Menu

في الذكرى العاشرة لحرب تمّوز.. ميركافا في الأجواء!

حزب الله البناني

بوابة الهدف _ نقلاً عن الميادين نت

قصص حرب تموز 2006

في تمام الساعة التاسعة وخمس دقائق من فجر الثاني عشر من تموز 2006، هاجمت مجموعة من الوحدات الخاصة في حزب الله دوريةً "إسرائيلية" مؤلفةً من عربتي هامر، كانتا بصدد التحقق من إنذارات تفيد باجتياز عناصر من الحزب للسياج التقني في خراج بلدة "عيتا الشعب" جنوب لبنان، عند النقطة المعروفة في الخرائط العسكرية "الإسرائيلية" باسم "خط التبليغ 105".

تجاوز رجال المقاومة السياح الحدودي بحوالي (200) متر، فأسروا الجنديين "ايهود غولد فاسر" و"إلداد ريغف"، تاركين خلفهم ثلاثة جنود قتلى وثلاثة جرحى استطاع أحدهم إبلاغ قيادته عن تعرّض الدورية لهجوم.        

بموازاة ذلك، قامت وحدات أخرى من المقاومة بقصف عنيف على مواقع وثكنات عسكرية "إسرائيلية" عند الحدود مع فلسطين المحتلة، واستطاع الهجوم المنسّق بدقة التغطية على عملية الأسر، الأمر الذي سبب إرباكاً لدى الجيش "الإسرائيلي" لدى محاولته معرفة ماذا يحدث وأين.

وبعد ست وعشرين دقيقة، انجلى الغبار عن عملية الأسر، وأعلنت قيادة الجيش "الإسرائيلي" البدء بتطبيق إجراء "هنيبعل" المرتكز على القيام بسلسلة من العمليات العسكرية بهدف عزل المنطقة ومنع نقل الأسرى خارجها، لكن هذا الإجراء كان عديم الفائدة بعد مضي (26 دقيقة) على تنفيذ العملية.

وضع قائد فرقة "الجليل 91" العميد "غيل هيرش" نصب عينيه هدفاً واحداً "استعادة الجنديين".

رأى هيرش أن السبيل الوحيد هو استهداف كل آلية تخرج من قرية "عيتا الشعب"، من دون أن يكترث لتحذير مسؤوله الأعلى "أودي آدم" بعدم دخول الأراضي اللبنانية.

أعطى الضابط "الإسرائيلي" الأمر لدبابة ميركافا باجتياز الحدود لتصل إلى موقع مهجور لحزب الله في مكان يسمّى "قبة العلم".

تحركت الدبابة في مسار جانبي تحسباً من العبوات الأرضية، واجتازت الحدود لمسافة تقلّ عن الخمسمائة متر، ووصلت إلى موقع "قبة العلم" من الخلف.

دوى صوت انفجار ضخم في الأرجاء. لم يستطع "غيل هيرش" بداية الأمر أن يستوعب ما حصل!

لقد انفجرت عبوة ضخمة مخزّنة تحت الأرض قدّرت بطنّ من المواد الناسفة بدبابة الميركافا التي تزن حوالى (60) طناً، على مرأى من جنود المشاة الذين كانوا يسيرون خلفها على بعد عشرات الأمتار، وتطايرت بعض قطعها فوق رؤوسهم فيما سقط برجها على مسافة (130) متراً.

على الفور اتصل "اودي آدم" بـ"غيل هيرش" مؤنباً على مخالفته التعليمات بعدم اجتياز الحدود.

ترك تناثر الدبابة في "عيتا" أثره العميق على كل القوات "الإسرائيلية" العاملة في المنطقة الشمالية. يومها أرسل أحد رجال المقاومة لحظة انفجار الدبابة نداءً ساخراً عبر جهاز اللاسلكي هناك "ميركافا في الأجواء!".