Menu

قضية النايف تتفاعل ودعوات لمحاسبة المتورطين

صوفيا- بوابة الهدف

في إطار التداعيات الداخلية المتواصلة لمقتل الأسير الفلسطيني عمر النايف ببلغاريا يتجمّع غداً الثلاثاء ناشطو الجالية الفلسطينية أمام مقر السفارة الفلسطينية التي شهدت الاغتيال في إطار احتجاج غير مسبوق.

ومهدت الجالية لخطوتها بمطالبة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بإقالة وزير الخارجية رياض المالكي والسفير المعتمد في بلغاريا أحمد المذبوح ومحاكمتهما على خلفية ما اعتبر "تقصيرا" في تأمين الحماية للنايف الذي قتل في ظروف غامضة في الـ26 من فبراير/شباط الماضي.

جاءت الدعوة في سياق بيان صدر الخميس الماضي بصوفيا وتضمن اتهاما للمذبوح بالتقصير في حماية النايف و"الضغط عليه لإخراجه من مبنى السفارة والذي وصل لحد إطلاق التهديدات له ولعائلته". وقال البيان "تأكد لنا أن هناك نوايا واضحة من البعض -وعلى رأسهم وزير الخارجية رياض المالكي والسفير الفلسطيني أحمد المذبوح- بمنع ظهور الحقيقة".

وقتل النايف في الـ26 من فبراير/شباط الماضي بعد 72 يوما من لجوئه للسفارة هربا من مذكرة إسرائيلية لوزارة العدل البلغارية تطالب بتسليمه بسبب فراره من السجن حيث كان يقضي حكما بالمؤبد بسبب مشاركته في قتل مستوطن ب القدس عام 1986.

ألغاز الاغتيال

ولم تفك أجهزة التحقيق البلغارية لغاية الآن ألغاز مقتل النايف الذي عثر عليه في الحديقة الخلفية للسفارة تحت شرفة الطابق الثالث وسط ترجيح جهات فلسطينية وصحف بلغارية لفرضية انتحاره، وهو ما يرفضه ذوو الأسير السابق والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي ينتمي إليها.

وذكرت مصادر متطابقة للجزيرة نت أن السفير المذبوح -وهو عميد السلك الدبلوماسي والأجنبي ببلغاريا- عقد اجتماعات مع السفراء العرب أو مع ممثلين عنهم الأسبوع الماضي "ليشرح لهم كيف قام الشهيد بالانتحار راميا نفسه من الطابق الثالث"، حسب نص بيان الجالية الفلسطينية.

وأوفد عباس لجنة تحقيق مكونة من ثلاثة أعضاء إلى صوفيا للوقوف على ملابسات مقتل النايف - الذي كان يبيت في السفارة وحيدا وبدون حراسة- إلا أن ذويه وممثل الشعبية انسحبوا منها. واتهم القيادي بالجبهة كايد الغول الوزير المالكي بالضغط لتعديل الاستنتاجات الواردة في تقرير اللجنة الفلسطينية.

وطلبت الجزيرة نت من السفير المذبوح التعليق على مضمون بيان الجالية، ومطالبتها بتنحيته، لكنه امتنع عن الرد.

ويأتي تحرك الجالية الفلسطينية ببلغاريا المرتقب غدا بالتزامن مع تحركات مماثلة للجاليات الفلسطينية في ألمانيا وبريطانيا وإيرلندا والدانمارك والولايات المتحدة حسب ما أفاد به ناشط فلسطيني ببرلين للجزيرة نت.

لم يدفن

وشهدت قضية النايف -الذي ما زال مسجى في مشرحة صوفيا- تفاعلا في الضفة الغربية و غزة وخارج فلسطين منذ لجوئه للسفارة في ديسمبر/كانون الأول الماضي، نظرا لرمزيته كمقاوم قتل مستوطنا ونجح بالفرار خارج فلسطين قبل نشوء السلطة الفلسطينية وفق اتفاق أوسلو.

وأطلقت هيئة شؤون الأسرى "حملة وطنية" في ديسمبر لمطالبة بلغاريا بعدم تسليم النايف لإسرائيل، كما نظم ناشطون فلسطينيون حملة على الإنترنت تبنت ذات الطلب، إلى جانب وقفات أمام سفارات بلغاريا في لندن وبرلين ووارسو.

وفي تصريح إسرائيلي نادر قبل أربعة أيام بشأن الموضوع استهجنت السفيرة في صوفيا إيريت إليان "اعتبار النايف بطلا فلسطينيا".

وقالت إليان- التي يشتبه بوقوف مخابرات بلادها وراء مقتل النايف- لصحيفة "دنيفنك" البلغارية إن النايف "مجرد قاتل"، مشيرة إلى أنه "كان قد حوكم في إطار قانون العقوبات المدني الإسرائيلي في قضية اتخذت طابعا إجراميا".

وفي دمشق تعهد القائد العسكري للجبهة أبو أحمد فؤاد أثناء إقامة عزاء للنايف في السابع من مارس/آذار الجاري بالاقتصاص من الإسرائيليين. وقال "رأس عمر بثلاثة رؤوس"، مضيفا "هذا لكم يا رفاق" في إشارة إلى كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة.

المصدر : الجزيرة