Menu

سلام مؤقت في زمن الحرب

دعوات للهدنة في ظل تصاعد العدوان على لبنان

تصاعد العدوان على لبنان

الهدف الإخبارية - بيروت

تتوالى الأحداث الدامية في لبنان مع دخول العدوان الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي يومه الرابع، حيث أسفرت الغارات المتكررة عن سقوط أكثر من 600 شهيد، ونزوح نحو 150 ألف شخص إلى عمق البلاد وإلى الأراضي السورية. وقد أدت الحملة العسكرية إلى تدمير العديد من المنازل والبنية التحتية، ما زاد من معاناة المدنيين في المناطق المستهدفة. وفقًا لوزارة الصحة اللبنانية، فإن الغارات الأخيرة تسببت في استشهاد أكثر من 70 شخصًا وإصابة نحو 400 آخرين.

في الوقت الذي تشهد فيه الساحة العسكرية تصعيدًا ملحوظًا، أصدرت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية نداءً مشتركًا لوقف مؤقت لإطلاق النار، مع تحديد مدة الـ21 يومًا، وذلك في مسعى لإتاحة الفرصة للدبلوماسية. وقد جاء هذا النداء بعد اجتماع بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث أعلنا الحاجة الملحة لتجنب مزيد من التصعيد الذي قد يمتد إلى حدود أخرى.

لكن رغم هذه الدعوات، تواصل قوات الاحتلال عملياتها العسكرية، حيث أفاد الجيش الإسرائيلي بأنه هاجم نحو 75 هدفًا لحزب الله، مستهدفًا مخازن أسلحة ومواقع إطلاق صواريخ في البقاع وجنوب لبنان. في المقابل، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه تم رصد إطلاق حوالي 30 صاروخًا من لبنان تجاه عكا وخليج حيفا، مع الإشارة إلى أن غالبيتها سقطت في البحر.

على الصعيد السياسي، أثارت دعوات الهدنة مع حزب الله ردود فعل متباينة بين المسؤولين الإسرائيليين. فقد عبر عدد من الوزراء ورؤساء السلطات المحلية عن رفضهم لأي اقتراحات للهدنة، مؤكدين على ضرورة استمرار العمليات العسكرية حتى القضاء على حزب الله. بينما دعا زعيم المعارضة يئير لبيد إلى قبول وقف إطلاق النار ولكن لفترة محدودة، مدعيًا أن ذلك قد يسهم في تقليل التصعيد.

وفي ظل هذا الوضع المتوتر، أعرب رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن مفتاح ذلك يعتمد على مدى التزام قوات الاحتلال بتطبيق القرارات الدولية. وأضاف أن المفاوضات قد تتواصل برعاية دولية، وأن الوضع على الأرض يستدعي استجابة سريعة لإنهاء المعاناة الإنسانية المتزايدة.

تستمر الوضعية الإنسانية في التدهور، حيث تشير التقارير إلى وصول العشرات من الجرحى اللبنانيين إلى العراق لتلقي العلاج، في ظل تزايد أعداد المصابين الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. وقد عبر مسؤولون عراقيون عن استعدادهم لاستقبال المزيد من الحالات الحرجة، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعاني منها المناطق المتضررة.

مع استمرار التصعيد، يبقى المشهد السياسي والعسكري في لبنان متأزمًا، حيث تتواصل الجهود الدولية لإيجاد حل دائم يضمن سلامة المدنيين وينهي النزاع القائم. الأمل في تحقيق الاستقرار يتضاءل مع كل غارة جديدة، بينما تظل معاناة الشعب اللبناني تتصدر أولويات المجتمع الدولي الذي يراقب الوضع عن كثب.