Menu

زوجة القيق: إن لم تتحركوا الآن فلا داعي لتعزيتي باستشهاده

فلسطين المحتلة-بوابة الهدف

صرّحت عائلة الأسير محمد القيق المضرب عن الطّعام في سجون الاحتلال إنّها لن تقبل من أحد التعزية باستشهاد ابنها الذي طرأ تدهور على صحّته مساء الجمعة، مطالبةً بدور للسلطة وللفصائل تجاه قضية نجلها الذي يصارع الموت بعد إنهاء يومه الثمانين في الإضراب المفتوح عن الطّعام.

وقالت زوجة القيق الصحفية فيحاء شلش في مؤتمر صحفي نظمته في مدينة الخليل، إنّ السلطة الفلسطينية مطالبة بالعمل الجاد والسريع للإفراج عن زوجها الذي بات في أخطر وضع صحي، بعدما طرأت انتكاسة صحية خطيرة على حياته، بمعاناته من آلام حادة في الصدر وفي منطقة القلب على وجه التحديد، والتشنّج في العضلات.

ووجهت برقية عاجلة إلى الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء رامي الحمد لله ومنظمة التحرير والقوى والمؤسسات بالتحرك الفوري لأنّ الثواني واللحظات قد تفقده حياته، وطالبت بضرورة الضغط على الاحتلال للإفراج عن محمد وتحويله للعلاج.

وخاطبت الرئيس بالقول: "السيد الرئيس ابنك في خطر ويواجه الموت فابذل أقصى جهدك في الإفراج عنه وسارع من أجل إنقاذه الآن، فلم يتبق لدينا الكثير من الوقت".

وفي رسالتها للفصائل الفلسطينية، قالت شلش "إلى الفصائل كافة ورجالها وأحرارها كافة إن لم تتحركوا الآن وتنقذوا محمد فلا داعي لأن تقدموا لي العزاء حين يستشهد، لن أقبل منكم العزاء، فجوهر وجودكم حمايتنا وأطفالنا ونسائنا "، متسائلة "أين هذه المفاهيم عنا؟ زوجي يموت الآن في مستشفى العفولة.

وحمّلت شلش الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة زوجها، مؤكّدة أنّ المساس بحياته سيكون لها عواقب وخيمة يتحمل الاحتلال مسؤوليتها.

وناشدت أحرار العالم والمؤسسات الحقوقية الدولية لإنقاذ محمد من الموت، مهيبة بالجماهير الفلسطينية للخروج السبت بمسيرات في كافة المواقع في الضفة و القدس والداخل وغزة وأراضي الشتات والعواصم العالمية نصرة لمحمد، لإنهاء هذا الوضع الذي وضعه الاحتلال فيه، من خلال استمرار اعتقاله الذي تخطى كل الحواجز، متسائلة في الوقت ذاته إلى متى الانتظار؟

كما طالبت وسائل الاعلام بفتح موجات بث مفتوحة للمطالبة بإنقاذ محمد من الموت، مشيرة إلى أنّ زوجها أقرب من الموت منه للحياة، فلا بد من التحرك.

وتحدث الطبيب عفو اغبارية عبر الهاتف في المؤتمر الصحفي، وقال: "من خلال اتصالنا مع مستشفى العفولة، فإن وضع محمد يتدهور من ساعة لأخرى، وهذا قد يقود محمد الى مرحلة اللاعودة".

وأضاف "هو معرض للإصابة بالمخ والقلب والكلى والكبد التي قد لا يجدي علاجه نفعا لاحقا، نريد محمد معافى وليس مريضا مستقبلا، ونحمل المسؤولية للاحتلال الذي يرفض أي تفاوض في ملف القيق".

وكانت قد أفادت محامية هيئة شؤون الاسرى والمحررين هبة مصالحة، والمتواجدة في مستشفى العفولة مساء الجمعة ان الأسير الصحفي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 80 يوماً، دخل مجدداً في انتكاسة صحية حادة، ووضعه يزداد سوء مع مرور كل لحظة.

وبينت مصالحة أن حالات التشنج أصبحت لا تفارق محمد، بالإضافة إلى نخزات قوية بالصدر، وارتفاع عالي ومستمر على حرارته، وآلام شديدة بالركب والأطراف.

وأضافت مصالحة "محمد دخل في مرحلة الخطر الشديد، وفقدانه للنطق والسمع إلى درجة كبيرة جداً، وضعف النظر بسبب الالتهابات التي أصابت عيناه، وصعوبة التنفس والإرهاق الذي يظهر على كل جسده، إلى جانب الأعراض سابقة الذكر تجعل منه على حافة الموت، وقد نتلقى نبأ استشهاده في أي لحظة، خصوصاً وأن هناك تخوف كبير من إصابته بجلطة دماغية، ومهما كانت وضعيتها من حيث القوة، لن يستطيع الخروج منها، وهو الآن في المرحلة الأصعب من الإضراب ".

وناشدت محامية الهيئة بضرورة الضغط القوي لإطلاق سراح محمد، لأن الساعات القادمة لم تعد مضمونة ببقائه على قيد الحياة..

وأعلن نادي الأسير الفلسطيني في وقت سابق من اليوم أنه تقدّم بالتماس إلى المحكمة العليا للاحتلال، باسم الأسير محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 80 يوماً احتجاجاً على اعتقاله الإداري، وفيه يطالب النادي بنقل القيق من مستشفى "العفولة" حيث يتم احتجازه، إلى مستشفى فلسطيني لتقديم العلاج اللازم له، وذلك على اثر الالتماس السابق الذي قدّم باسمه، ويأتي هذا الطلب في ظل تدهور متواصل على وضعه الصحي الخطير، وتعثّر كل المحاولات القانونية للإفراج عنه.

يذكر أن المحكمة العليا للاحتلال في الرابع من شهر فبراير الجاري، أصدرت قراراً منقوصاً وملتوياً تضمّن تعليق اعتقال الأسير القيق بشروط منها تحديد مكان علاجه، وإن أراد الانتقال إلى مستشفى آخر عليه تقديم طلب قبل ذلك.

علماً أن الأسير القيق يتناول فقط الماء ويرفض العلاج والفحوص الطبية منذ بداية إضرابه، وقد خضع لعلاج قسري مرتين إثر فقدانه للوعي خلال شهر يناير الماضي.

وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، قالت إن الأسير الصحفي محمد القيق، المضرب عن الطعام منذ 80 يوماً، "يقترب أكثر فأكثر من الموت"، وأنه "لن يعود كما كان، حتى لو فكّ إضرابه."

وذكرت الهيئة في بيان لها، أنها حصلت يوم الخميس على تقرير سريع من داخل مستشفى "العفولة" داخل الأراضي المحتلة، يفيد بأن "أوجاع الصدر تزايدت لدى محمد، بشكل كبير جداً، وكذلك الأمر بالنسبة للتشنجات التي أصبحت تصيبه بشكل متكرر، وارتفاع ملحوظ على درجة حرارته، ووضعه يزداد تدهوراً بشكل متسارع".