، مع جميع الأطراف، إلى مبادرةٍ للموافقة على إجراء الانتخابات، وشملت تحركاتُ الهيئةِ اللقاءَ مع المرجعيات السياسية للأطر الطلابية، وأخذ موافقة حركتَي "حماس" و"فتح" على تذليل العقبات أمام مهمة الوصول إلى اتفاق شامل لتنظيم الانتخابات الطلابية في قطاع غزة وفق مبدأ التمثيل النسبي.

وأشارت الورقة إلى المبادرة السابقة للنائبَين جميل المجدلاوي وجمال الخضري التي نجحت في جمع الأطر الطلابية على التوافق على النظام الانتخابي في العام 2010، لكن الجهود في حينها لم تُستَكمَل لتصل إلى مرحلة عقد الانتخابات الطلابية، واصطَدَمَت بجدار الاشتراطات المسبقة من كتلتَي "فتح" و"حماس" الطلابيتَين، "الكتلة الإسلامية" و"الشبيبة"، وسط ربط العديد من الجامعات بقطاع غزة موقفهم من إجراء الانتخابات بالتوافق الطلابي. فيما كانت آخر جلسات الحوار الجدية في نيسان/أبريل من العام 2021، إذ اجتمعت سكرتاريا الأطر لمناقشة فرص تنظيم انتخابات في جامعات قطاع غزة، وخرج الاجتماع بمخرجات جدية لمعالجة قضية تعطيل الانتخابات.

واستعرضت الورقة خلفيات الأزمة التي بدأت منذ بداية الانقسام وتعطلت على اثرها انتخابات مجالس الطلاب في جامعات قطاع غزة، اذ أجرِيَت آخر انتخابات في جامعة الأزهر في تاريخ 20/11/2006، فيما أُجرِيَت الانتخابات في كل فروع جامعة القدس المفتوحة في تاريخ 3/6/2006 م، وفي جامعة الأقصى كانت آخر انتخابات في تاريخ 17/12/2005، ومنذ هذه التواريخ حُرِم الجامعيون في غزة من حقهم في انتخاب مجالس واتحادات الطلبة، إلا في الجامعة الإسلامية والكلية الجامعية للعلوم التطبيقية اللتين لم تنقطع فيهما الانتخابات، لكن وسط مقاطعة كل الأطر الطلابية احتجاجًا على النظام الانتخابي يحسم مرشحو "الكتلة الإسلامية" هذه المجالس بالتزكية.

وأشارت الورقة إلى مبادرة الهيئة المستقلة التي نجحت في كسر جدار الجليد، اذ عقدت عدة لقاءات مع مختلف الأطراف، ووصلت الأمور إلى نقاش أدق التفاصيل في اَليات إجراء الانتخابات وقانون الانتخابات ومواعيد متزامنة لإجراء الانتخابات في الجامعات الرئيسية في قطاع غزة، وأعلن نائب مدير عام الهيئة المستقلة، جميل سرحان، عن توصل الفصائل الفلسطينية والكتل الطلابية التابعة لها في قطاع غزة إلى توافق مبدئي لإجراء انتخابات مجلس الطلبة في جامعات قطاع غزة، وفق مبدأ نظام التمثيل النسبي الكامل، في النصف الأول من العام 2024، مضيفاً أن بعد هذه الاجتماعات التقت مع الأطر الطلابية، كل منها على انفراد، وتبع ذلك عقد نقاشات مفتوحة متكررة مع الأطر الطلابية بمعدل اجتماعَين أسبوعيًّا، تخللتها مناقشة أمرين: الأول إعداد ورقة متعلقة بالحريات العامة لضمان إجراء انتخاب في ظل حياة ديمقراطية وحريات أكاديمية داخل الجامعات، والثاني تركز حول إعداد نظام انتخابي موحد يراعي التمثيل النسبي الكامل، وبالفعل استطاعوا أن يُعِدُّوا المسوَّدة النهائية للورقتَين وتوافَقوا عليها.

وأكد سرحان على أن هذا التوافق جاء نتيجة اجتماعات شرعوا فيها على المستوى السياسي لكل التنظيمات الفلسطينية، وأن موقف هذه التنظيمات كان مؤيِّدًا لفكرة إجراء انتخابات مجالس الطلبة في جامعات غزة كافة، وأنهم أبدَوا استعدادهم لإنجاحها، وأنهم أرسلوا توجيهاتِهم إلى الأطر التابعة لهم بهذا الخصوص.

