Menu

عبد العال: رغم تراكم ألم النكبة لكن الأمل أقوى

مروان عبد العال

بيروت- بوابة الهدف

يشير القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال، في تصريحات إعلامية أدلى بها بمناسبة الذكرى 68 للنكبة، إلى أن "كل سنة تضاف إلى سنوات النكبة تعني أن مفاعيل هذا الحدث لا تزال قائمة، وهي أخطر من فعل الاحتلال نفسه."

ويتوقف عبد العال عند ما يسميه "تجدد مقدمات وأسباب النكبة" خلال هذا العام تحديداً، تشبه الأوضاع التي سادت عام 1948، وصلت حالة الاختلاف والفرقة في العالم العربي ومحاولة إخراج فلسطين من حياة العرب والمسلمين وسياستهم وأوطانهم إلى الذروة خلال السنتين الماضيتين.

ويتحدث عبد العال بحسرة عن مشهد الجيش السعودي الذي يشن حربه على اليمنيين، ويقول "لقد ظهر أن العرب يمتلكون كل شيء، السلاح والمال والقرار، لكن في الاتجاه المعاكس ضد شعوب عربية، وليس من أجل تحرير فلسطين."

ويعتبر القيادي عبد العال أن ما يجري هو تنفيذ لقرار أمريكي بأن يقاتل جيش عربي جيشاً عربياً آخر، ويضع عبد العال هذا الفعل في إطار الدور الوظيفي لهذه الأنظمة الرجعية المعادية للتقدم والتطور والارتقاء والنهوض، والذي بات يدفع إلى التخلف والارتهان وتشتيت وهدر مقدرات الأمة في غير المكان الصحيح.

ويتحدث عبد العال عن الإدارة الفلسطينية الخاطئة من قِبل أطراف فلسطينية، منها من لخص القضية الفلسطينية بحلقة ضيقة وجزئية، أي قضية سلطة وأهداف قيام السلطة، غير أهداف تحقيق الوطن، بل أعطى هؤلاء الأولوية للسلطة الفرع على حساب القضية الوطنية الأصل.

ويخشى عبد العال من رضوخ بعض الفلسطينيين للضغوطات التي تمارس عليهم مثل المبادرة الفرنسية والذي يتطلب أن تقدم التنازل عن مزيد من الحقوق الفلسطينية لهدف إحياء المفاوضات، فالأمر معكوس كمن يضحي بالهدف من أجل الوسيلة، وهذه الضغوط لم تتوقف يوماً، وآخر محاولات جاءت من خلال مشروع القرار الفلسطيني العربي الذي رفع إلى مجلس الأمن، والذي تحدث عن الحل العادل وأغفل أي ذكر لحق العودة، وهو الأسمى والأصل بين الحقوق.

ومشهد النكبة التراجيدي يتواصل فصولاً ومحطات، إلا أن الأمل لا يزال أقوى، فالشعب الفلسطيني لا يزال يمسك حجارته وصواريخه، ونار الانتفاضة تحت رماد القمع الصهيوني في الضفة والمقاومة في غزة تراكم قدراتها.

ويراهن عبد العال على العامل الأقوى داخل فلسطين وهو الشعب الفلسطيني ووجدانه المقاوم وحلم العودة الذي يتطور يوماً بعد آخر، ويلفت إلى أن كل الجهود الصهيونية لم تنجح في تدمير الذاكرة الفلسطينية التي ظلت تكبر وتتراكم وتتكثف لتجعل حلم العودة والتحرير حق لا يمكن التنازل عنه على الرغم من كل المحاولات التي لم تتوقف.

هذا وأكد في حديث إذاعي، ان النكبة هي نكبة فلسطين بأكملها واستكملت في العام 1967، لافتاً إلى أنها ليست فقط قضية احتلال أرض بل هي محاولة، لنفي شعب وإقصائه عن أرضه وتدمير ثقافته وهويته وشخصيته الوطنية مقابل زرع كيان نقيض صهيوني عنصري بهدف السيطرة على أمة بشكل كامل.

ولفت عبد العال إلى وجود مأزق حقيقي يطال المشروع الوطني الفلسطيني والعربي، مؤكداً أن خيار التسوية هو خيار عبثي وهمي لم يخلق سوى المزيد من الويلات على الشعب الفلسطيني، محذراً من وجود محاولات لطرح مشاريع أكثر خطورة على القضية الفلسطينية وعلى حق الشعب الفلسطيني.