Menu

حل اللغز بات وشيكاً..

"تحطم الطائرة المصرية": تراجع فرضية الاعتداء لصالح الخطأ التقني

طائرة مدنية مصرية

القاهرة- فتحي حسن - خاص بوابة الهدف

أعلنت لجنة التحقيق المصرية في تحطم طائرة شركة مصر للطيران من طراز إيرباص إيه 320، أيار الماضي، أنه تم انتشال الصندوق الأسود الثاني للطائرة الذي يحوي على تسجيل لبيانات الطائرة، بعد يوم على انتشال الصندوق الأول الخاص بتسجيل محادثات قمرة القيادة.

وقالت اللجنة، في بيان لها، أمس الجمعة، إن السفينة جون ليثبريدج التي تستأجرها الحكومة المصرية للمشاركة في عمليات البحث في البحر المتوسط، تمكنت من العثور على الصندوق الأسود الثاني الخاص بمسجل بيانات الطائرة، ومن انتشال الجزء الذي يحتوي على وحدة الذاكرة التي تعتبر أهم جزء في جهاز المسجل.

وجاء انتشال الصندوق الأسود الثاني، قبل أسبوع فقط على انتهاء بطارية وحدة إرسال إشارة تحديد الموقع، للصندوق الغارق مع حطام الطائرة قبالة سواحل مدينة الإسكندرية، داخل المياه الإقليمية المصرية.

وكانت لجنة التحقيق المصرية قد أعلنت، الخميس، عن عثور سفينة البحث على الصندوق الأسود الأول، الذي يحتوي على جهاز مُسجل محادثات قمرة قيادة الطائرة، والذي تم انتشاله على مراحل عدة، نتيجة تحطمه إلى قطع.

وأمكن العثور على الصندوقين الأسودين بفضل السفينة المزودة بروبوت مجهز لتصوير أعماق البحار، وانتشال أشياء صغيرة حتى عمق 6 الاف متر تحت سطح البحر.

ويتولى توجيه الروبوت الغاطس عن بعد أفراد طاقم السفينة التابعة لشركة "ديب أوشون سيرتش" (دي أو أس) ومقرها في موريشيوس، وهي متخصصة في البحث عن الحطام على أعماق كبيرة للغاية.

وتجري عمليات البحث في نطاق محدد على بعد نحو 290 كيلومتراً شمال السواحل المصرية، بين هذه السواحل وجزيرة كريت اليونانية. ويقول المحققون أن أعماق البحر في هذه المنطقة تصل إلى 3 آلاف متر بحد أقصى.

ولفتت شركة "إيرباص" الأوروبية المصنعة للطائرة، في بيان لها الخميس، إلى أن الصندوقين الأسودين وحدهما "بإمكانهما المساعدة في فهم كامل لتسلسل الأحداث التي أدت إلى هذا الحادث المأسوي". وتراجعت فرضية الاعتداء الإرهابي التي طرحتها مصر في البداية أمام فرضية الحادث التقني.

وأفاد الخبير في النقل الجوي، جون سورا "فرانس برس"، أن "ما سنستخلصه من الصندوقين الأسودين، سيتيح لنا معرفة ما الذي حدث بالتحديد" للطائرة.

وسيتم نقل الصندوقين الأسودين إلى القاهرة، حيث سيعمل المحققون المصريون ومعهم نظراؤهم الفرنسيون وممثلو شركة إيرباص الأوروبية على تفريغ محتواه وتحليله.

وأضاف سورا: "سنعرف في اي حالة كان طاقم الطائرة، كيف حدث الأمر؟ هل كانوا متفاجئين؟ هل كانوا خائفين؟".

وتحطمت طائرة "إيرباص إي 320" وهي في طريقها من باريس إلى القاهرة في 19 أيار الماضي أثناء تحليقها بين جزيرة كريت اليونانية وساحل مصر الشمالي، وعلى متنها 66 راكباً بينهم، 40 مصرياً و15 فرنسياً، بعدما اختفت من شاشات الرادار لسبب لا يزال مجهولاً.

وفي سياق متصل، نقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن مصادر في لجنة التحقيق التي ترأسها مصر، أمس، بأن وزارة الطيران المدني المصرية بدأت في تفريغ وحدة ذاكرة مسجل محادثات كابينة قيادة الطائرة المنكوبة، التي عثر عليها الخميس.

وذكرت المصادر أن وحدة خاصة بوزارة الطيران المدني المصرية تقوم بتفريغ وتحليل وحدة الذاكرة، التي تحوي المحادثات بين الطيار ومساعده داخل كابينة القيادة خلال آخر 30 دقيقة قبل تحطم الطائرة.

وأضافت المصادر أنه لن يتم إخطار وسائل الإعلام بالنتائج قبل أن يتم إبلاغ سلطات التحقيق، من بينها النيابة العامة، بتلك النتائج.

إلى ذلك، ذكرت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية، أن المجلس الوطني لسلامة النقل بالولايات المتحدة، المعروف اختصاراً بـNTSB، يستعد لإرسال فريق إلى القاهرة للمساعدة في التحقيق حول سقوط طائرة مصر للطيران المنكوبة، وفق ما نقله مصدر أمريكي مقرّب من التحقيق للشبكة الإخبارية الأمريكية.

وسترسل الهيئة الأمريكية خبير تحقيقات وخبيراً في التسجيل، ويملك هذا الأخير خبرة عالية في تفكيك وتحميل وتحليل بيانات الصناديق السوداء الخاصة بالطائرات، وتعمل الهيئة على إعداد تأشيرتي السفر وكل الأمور المتعلقة بسفر الخبيرين إلى مصر.

كما أعلن مكتب التحقيقات والتحاليل الفرنسي، أامس، أنه سيرسل خبيراً للمساهمة في نقل خبرة المكتب في قراءة وتحليل المعلومات الموجودة في الصندوقين الأسودين للطائرة المصرية المنكوبة.