وأضاف أن الهيئة المستقلة بعد هذه الاجتماعات التقت مع الأطر الطلابية، كل منها على انفراد، وتبع ذلك عقد نقاشات مفتوحة متكررة مع الأطر الطلابية بمعدل اجتماعَين أسبوعيًّا، تخللتها مناقشة أمرين: الأول إعداد ورقة متعلقة بالحريات العامة لضمان إجراء انتخاب في ظل حياة ديمقراطية وحريات أكاديمية داخل الجامعات، والثاني تركز حول إعداد نظام انتخابي موحد يراعي التمثيل النسبي الكامل، وبالفعل استطاعوا أن يُعِدُّوا المسوَّدة النهائية للورقتَين وتوافَقوا عليها.

وأوضحت الورقة أن الأطر الطلابية كثفت في الأيام الأخيرة من لقاءاتها من أجل وضع النقاط الأخيرة على مسوَّدة اتفاق إجراء الانتخابات في مختلف الجامعات والكليات في القطاع، على أن يُرفَع الأمر فيما بعد إلى الهيئات والمرجعيات السياسية الفصائلية ليدخل حيز التنفيذ.

فيما أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، سلامة معروف، أن الحكومة في غزة مع إتمام الانتخابات بكل تفاصيلها.

وتطرقت الورقة إلى اللقاءات التي عقدتها الأطر الطلابية لحسم النقاط الخلافية الجوهرية، في خلال الأشهر الماضية، والتي تناولت عدة مواضيع، من بينها الاتفاقُ على مسوَّدة، والموافقة على البنود الجوهرية كافة، وعرضها على الأطر الطلابية لوضع الملاحظات، وعملُ الأطر الطلابية على تهيئة الأجواء الداخلية بين إدارة الجامعات والطلبة، واتفاقُ جميع الأطر على مبدأ التمثيل النسبي، واعتمادُ نظام "سانت ليغو" في الفرز وتوزيع المقاعد، والإعلانُ والتوقيعُ، في خلال الأيام القادمة، على ميثاق شرف للحريات يشمل اثنَي عشر بندًا، تتيح لجميع الأطر الطلابية العمل داخل الجامعات دون قيد أو مضايقة من أية جهة.

وخلصت الورقة إلى أن حراك الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان نجح في تجاوز العقبات الرئيسية التي حالت دون عقد الانتخابات الطلابية على مدار السنوات السابقة، إذ التقطت الهيئةُ الإشاراتِ الإيجابيةَ الناتجةَ عن تحركات على المستوى السياسي للفصائل بقطاع غزة، من أجل الوصول إلى صيغ لتحريك الملفات العالقة.

وأشارت الورقة في خلاصتها إلى أن هذا النجاح معرَّضًا للانهيار في أية لحظة، ارتباطًا بالمدة الزمنية الكبيرة الفاصلة بين لحظة الاتفاق والموعد المقترح لإجراء الانتخابات الطلابية، البالغة عامًا دراسيًّا كاملًا، ما يضع احتمالاتِ عقد الانتخابات بالمعنى الفعلي "في مهب الريح"، ارتباطًا بالتطورات التي يمكن أن تطرأ على الصعيد السياسي، تحديدًا بين طرفَي الانقسام، وهو السيناريو ذاته الذي جرى في العام 2010.

وأكدت أن الحاجة لضمانات أكثر إلزامًا لكل الأطراف، بما فيها استصدار قرارات واضحة من مجالس أمناء الجامعات بتنظيم الانتخابات في خلال المدة المتفق عليها، وتوقيع القوى السياسية لا الأطر الطلابية فحسب على نص الاتفاق، قد يشكِّل حصانةً نسبيةً لنجاحِه.

الجدير بالذكر أن مركز عروبة للأبحاث والتفكير الاستراتيجي، عبر برنامج الإنتاج المعرفي، يقدم أوراق تقدير موقف، في العديد من القضايا والعناوين، وتنشر على المنصات الإعلامية الخاصة بالمركز.

لمطالعة الورقة كاملةً: اضغط هنا