Menu

نار داعش وجنة إسرائيل!

حمدي فراج

حمدي فراج

خاص - بوابة الهدف

 

كتب حمدي فراج*

ملفت للنظر والتوقف عنده تصريح مهم لشخصية إسرائيلية لا تقل أهمية عن التصريح من أن "تشبيه حماس بداعش خطأ"، وهذه الشخصية هو غيورا آيلاند مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق وأحد جنرالات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي "الذي لا يقهر" و"الأكثر أخلاقا في العالم"، و قد قُهر في السابع من أكتوبر الماضي والرابع عشر من نيسان الجاري، أما بالنسبة لأخلاقه، فقد ثبت أنها كانت كالملابس، خلعها في وحول غزة على مدار سبعة أشهر .

كان نتنياهو هو أول من أطلق هذا الوصف على حماس بُعَيْد عمليتها في السابع من أكتوبر، حيث قتل الأطفال واغتصاب النساء وإحراقهم، الخ..  ثم قام الرئيس الأميركي "الصهيوني" على حد وصفه لنفسه، بتكرار الوصف، و كرّت المسبحة، فلم يبق هناك من مسؤول غربي لم يذهب لتكرار الجملة .

أولاً: أن اعتبار تشبيه حماس بداعش خطأ من وجهة المستشار أعلاه، يعني انتفاء التهم التي نسبت لحماس يوم تنفيذ كتائبها طوفانهم، وهذا يتطلب تحقيقاً من الدولة العميقة لمحاسبة من اختلق كل هذه الافتراءات والأكاذيب، التي وصلت بإحداهن أن تقول أنها اغتُصِبت سبعين مرة، و بأحدهم يقول أنه رأى ثمانية أطفال بدون رؤوس معلقين على حبل غسيل .

ثانياً: لو كان لدى الشعب الفلسطيني شك صغير أن كتائب القسام بقيادة محمد ضيف (محلياً وفلسطينياً) وحسن نصر الله (إقليمياً)، قد قاموا بمثل تلك الممارسات المزعومة، لكنا أول من يربأ بهم و بنضالهم الكاذب، ولاعتبرناهم قبل غيرنا دواعش يستحقون النبذ والمقاطعة والملاحقة.

ثالثاً: لإذا لم تكن حماس هي داعش، وفق المستشار أعلاه، فمن هو الداعش؟ لندقق قليلاً فيما فعلته داعش في المنطقة العربية، وما فعلته إسرائيل في غزة، ومازالت، قتل الأطفال تحت ردم منازلهم فوق رؤوسهم، التجويع الشامل، الإبادة الجماعية. تصريحات وزراء مسؤولين من "القنبلة الذرية" إلى قطع الماء والغذاء والكهرباء و حتى الدواء، وآخر ما حرره الوزير بن غفير لتفادي ازدحام السجون هو إعدام الأسرى الذين يعانون اليوم تعذيباً شديداً يموتون تحته وتجويعاً ممنهجاً يعرضهم لأمراض قادمة لا محالة .

رابعاً: في تسلسلنا للمسألة الداعشية، فإن إيران ومعها موسكو وحزب الله الداعمين لحماس، أسهموا إسهاماً مباشراً في القضاء على داعش في العراق و سوريا (داعش تعني بالاختصار دولة العراق والشام)، أما أميركا الداعمة لإسرائيل، فقد صرحت وزيرة خارجيتها السابقة هيلاري كلينتون أن بلادها هي من أوجدت داعش. وحين تكون أميركا هي التي أوجدت، فإن إسرائيل تقوم بالاحتضان والدعم والتنسيق وحتى التطبيب في مستشفياتها. لقد حكم على الناشط الجولاني صدقي المقت 14 سنة لأنه نجح في التقاط صور لجرحى من جبهة النصرة يتعالجون في إسرائيل .

 

*كاتب فلسطيني