Menu

شباب الوطن: لا لخيار المفاوضات والتسوية

بوابة الهدف الإخبارية

طلاب

انتخابات المجالس الطلابية التي جرت في عدد من جامعات الضفة الغربية المحتلة، جاءت لتضع الكل السياسي الفلسطيني امام حقيقة بسيطة ولكنها فارقة، ولا يمكن تجاوزها، أو التغاضي عن دلالاتها المتعددة.

فقبل تناول النتائج يكفي ان ننظر للدعاية الانتخابية لمختلف الاطر الطلابية التي ركزت في محتواها وخطابها وتنافسها، على فكرة اساسية وهي اسهام كل فصيل في المقاومة ومواجهة المحتل الصهيوني، والتي غطّت فيها على القضايا المطلبية التي رفعتها أيضاً بعض هذه الكتل الطلابية في حملتها الانتخابية.

هذا الخطاب من الاطر الطلابية عكسته أيضاً نتائج الانتخابات، التي جاءت بتأييد واضح للأطر التي تمثل فصائل أقرب لخيار المقاومة، وابعد عن خيار المفاوضات والتسوية، وهنا إن شئنا الحديث عن حالة طلابية سليمة بشكل كامل فأن في ذلك مثلبة لأجواء العمل الطلابي في فلسطين التي غالبا ما تطغى فيه الهموم السياسية على الهموم الاجتماعية.

 ولكن ما يعنينا هنا هو القراءة السياسية لهذه الانتخابات والتي تقول بوضوح ان هناك جيل يرفض بوضوح خيار المفاوضات والتسوية المقرونة بها، وليس لديه أي استعداد لقبول مضي القيادة الفلسطينية فيه، بل انه يعاقب بأصواته في هذه الانتخابات كل من دافع عن هذا الخيار.

الانتفاضة الفلسطينية المندلعة منذ اكتوبر الماضي وحروب غزة الثلاثة لم تمر مرور الكرام على وعي هؤلاء الشباب، بل انغرست فيه عميقا، بجانب كل ما يتركه الاحتلال من بصمات بمجازره اليومية واعتقالاته وتغوله الاستيطاني، كل هذه الحقائق تشكل محفز لهؤلاء الطلبة، نخبة فلسطين المستقبل، وغدها المشرق والحر والمقاوم، لرفض الاستسلام أي كانت مسوغاته.

لا نستطيع ادعاء تمثيل الطلبة هنا بهذه الكلمات او حمل رسالتهم، ولكن هذه الرسالة المسيسة الواعية كان عنوانها واضح، وهي موجهة للكل السياسي الفلسطيني، بأن هناك جيل مستعد للمقاومة والتشبث بحقوقه وارضه حتى الرمق الاخير، وان بإمكان أي قيادة فلسطينية كانت سواء على المستوى الفصائلي او الرسمي الرهان على هذا الجيل في مقارعة المحتل ورفع الرأس عاليا، بهامات لا تنحني.

والسؤال المطروح اليوم هل تلتقط القيادة الفلسطينية هذه الرسالة، وتقطع تماما مع خيار المفاوضات التسوية، المقرونة بها وتمضي نحو قيادة شعبها والدفاع عن تطلعاته واماله في وطن حر ومستقل، فالواجب من أي قيادة سياسية هو التقاط وجهة الجمهور وحملها والتعبير عنها، دون أي تشبث بآراء خاصة، فأصحاب الرسالة هم جنود فلسطين وجيشها في معركتها مع المشروع الصهيوني، وهم يعلون صوتهم، لن نذل، لن نستكين، لن نستسلم.