Menu

تقريرخديعة ووهم الممرات الآمنة في غزة بعد السابع من أكتوبر 2023

أوامر إخلاء مدينة غزة

خاص: بوابة الهدف الإخبارية - فلسطين

في أعقاب السابع من أكتوبر 2023، تصدرت مصطلحات مثل "الممرات الآمنة" و"المناطق الآمنة" الخطاب الإسرائيلي في محاولاتها لاحتواء الانتقادات الدولية الموجهة إليها بشأن عملياتها العسكرية في غزة. تحت ذريعة حماية المدنيين، تم الترويج لهذه الممرات كوسيلة لإجلاء السكان بعيدًا عن مناطق القتال والقصف. لكن على أرض الواقع، أثبتت هذه الممرات أنها ليست سوى خديعة ووهم خطيرين، أُلقي بهما على عاتق الفلسطينيين، حيث شكلت هذه الادعاءات فخًا قاتلًا، وساهمت في تعميق الأزمة الإنسانية التي يعاني منها القطاع.

منذ الإعلان عن إنشاء هذه الممرات، تعرض آلاف المدنيين الفلسطينيين الذين حاولوا استخدامها لهجمات متكررة. فعلى الرغم من الوعود الإسرائيلية المتكررة بتوفير ملاذ آمن لأولئك الذين يغادرون منازلهم عبر هذه الممرات، فإن الحقيقة على الأرض كانت مختلفة تمامًا. العديد من هذه الممرات، التي وُصفت بأنها آمنة، كانت في الواقع مجرد ممرات خطر، حيث تم استهداف المدنيين الذين استخدموها مباشرةً بالقصف أو بالهجمات المدفعية. وبدلًا من أن تكون هذه الممرات ملاذًا آمنًا، تحولت إلى مصائد للموت، مما أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء.

الإحصائيات المتعلقة بحصيلة الضحايا تكشف بوضوح مدى زيف هذه الادعاءات. خلال 300 يوم من النزاع، سقط ما يقارب 4,000 فلسطيني، وأصيب الآلاف أثناء محاولتهم الهروب عبر ما يسمى بالممرات الآمنة.

هذه الأرقام المروعة تكشف النقاب عن حجم المأساة التي يعيشها المدنيون في غزة، وتؤكد أن هذه الممرات لم تكن آمنة على الإطلاق، بل كانت وسيلة لإجبار السكان على النزوح من مناطقهم تمهيدًا لاستهدافها بعمليات عسكرية دون مقاومة تُذكر.

الممرات الآمنة في غزة ليست مجرد وسيلة لتضليل السكان المدنيين؛ إنها جزء من استراتيجية أكبر تهدف إلى تحقيق أهداف عسكرية وسياسية على حساب حياة المدنيين. فقد استُخدمت هذه الممرات لإخلاء مناطق معينة من السكان تمهيدًا لتدميرها بالكامل، كما أن الادعاء بتوفير ممرات آمنة قدّم غطاءً سياسيًا وإعلاميًا لإسرائيل لمواصلة هجماتها دون أن تواجه انتقادات واسعة من المجتمع الدولي.

في هذا السياق، تحولت الممرات الآمنة إلى أداة للخداع، حيث كان الهدف الحقيقي منها هو إرباك السكان المدنيين، وإجبارهم على النزوح إلى مناطق أخرى لتصبح هدفًا لاحقًا في العمليات العسكرية.

إن هذه الاستراتيجية تعكس مدى استخدام إسرائيل للمفاهيم الإنسانية كأدوات في الحرب النفسية والسياسية. فبينما يتم الترويج للممرات الآمنة كجزء من الجهود الإنسانية لحماية المدنيين، فإن الواقع يكشف أنها لم تكن سوى غطاءً لتبرير العنف المستمر ضد المدنيين الفلسطينيين.

لقد تم استغلال هذه الممرات لتشتيت الانتباه عن الجرائم التي تُرتكب، ولإظهار أن إسرائيل تقدم حلاً إنسانيًا في خضم الصراع، في حين أن الوضع على الأرض يشير إلى غير ذلك تمامًا.

علاوة على ذلك، فإن هذه الخديعة لم تؤدِ فقط إلى تعريض حياة المدنيين للخطر، بل ساهمت أيضًا في تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. مع تزايد عدد النازحين، تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل ملحوظ، حيث يواجه المدنيون نقصًا حادًا في الغذاء والماء والرعاية الطبية.

إن الترويج للممرات الآمنة كوسيلة لحل الأزمة الإنسانية هو في حد ذاته جزء من هذه الخديعة الكبرى، حيث تم استخدام هذا المفهوم لتبرير قصف المناطق المدنية وتهجير سكانها.

في النهاية، يجب أن يدرك المجتمع الدولي أن مفهوم "الممرات الآمنة" في غزة ليس سوى خديعة ووهم، استخدمته إسرائيل لتبرير عملياتها العسكرية والانتهاكات التي ترتكبها بحق الفلسطينيين.

هذه الأكذوبة الكبرى لا تسعى إلى حماية المدنيين بقدر ما تسعى إلى تحقيق أهداف سياسية وعسكرية على حساب أرواح الأبرياء.

يتطلب الوضع تدخلًا دوليًا عاجلًا لضمان حماية المدنيين الفلسطينيين وفقًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، وفضح هذه الخديعة التي استخدمت لتبرير العنف المستمر في القطاع.